دعوة إلى حضور اجتماع الجمعية الثاني في دمشق
الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كان اللقاء في اتحاد الكتاب العرب مثمراً، ووقع السيد الدكتور حسين جمعة والدكتور إياد فضلون السفير اللامع اتفاق التفاهم والتعاون. وقدمت كلمة شاملة عن الجمعية، وقدمَ الصديق القديم الصدوق الدكتور مأمون الحلاق ضيافة سخية كما هو المعتاد، ووعد الاستمرار في دعم الجمعية وتوفير المكان المناسب لها بعد أن تحصل على الترخيص في سوريا. والدكتور مأمون الحلاق هو رئيس مجلس الأمناء لجامعة المأمون الخاصَة للعلوم والتكنولوجيا، ومدير معهد المأمون الدولي وصاحب الامتياز. وسوف يوافينا الدكتور إياد بتقرير مفصل.
إليكم الكلمة التي ألقيتها والكلمة التي ألقاها السيد النمر نيابة عن الدكتور مأمون:
كلمة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
عبدالرؤوف عدوان: الممثل السابق للجمعية في دمشق
السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب، السادة أعضاء مجلس اتحاد الكتاب العرب، السيد الدكتور مأمون الحلاق رئيس مجلس أمناء جامعة المأمون الخَاصة للعلوم والتكنولوجيا ومدير مركز المأمون الدولي، السيدات والسادة أدباء ومفكرين وكتاب وصحفيين ومؤرخين وباحثين: تفخر بكم وتعتز الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب ومنسوبيها إذ تقدمون الدعم المعنوي والمكاني والمالي إلى الجناح العربي السوري من أجنحة الجمعية المنتشرة ضمن حدود الوطن العربي وخارج حدوده. إنها جمعية ساعدتها التقانة المتطورة إلى تخطي الحدود والاستغناء عن جوازات السفر. وكلنا نذكر ونتذكر الفلم التراجيدي (الحدود) لرائد الكلمة الصادقة الأستاذ دريد لحام ومعاناته البليغة مع طاقم الإخراج والتمثيل في السبعينيات ليظهروا الحقيقة المرَة التي يعاني منها المواطن العربي عند اجتياز الحدود المصطنعة بين البلدان العربية. وكلنا يعلم أنَ العربي فقط هو الذي يعاني عند اجتياز هذه الحدود.
السادة والسيدات: كان السبق لتأسيس هذه الجمعية الإلكترونية المحلقة هو زميلنا العربي الفلسطيني عامر العظم المقيم في دولة قطر. نعم قبل سنوات أربع أقلع الطائر الميمون من قلب دولة قطر الشقيقة، من دوحة قطر. ساعدته في هذا العمل الضخم زوجته راوية سامي التي تملك بصيرة وتصوراً عربياً وحدوياً مستمداً من فكر وثقافة زنوبيا العربية التدمرية. أسس عامر وراوية الموقع وأسمياه الجمعية الدولية للمترجمين العرب، وزعوا المهام على المترجمين واللغويين داخل وخارج حدود الوطن العربي. تشعبت مهام الجمعية فأصبحت تنظم دورات للتدريب في فنون الترجمة الفورية والكتابية والإبداعية. ثمَ كان أن قررت إصدار مجلَة إلكترونية، ناهيك عن مئات البحوث في اللغة والأدب والفن والفهارس والسير الذاتية والتاريخ والجغرافيا والتي قدمت خدمات جليلة لطلاب الجامعات والباحثين العرب والأجانب. كما قامت بتوجيه برنامج لتعليم العربية للناطقين بغيرها. ومما قامت به أيضاً العمل على تصحيح مسار الناشر العربي والأجنبي، وتعرية وفضح لناشرين استغلوا الكتاب العرب. ثمَ كان لها أن شنت حرباً ضروساً ضدَ مؤسسة ويبستر وأرغمتها على تغيير النص الوارد عن العرب والمسلمين. وقفزت فوق المستحيل لتلوم وتفضح جامعات عربية وغير عربية تهضم حقوق العلماء والباحثين والأساتذة فيها. ومن مشاريع الجمعية الواعدة والتي قطعت شوطاً كبيراً فيها القواميس المتخصصة ثنائية اللغة. وكذلك تأسيس مشروع إلكتروني لنشر الدواوين الشعرية العربية لشاعرات وشعراء شباباً، ومشروع ترجمة الشعر العربي ودليل المترجمين واللغويين والأدباء، ومشاريع ترجمة القصة والرواية والمسرح، وافتتاح أكاديمية عربية دولية للترجمة، وإنشاء جامعة رقمية عربية، ومركز (واتا – WATA) للتعليم المستمر.
السيدات والسادة: لم تستطع الجمعية أبداً أن تبقى معنية باللغة والترجمة فحسب، بل نتيجة للظلم الواقع على العالم العربي والإسلامي، ونتيجة للغليان لدى المثقفين والأدباء والكتاب قامت بدور رائد في الدفاع عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني داخل وخارج حدود فلسطين العربية، ثمً كان دفاعها عن العراق وشعبه العربي الأصيل وعن الشعب الأفغاني المسلم. ولا تزال جمعية المترجمين واللغويين العرب ثابتة الموقف حيال المؤامرات التي تحاك لشرذمة السودان العربي وطمس الهوية العربية للصومال الشقيق. والجمعية بمثقفيها وأصحاب الفكر تتبنى بجدية وصبر وأناة رصد المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدَ البلدان العربية. وقد كتب الكثير من أعضاء الجمعية مقالات تتعلق بما تواجهه سوريا من تحديات ومؤامرات وتضليل إعلامي يهدف إلى النيل من وحدتها الوطنية الراسخة.
السيدات والسادة: المثقف العربي السوري أيها السادة والسيدات كعادته في الثقافة والمثاقفة ونقل الفكر واستقطابه، يقف متأملاً مفكراً يقظاً حذراً بادئ الأمر، ثمَ ينطلق إلى العطاء وطلب المعرفة انطلاقاً ثاقباً لايجاريه في ذلك أحد، وهذا مشهود لرجالات الفكر والمعرفة من السوريين شابات وشباباً وشيباً عبر المواقع الالكترونية والصحافة العربية والأجنبية. نعم كنا نحن في سوريا نرصد أنشطة هذه الجمعية ونحلل منطلقاتها ومبادئها بدقة وموضوعية. ثمَ بدأ الزحف والانضمام إليها تدريجياً، وكنت أول ممثل لها في دمشق بعد انطلاقتها بعام تقريباً، وكان زميلي الأستاذ أحمد ميمون الشاذلي أول ممثل لها في حلب الشهباء.
السادة والسيدات: وبعد أن أصبح أعضاء الجمعية يربون عن خمسة آلاف، طالتها يد الغدر من مواقع وجهات مشبوهة كما طالت تاريخياً أيَ مشروع وحدوي عربي. توقفت عن الأداء أشهراً قليلة وكادت أن تفشل نهائياً لولا الجهود الجبارة للزميل الرائد عامر العظم وزوجته الأديبة راوية سامي، اللذان قاما بالتواصل هاتفياً وحاسوبياً معنا جميعاً، وكان أن عادت الجمعية إلى أفضل مما كانت عليه. وإذ يصل عدد السوريين المنضوين في عضوية الجمعية إلى أكثر من 200 كاتب وعالم ولغوي ومترجم وأديب وروائي، والمتصفحين لبواباتها منهم بالمئات أيضاً فإننا نفخر الآن أننا نحن العرب السوريون من أنشط الشركاء في الجمعية فكراً وأداءً ومحاورة وحكمة استقيناها من الرعيل الأول من المثقفين الذين صنعوا الاستقلال، ثمَ من فكرنا القومي المعاصر ومن أساتذتنا الذين تربوا على أيد المجاهدين المكافحين لاسترجاع الحقوق العربية. وعلى هذا الأساس فإنً الجمعية بكل طاقاتها تقف الآن مع الرؤيا العربية السورية للتأسيس لمشروع استراتيجي ثقافي تعليمي نهضوي عربي يعيد العزة والريادة والطليعية لأبناء الوطن العربي الكبير.
السيدات والسادة: إن جمعية المترجمين واللغويين العرب والتي تكرم اليوم سادة وسيدات من المبدعين العرب السوريين تأمل أن يكون هناك مشروع قانون عربي سوري يدرس الكيفية التي يتم من خلالها الموافقة الرسمية على أنشطتها في سوريا، وكذلك توفير الدعم المعنوي والمكتبي والمالي لهذه الجمعية الفتية. إنَ الشكر كلَ الشكر والامتنان والتقدير نوجهه للراحل الباسل المؤسس لأول مشروع معلوماتي سوري تقودة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية. كما أننا نقدم الشكر والامتنان إلى السيد الرئيس بشَار الأسد لرعايته المستمرة لمشروعات التواصل عبر شبكات الانترنيت وحثه القائمين عليها أن يستمروا في التدريب والتطوير المعلوماتي.
السادة والسيدات: تقوم الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب بتكريم أكثر من ثمانية عشر عربياً سورياً من الأدباء والباحثين والمترجمين والمبدعين والمتميزين الذين أثروا الساحة بأنشطتهم ونتاجهم، فكان منهم من قدم الدعم للجمعية ومنهم من احترف الكتابة على بوابات الجمعية. والسادة والسيدات المبدعون الذين يتم تكريمهم هم: الدكتور الأديب حسين جمعة (رئيس إتحاد الكتاب العرب بدمشق)، الشاعر الأديب شاكر مطلق، الدكتور عزت السيد أحمد، الأديب طلعت سقيرق، الدكتور شحادة الخوري (رئيس اتحاد المترجمين العرب)، الشاعرة بهجة إدلبي، الكاتبة آداب عبدالهادي، الكاتبة أملي قضماني، الأديب محمود عادل بادنجكي، الكاتب أسعد حنَا، الكاتب بسَام الطعان، الدكتور محمد شادي كسكين، القاص سامر أنور الشَمالي، الأديبة سهى جلال جودت، الباحث هشام الحرك، الكاتبة أماني ناصر، الدكتور حمدي ثلجة، والدكتور الجراح محمد إياد فضلون سفير الجمعية في سوريا. ومن الذين تتشرف الجمعية بمنحهم شهادة دكتوراه فخرية: الدكتور الأديب نضال الصالح والأستاذ المترجم محمد إسماعيل بطرش. ويأتي هذا التكريم في الذكرى الرابعة لانطلاقة الجمعية بعد وقت من (يوم المترجم العربي في الأول من كانون الثاني 2008). ويشمل هذا التكريم ثلاثة وسبعون (73) عالماً وعلماً وأديباً وكاتباً، و أربعون ومائة (140) مترجماً مبدعاً، و أربعة وأربعون (44) متميزاً، أثروا بموضوعاتهم وبحوثهم كافة بوابات الجمعية. والجمعية ستمنح أيضاً إحدى عشرة (11) شهادة دكتوراه فخرية للباحثين المبدعين.
السادة والسيدات: وإذ عرج إلى مسألة الدعم الإعلامي والصحفي فإنني أشكر جهود الزملاء الصحفيين في سورية العروبة وفي كلِ الدول العربية لتغطيتهم ما يجدون أنه على أهمية للمواطن والمسؤول. كما أشكرهم على تغطيتهم أنشطة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب. وأشير إلى قراءتي في كتاب (المبادئ الأساسية للصحافة) والذي نشرتها مجلة ميديا الصادرة عن الجمعية السورية للعلاقات العامة مشكورة إلى أنَ أهم هدف من أهداف الصحافة هو "تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجونها لكي تتعمق لديهم الحرية ويتمكنوا من حكم أنفسهم بأنفسهم" وذكرت أيضاً بأنَ " من يريد قمع مجتمعه عليه أولاً أن يقمع الصحافة" وكتبت أنَ من أهداف الصحافة "مراقبة مؤسسات الحكومة وتوفير صوت لمن لا صوت له". إنَ جميع أعضاء الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب والذين يزيدون عن ستة عشر ألفاً ومنهم السيد عامر العظم والسيدة راوية سامي يؤمنون بأن حرية الصحافة والنشر في سوريا تتبوأ أعلى الدرجات مقارنة مع الصحافة في دول عربية أخرى. والصحافة تهبط أسفل الدركات في دول تتشدق بالديمقراطية والحرية، حيث تسيطر على الصحافة هناك فئات امتهنت السياسة والتجارة وابتاعت الصحف والصحفيين ووكالات الأنباء.
السيدات والسادة أوجه لكم شكري وشكر أعضاء مجلس إدارة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب وسفراءها وممثليها في سوريا وفي كافَة بلدان الوطن العربي لحضوركم ومشاركتكم. وأشعر بالفخر والاعتزاز بأن يكون شابُ من شباب هذا الوطن أحد سفراء الجمعية في سوريا، إنه الشَاب الطبيب الجرَاح محمد إياد فضلون الذي يترتب علينا جميعاً أن نصفق له ولسفراء وممثلي الجمعية في سوريا. ختاماً لابد لي أن أوجه الشكر مرة أخرى لاتحاد الكتاب العرب في دمشق ممثلاً برئيسة السيد الدكتور الأديب حسين جمعة لحسن رعايته ودعمه للجمعية. وأقدم الامتنان الخالص لأخي الدكتور مأمون الحلاق لدعمه المخلص للجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الدكتور مأمون الحلاق
رئيس مجلس الأمناء
جامعة المأمون الخاصَة للعلوم والتكنولوجيا
ومدير مركز المأمون الدولي
السيدات والسادة الحضور، السيد الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب: مما أثلج صدري أن دعتني الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب والتي تمارس أضخم الفعاليات الثقافية والعلمية والتعليمية عبر الإنترنيت أن أشاطر اتحاد الكتاب العرب المساهمة في دعمها. وقفت على تاريخ هذه الجمعية الفتية الذي يمتد أربع سنوات مضت فوجدت أنَ أعضائها مثقفون بثقافات رفيعة ويزدادون بشكل منقطع النظير. وهم الآن يزيدون على ستة عشر ألفاً من العلماء والباحثين والأدباء واللغويين، ناهيك عن أنَ أبناء الوطن العربي يقرعون بواباتها بالآلاف على مدار اليوم.
لابد لي أن أشير هنا بأنَ هذه الجمعية هي نواة لوحدة عربية فكرية ثقافية حاصلة في وقت أخفقت فيه كلٌ الدعوات إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف لمواجهة المعلوم والمجهول من الأخطار.
وإذ أتشرف بتقديم كلِ أشكال الدعم لهذه الجمعية، فإنني أعد أدبائها ومترجميها ولغوييها ومبدعيها بأنَ جامعة المأمون الخاصة للعلوم والتكنولوجيا ومركز المأمون الدولي سيضعان كلَ إمكانياتهما وطاقاتهما في خدمة هذه الجمعية بعد أن تحصل على موافقة رسمية للعمل ضمن حدود الجمهورية العربية السورية.
السيدات والسادة علينا جميعاً في القطاع العام والخاص أن نفكر بجدية وروية بالآلاف من المواقع الإلكترونية البناءة حتى نضخ من خلالها وبكلِ اللغات حضارتنا وثقافاتنا وفكرنا للعالم المتعطش للمعرفة عن العرب والمسلمين تاريخاً وأرضاً وفكراً. هذا الضخ الفكري لن يكون إلاَ بخلق قوانين تتعامل مع المواقع هذه، تعترف بها، وتضفي عليها الشرعية والترخيص لتستمر في العطاء الذي يخدم قضايانا العادلة.
أخيراً: تقبلوا أيها السيدات والسادة التحية والتقدير مني شخصياً ومن العاملين في جامعة المأمون الخاصَة للعلوم والتكنولوجيا ومن مركز المأمون الدولي.