وهل بعد ذۤلكَ مهزلة؟

وهل بعد ذۤلكَ مهزلة؟
الدكتور عزت السيد أحمد

لا يمكن وصف ذلك بالمضحك المبكي لأنَّ المضحك المبكي تجاوزناه منذ زمن.
لا يمكن وصف ذلك باللامعقول لأنَّ اللامعقول تجاوزناه منذ زمن. صار اللامعقول معقولاً في أيامنا بفضل أمتنا أكثر مما هو بفضل أيِّ أمَّةٍ أخرى.
إنَّ ما حدث اليوم أمرٌ يدعو... لا أعرف إلى ماذا يدعو... تعجز الكلمات عن الوصف.
في مؤتمر السلام العربي الإسرائيلي جلس السوريون مع الإسرائيليي على مدار أكثر من عشر سنوات وعلى مختلف المستويات ولم يتذمر النظام ولا مسؤول سوري من ذۤلكَ، ولم يجد حرجاً في الجلوس مع الإسرائيليين أبداً... لقد جلس الوفد السوري مع الوفد الإسرائيلي وتبادلوا القهوة والنكات والتعليقات الساخرة سنوات كثيرة. ولقد جلس فاروق الشرع مع الوفد الإسرائيلي، ولقد جلس تركماني مع الوفد الإسرائيلي، وبشار الأسد صافح شمعون بيريز على مرأى من العالم أجمع وكادا يتبادلان القبل...
اليوم أعلن عمران الزعبي أنه أخذ تفويضاً بالجلوس مع وفد المعارضة في غرفة واحدة
الله أكبر والعزة لله
إلى أين وصلنا؟
طبعاً وفد الإئتلاف أعلن مثل ذلك.
طبعاً الفرقين كليها يعبران بهذا الموقف عن وصول الأمرور إلى درجة من الاستقطاب تفوق ألف مرة ما وصل إليه صراع الوجود لا صراع الحدود مع الكيان الصهيوني
هنيئاً لنا بالحكام الذين أوصلونا إلى هذه الحال