عرض للطباعة
نحن بخلاء .... أليس كذلك؟!
• معرفيا ...نعرف ولا نعطي!
• وعاطفيا... في مشاعرنا حتى نحو أقرب الناس إلينا!
• وماليا..نحن لا نزكي ولا نساعد المحتاجين والأيتام!
نحن نشكو ونتذمر حتى لو كنا نملك ما نحتاج أو يفيض عن حاجتنا..
نحن سلوكيا لا نتصرف على أساس أن الأعمار والأرزاق بيد الله..
نحن نملك ولا نعطي...أليس هذا طبعنا؟!
• أليس العربي إنسان بخيل بطبعه؟!
• هل أنت بخيل أم كريم؟
• كيف تعرف البخيل؟
• ما أهم الحكم والأمثال التي تتحدث عن البخل والبخلاء؟
• كيف سننتصر ونحن بخلاء؟!!
• أليس البخل هو سبب هزيمتنا؟!
قال تعالى:" الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله" النساء 37
مما لا شك فيه ان البخل من ارذل الصفات وللاسف اصبح الكثيرون يتصفون به ولم يقفوا عنده بل زادوا عليه واصبح بخلهم ممزوجاً بالحسد والكِبر ويكفيهم ان الجاحظ ألف عليهم كتاب "البخلاء" فقد وصف اساليبهم و عاداتهم احسن وصف عن طريق اسلوب قصصي .
اشهر البخلاء اربعة :
الحطيئة : فقد مر به رجل و هو بباب بيته و في يده عصا غليظة
فقال الرجل : أنا ضيف
فأشار الحطيئة إلى العصا و قال إنما أعدت هذه للضيف.
حميد الأرقط : و قد كان يهجو ضيوفه بل و كان فاحشاً عليهم .يقال أنه نزل به ضيوف ذات مرة فأطعمهم تمراً و يقال أنه أكلهم النوى.
أبو الأسود الدؤلي :يقال أنه تصدق مرة على مسكين بتمرة فقال له جعل الله نصيبك في الجنة مثل هذه .
و هو القائل : لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا أسوأ حالاً منهم .
خالد بن صفوان : فكان يقول للدرهم و الله لأطيلن حبسك في هذا الصندوق ثم يضعه فيه و يحكم الأقفال .
تحية إيثار
البخل هو الداء الحقيقي والمزمن الذي عانينا ونعاني منه .
لأن البخيل يكون جبانا
والكريم شجاعا
والله تعالى يبغض البخيل ويحب الكريم
والبخيل طبعه كنز المال
ولذلك ترى تلك الظاهرة عند بعض الحكام العرب .
ينهبون الأموال ويكنزونها ويهربونها خارج البلاد ويستولون على الشركات والعقارات والأطيان , وشعبه يكون بأمس الحاجة إلى مكان ينام فيه .أليس ذلك من قمة مظاهر البخل , والجبن في أعماقهم مستسلمين لأعداء الأمة ومُزلين لشعوبهم .
وفي المثل الشعبي(ياويل الي بيوقع تحت إيد جبان).
ملاحظات قوية واستنتاجات ختامية! لكن هل يمكننا التعميم؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم
لنحاول المرور على كل منها:
هل نحن بخلاء؟
يجب أن نعرّف البخل أولا. فالبعض يدعوه حرصاً أو اقتصاداً أو توفيراً، أو تهيؤاً لظروف غير متوقعة.
معرفياً: نعرف ولا نعطي.
هذا القول قد ينطبق على البعض، لكن هناك الكثيرين من أساتذة وعلماء ومفكرين، يحاضرون ويشرحون ويكتبون لمنفعة غيرهم. من بين هؤلاء قد يكون هناك من يستأثر بعلمه لنفسه ولكني أعتقد أنهم قلة قليلة.
عاطفياً... حتى نحو أقرب الناس إلينا.
لا أظن أن هذا الإحجام يمكن تصنيفه بالإطلاق على أنه بخل. هناك من يرغبون بالإفصاح عن مشاعرهم لكنهم يشعرون بحاجز كثيف يصدّهم عن ذلك، يصعب تخطيهم أو اختراقهم له.. فتعجز الكلمات والتعبيرات الأخرى عن إيصال ذلك الشعور كما ينبغي إيصاله. إنما يحاولون بطرق أخرى التعويض عن ذلك العجز العاطفي من خلال القيام بأشياء أخرى نحو الآخر.
مالياً... لا نزكي ولا نساعد المحتاجين والأيتام!
أعتقد أن هذه مسألة شخصية، إذ قد يحبذ البعض أن تبقى أعماله طي الكتمان.
نحن نشكو ونتذمر حتى لو كنا نملك ما نحتاج أو يفيض عن حاجتنا
هذا يتوقف على قناعة الشخص بما لديه. أما إن لم تكن هناك من قناعة فلن يكفي شيء..
"ماكل مافوق البسيطه كافيا واذا قنعت فكل شيء كافِ!"
نحن سلوكيا لا نتصرف على أساس أن الأعمار والأرزاق بيد الله..
أظن هذا ينطبق على معظم الناس في العالم. ولعل الظروف الإقتصادية الصعبة وجدت لها موضع قدم في ساحة الإيمان الذي بات قولاً على اللسان في أكثر الأحيان، بدلاً من تطبيقه على أرض الواقع.
أليس العربي إنسان بخيل بطبعه؟!
هناك قصص ونوادر عن البخلاء العرب وهناك أيضاً روايات ومأثورات عن الكرماء العرب.
هل أنت بخيل أم كريم؟
كل من يحب الناس يحب العطاء.
كيف تعرف البخيل؟
هو شخص أناني.
ما أهم الحكم والأمثال التي تتحدث عن البخل والبخلاء؟
يقال: فلان أبخل من كلب.
والبخيل متسول لا يكف عن الإستجداء.
قومٌ إذا أكلوا أخفوا كلامهمُ
واستوثقوا من رتاج البابِ والدارِِ
وأيضاً
ولا ترجُ السماحةَ من بخيلٍ
فما في النارِ للظمآنِ ماءُ
كيف سننتصر ونحن بخلاء؟!!
البخل بحد ذاته هزيمة
أليس البخل هو سبب هزيمتنا؟!
الجواب واضح.
تحياتي لأستاذنا المفكر عامر العظم على ما يتحفنا به من مخزون فكره الوقاد الذي لا يعرف النفاد.
هناك البخل الفردي وهناك البخل الجماعي ..
البخل الفردي يمكن مقاومته أوإزالة أثاره بتكرارالمواعظ والإرشاد والنصائح في دروس المساجد والجمعات وقراءة ما تنشره الصحف والمجلات المتخصصة وما تبثه الإذاعات المختلفة والقنوات الفضائية ..
أما البخل الجماعي والذي نجده على مستوى الحكومات والدول فلا دواء له إلا بوصول رموزالمعارضات السياسية إلى مناصب القرار..ومع الأسف حتى تلك المعارضة السياسية حين نستعرض برامجها المطروحة على الشارع السياسي نظن لأول وهلة أنها حين تصل إلى سدة الحكم سوف تنقل المجتمع برمته من درجة الفقرالمدقع إلى مرتبة الغنى الفاحش ...وذلك بتطبيق مشاريعها الاقتصادية الطموحة ميدانيا ...
لكن الحقيقة غيرذلك تماما والتجربة تتحدث عن هذا على امتداد عقود وعقود ..
فقد تكون أكثربخلا وأشد حرصا على تكديس الأموال في البنوك دون استغلالها الاستغلال الأمثل لصالح تنمية حقيقية مستمرة ومتواصلة ومستديمة جيلا بعد جيل ..
والعلة في ذلك عدم استشارة أهل الاختصاص والكفاءات المشهود لها اجتماعيا وعلميا..
والاقتصارفقط على أمزجة الحكام الفردية الخاطئة في أغلب الأحيان ..التجربة الواقعية خذلانا وتوطؤا وحتى خيانات ..
وإلا ما معنى دول عربية غنية وشعوبها فقيرة ؟
ما معنى توفرتلك الدول على كل مقومات النهوض والإقلاع الاقتصادي وأبناؤها يموتون في أعالي البحارسعيا من أجل الخروج من ربقة الفقروالتخلف وبحثا عن فرص العيش الكريم ؟
ما معنى وجود الموارد المادية في البلدان العربية وعائداتها مكدسة في بنوك الغرب ؟
ما معنى وجود الدول العربية في أجدى المواقع الاستراتيجية جغرافيا تتمتع بالبحاروالبحيرات والأنهاروالمحيطات ومختلف المعادن الثمينة والثروات الحيوانية والموارد النفطية وهي تعتلي أعلى نسب الفقرفي العالم لدى الأفراد والجماعات ؟
ما معنى أن يقال أن الكرم من غيرالعرب بدعة ؟
هل ما زال هذا القول صالحا في وقتنا الحالي على مستوى الحكومات والأنظمة ؟
البخل هوالحقد الحامل لمختلف الأمراض النفسية
البخل هوالأنانية والأثرة
البخل هوعدم الإيمان بجدوى الإيثار
البخل هوالقمع الاقتصادي والاجتماعي المسلط من قبل الجهلة والمتسلقين
البخل هوتبذير أموال الأمة فيما لا يعود عليها بالنفع الفوري أوالبعيد المدى ..
البخل لم يعد له معنى فردي..فلكل شخص طبيعته وتكوينه الخلقي التربويوالاجتماعي والديني ..
لقد تطورالبخل اليوم إلى احتكار..احتكارأرزاق الله التي سخرها لعباده والتي حال دون توزيعها توزيعا عادلا الإنسان العربي غيرالواعي وغيرالوطني وغيرالسليم التفكير وغير المقاوم حضاريا ...
البخل بخل خزائن الأمة على الأمة ..
البخل سبب رئيس من أسباب التخلف ..
مجتمعات عربية يبذرحكامها الأموال العامة على الترفيه والتسفيه.. فلا هي قاومت المحتل ولا هي أزالت ما تعانيه الأمة من خلل..وهكذا كنا وما نزل..
وانظرإلى ذلك الزلل.. فقد قررجنوب السودان أن ينفصل ..أليس ذلك من أعقد عقد الخبل والبخل الانفصال بدل التكتل ...؟