التعذيب في الوطن العربي - مقدمة - الجزء الأول

هذه مقدمة عن التعذيب في الوطن العربي وأساليبه
كجزء اول ، يلية التعذيب في المغرب العربي ، ثم مصر ثم سوريا منفصلين ، ثم باقي الدول العربية
ثم طرق التعذيب والاساليب المتبعة
التعذيب في العالم العربي
مقدمة :
ما من شك أن الكلمة الحرة في العالم العربي يجري قمعها وإسكات صاحبها بطرق شتى قتلا أو ترويعا أو سجنا ، فالعلاقة بين السلطة وأصحاب الرأي المخالف دائما علاقة تضاد قي عالمنا العربي .
ويجري علنا او في الخفاء اعتقال اصحاب الرأي وزجهم في المعتقلات والسجون ويصحب ذلك وبالتأكيد انتزاع الاعتراف تلو الأخر لإثبات ان المعارض خائن وعميل ومرتبط .
وتشير التقارير الدولية ومنظمات حقوق الانسان إلى أن أساليب الضغط والقمع هذه موجودة في جميع الدول العربية من دون استثناء.
إذ ليس من دولة عربية تستطيع الإدعاء أنها لا تمارس التعذيب في سجونها .
ويتفنن كلاب السلطة في أقبية التعذيب في كيفية انتزاع الاعترافات من المعتقلين ، هذه المعتقلات التي تنكر كل الحكومات العربية وجودها او الاعتراف بأنها تمارس التعذيب على معارضيها لإظهارهم بمظهر المتآمر والمعيق للتنمية والتطور وانجاح التقدم المنشود .
كما ترفض الحكومات العربية السماح للمنظمات الدولية بزيارة السجون أو التفيش .

وتصل الصفاقة بجكومة السيسي في مصر انها تصف سجونها بفندق خمس نجوم ، على الجميع ان يتمنى ارتياده . بل وتصف انه لا يوجد حرية رأي في العالم تجاري حرية الرأي في بلادنا ، كما خرج بعضهم سابقا بوثيقة جديدة أسماها بالخضراء لحقوق الانسان كان هو اول من انتهكها .
ونحن نكتب هذه الكلمات هناك دم جديد يسفك في مكان ما من العالم واخص بالذكر الوطن العربي الذي تنتهك فيه حقوق الانسان في كل دقيقة وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي نصرته لحقوق البشر وبدون تمييز .
ولا تزل تصاحب كلماتنا مهانات جديدة يوقعها بشر على رؤوس بشر اخرين يمارسها من يعتقد بجهله انه ناصر للعدالة .
وكما لا ننسى حصار اهل غزة وتجويعهم ومنع الغذاء والدواء عنهم ولو استطاعوا لمنعوا عنهم الهواء .
ما نراه حقا ان العنف يطغى على كل التفاصيل ، وحين ننظر اليها نظرة مستوضحة لا نرى سوى صورة الانسان في كل مشهد متكررة ، صورة الانسان يُذل وتُسحق انسانيته .
حتى اولئك الذين يدعون الطيبة او انهم مناصري الحق يمارسون التعذيب والتعذيب الجماعي ، فكم من قرية في فيتنام ابيدت على ايدى الامريكان للظن انها تؤوي او آوت عدوا لهم . وكم اعدموا تحت سبب وسبب آخر .
ولا يزال ما حدث ويحدث قي العراق وسوريا من مذابح ومجازر يرتكبها من يصور نفسه على انه رفيق الحق والعدالة لا يزال الانسان فيهما يقتل ويعذب ويحرق باسم العدالة ونصرة الحق .
وهناك أخبار فضائح سجن أبو غريب في العراق من قتل وإهانة للسجناء، واغتصاب الرجال والنساء، وسجن الأطفال.
وهل نبش القبور والقاء جثث المعارضين في قنفوذة ببنغازي إلا صورة من صور امتهان الانسان ممن يدعي نصرة الحق وانه يقاتل من اجل الحق .
الخطير فعلا ان يمارس العض التعذيب وهو يعلمون ، فكأن ما يجرى لمعارضي الراي من تعذيب وقتل وتحطيم يصبح لدى هؤلاء امرا مقبولا بل وأمر لابد منه ، ماذا عن هؤلاء الذين يدعون نصرتهم لحقوق الانسان من اشتراكيين وبقايا الشيوعية والقوميين وهم يصفقون لقتل معارض يخالفهم فكرا ، والان يصفقون لذبح شعب باكمله في سوريا والعراق .
لابد ان يكون هناك جوابا في مكان ما في ظلمة الطريق ، بين القائلين بالحق وبين من يكون في الطرف الآخر ، ألا يمكن ان تتغير الأدوار في وقت ما فتتغير الكراسي والمواقع .
امريكا ترسل العرب الامريكان المشتبه بهم الى دول عربية مثل مصر وسوريا والاردن ولبنان لانتزاع الاعترافات منهم ، خوفا من ينالهم قانون يعاقبهم في بلادهم فارسلوهم الى بلاد لا قانون فيها سوى قانون الحاكم . وقد تسربت فضائح تعذيب المعتقلين على يد مخابرات الدول التي تتعامل معها الإدارة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب.
وحتى امريكا نفسها لم تخرج عن هذا الاطار أي اطار التعذيب عامدة متعمدة لتُريَ من يحاول مخالفتها ماذا سيكون مصيره . فكان سلسلة التفاصيل التي ظهرت والمتعلقة بقتل سجينين أفغانيين في قاعدة باغرام الجوية مفزعة للغاية، وتثير في النفس القشعريرة حيث عذب هذان السجينان على أيدي الجنود الأميركيين حتى الموت. وملف التحقيقات لما جرى في باغرام الذي حصلت عليه «نيويورك تايمز» يظهر أن عمليات الإساءة للسجناء شيء روتيني تمارس فيه تصرفات في غاية الوحشية من تقييد أيدي السجناء، وتعليقهم في سقف زنازينهم، وحرمانهم من النوم، وركلهم وضربهم وإذلالهم جنسياً، وتهديدهم بالكلاب البوليسية وهي أمور للأسف قد سبق استخدامها بالكامل في السجون الأمريكية». وهذه الأمور جميعها تتنافى مع الحرية والالتزام بالقانون واحترام حقوق وآدمية الإنسان التي تدعو لها الحضارة الغربية .
حيث تعتقد أمريكا أن أي مقاومة أو تعطيل لمشروعاتها هي جريمة يجب أن يعاقب من يفكر فيها، ولا بد أن يشاهد الجميع ماذا يمكن ان يحدث لهم من جراء التصدي لأمريكا، وكأنها تقول: ( إياكِ أعني واسمعي يا جارة ).
وفي سياق نصائح (ميكافيللي) ـ رائد الفكر النفعي السياسي ـ للأمير عن كيفية الحفاظ على هيبته في مواجهة المقاومة كتب قائلاً: (أنا أعتقد أن ذلك سببه القدرة على استعراض القسوة بطريقة مناسبة. فحُسن ارتكاب الجريمة القاسية ـ إذا كان بإمكاننا استخدام كلمة ( حُسن) عند الحديث عن النوايا الشريرة ـ يمكِّن من جني الثمار فيما بعد).
وفي نص المحاضرة التي ألقاها (وليام لينش) عن ترويض العبيد في أمريكا تظهر السياسة الأمريكية في التعامل مع المخالف عندما يقول ناصحاً المستمعين في كيفية كبح جماح المقاومة: (استخدم الخوف وعدم الثقة والحسد لأغراض السيطرة.. أؤكد لك أن زرع الشك وفقدان الثقة هو أقوى من الصدق، وأن الحقد أقوى من التملق والإعجاب.. وإن العبد الأسود بعد أن يتشرب هذه المشاعر فسيحملها ويغذيها تغذية ذاتية وسيولدها لنفسه لمئات من السنين )
هنا يكمن الداء من مثل هؤلاء من يحمل فكر القوة لا قوة الفكرة ، ينشأ ان تعذيب الانسان وقتله والتنشيع فيه بأداوة وتحطيمه نفسيا وجسديا سوف يؤدي الى نتائج جيدة بالنسبة لما يروجون له من فكر مريض .
ساقول الان ما هو الفرق بين الانسان والحيوان ، أن الوحوش لا تبني معسكرات تعذيب واعتقال لبني حنسها بحجة منفعة البشر ، ولا تعذب الوحوش بني جنسها حتى الهلكة الما ووجعا ، ولا تقتل من أجل القتل والابتهاج ( لمجرد الابتهاج ) ، كما لا تستنبط طرقا ويخترع طرقا لمتعة جنسية منحرفة تولد من معاناة ابناء جنسها ومعاناة اقربائهم وأمهاتهم .
الا ترون معي كيف يتميز الحيوان على الانسان الذي يفقد احساسه بإنسانيته فيفقد تلقائيا احساسه بانسانية الاخرين
د . محمد خطاب سويدان