"كيف تحول معنى الذين يطبقون الصيام إلى الذين لا يستطيعون الصيام؟!

يريد أن يفطر في رمضان ويطعم بدل الصوم .. محتجًا بفهم خاطئ

أخبري أحد الإخوة - وهو كبير في السن لكنه يتمتع بصحة وعافية – بأنه يريد أن يفطر في رمضان، ويطعم عن كل يوم أفطره.
وقال: أليس الله تعالى يقول : {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}
وقال بأنه قادر على الصيام وإن كان فيه مشقة علي ... والفطر أخف وأرحم علي .. وانه سيطعم بدل الفطر.
فقلت له : يا (أبا فلان) أنت فهمت الآية خطأً
يُطيق من أطاق وهمزة أطاق هي همزة سلب؛ أي تسلب المعنى فينقلب إلى ضده،
أي وعلى الذين لا يقدرون ولا يستطيعون الصيام فدية طعام مسكين
وهي مثل همزة أكاد "أخفيها" أي أظهرها.
وهمزة "أدفئوا" أسراكم، في قول خالد بن الوليد في غزوة بني مالك.
أراد خالد أنهم مسلوبون الإرادة ولا يستطيعون أن يدفئوا أنفسهم بأنفسهم فيحتاجون لمن يدفئهم في تلك الليلة الباردة.
لكن حراسهم فهموا سلب الدفء منهم ليبردوا، والإنسان يبرد إذا مات أو قتل، فقاموا بقتلهم.
وكل همزة مضافة في أول فعل أو اسم رباعي هي في الحقيقة همزة سلب،
وأهل اللغة قصروا كثيرًا في دراسة استعمال الهمزة ودخولها على الأفعال والأسماء
وصور السلب أكثر من عشر صور .
وقد تكلمت في بعضها على هذا الرابط :
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?104511-
ومن لم يدرك أن همزة "أطاق" هي همزة سلب،
جعل الأمر بالصيام قبل فرض رمضان مندوبًا؛
فمن شاء صام ومن لم يشأ لم يصم
وجعل هذه الآية منسوخة بفرضية شهر رمضان
مع أن بداية الحديث بفرضية الصيام ومن أفطر فعليه عدة من أيام أخر قبل القول بالكفارة
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {183} أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {184} البقرة.