مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
مقارنة بين الشاعر مجذوب العيد المشراوي
والشاعر الأمريكي رالف والدو أمرسون
رب قائل يقول أن أشعار بعض الشعراء يشوبها الغموض، وللرمزية فيها دور غير يسير.
وأقول: هذا الغموض لا يمكن بحال من الأحوال تلافيه جملة وتفصيلا.. إذ له أسباب قد لا يعرفها إلا الشاعر نفسه، ومن هنا (المعنى بقلب الشاعر).
في تسليطي الضوء على هذه الميزة أود عقد مقارنة بين شاعرين بارزين، أحدهما إسم كبير في واتا هو الشاعر مجذوب العيد المشراوي، والآخر واحد من أكبر شعراء وفلاسفة أمريكا هو رالف والدو أمرسون، وسنعرّج أيضاً على شاعر آخر هو جون ملتون صاحب (الفردوس المفقود).
لم يكن من السهل النفاذ الفوري إلى عقل أمرسون ومعاينة الرؤى التي كانت تعرض له أو الصور التي كان يجسدها على هيئة قصائد ومقالات وآراء وخواطر واستنتاجات.
هذا في تقديري ينطبق أيضاً على الشاعر المشراوي الذي يصعب أحياناً سبر غور فلسفته الجمالية التي يكتنفها ما يشبه أسرار البحر وغموض الليل.
لكن للغموض روعة، لا سيما لدى كبار الشعراء والفلاسفة، لأن مناجم نفوسهم السرية تزخر بكنوز ومخبئات ليس من اليسير الكشف عنها، إنما لا يُحرم كل منقب جاد من العثور ولو على بعض درر مطمورة تحت طبقة أو طبقات من تراب الكلمات، وستكون المكافأة مجزية.
يقول أمرسون في قصيدته (التميمة)Amulet
Give me an amulet that keeps intelligence with you
Red when you love, and rosier red
And when you love not, pale and blue
ما ترجمته:
أعطني تميمة تحتفظ بالذكاء/المعلومات معك
حمراء عندما تحب، وحمراء أكثر تورّداً
وشاحبة زرقاء عندما لا تحب
وأظن أن ما يقصده هو الآتي:
أعطني تميمة عربوناً للمودة ما بيننا
بحيث تكون صلة الوصل بين روحينا، فتبقيني على علم بما تحس به.
فعندما تحبني تحتفظ بلون أحمر، وكلما ازداد حبك تحول لونها إلى ورديّ
أما إن شحب لونها وعلته زرقة، فعندها سأعرف أن حبك خبا وفقد وهجه.
وفي إحدى قصائده يقول المشراوي:
كنت ُ أمشي يا قِطَار اللـَّيـْل ِ
وحْدِي مُتـْـخمًا بالصَّـمْتِ
تـأ ْوينِي الغـُيُوم ُ
كنت ُ أمْشي في شُحُوبـِي
في يَسَار ٍ
يَسْتـَبيح ُ الأمْن في قـَلـْـبـَيْن ِ
والأيَّـام ُ خَلـْـفِي والهُمُوم ُ
كُنـْت ُ أنـْمُو مُـثـْقـَلا ً بالعُمْر ِ
وحدي كالحدائق ..
فهو يمشي مناجياً الليل الذي تـَمثله قطاراً لا حد لأبعاده، لا يتوقف بالرغم من سكونه..
هو ذاتي الحركة.. مدرك لما في أعماقه، مصغٍ لمن يناجيه حتى وإن لم يجب..
هكذا أحس الشاعر الذي اطمأن لذلك القطار الجبار وراح يبثه زفراتٍ حرّى منبثقة من أغواره اللاهبة.
يشكو لقطار الليل سيره الوحيد الوئيد..
لأن من كان متخماً بالصمت لا يحث الخطى..
ومن كانت الغيوم تأويه لا يسابق الريح..
بل يمشي في شحوب..
لاحظوا هنا كلمة Pale (شاحب) في قصيدة أمرسون، وكلمة (شحوبي) في قصيدة المشراوي!
هذا شاعرٌ يمشي وتمشي خلفه الأيام والهموم.
وبالرغم مما يعانيه لم يتوقف عن السير..
فهو يتقدم الأيام والهموم.. وهنا مكمن الإبداع.
وهو مثقل بالعمر ومع ذلك ينمو..
فالنمو في عرفه خارج عن نطاق الزمن..
هو ينمو بطموحه المتأجج..
بسطوع موهبته..
بعبقريته..
بهمته يبتعثها من رقاد..
ينمو بإرادته الصلبة
وذهنه الوقاد.
وفي قصيدته (اعطِ كل شيء للحب Give All to Love)
يقول أمرسون:
It was never for the mean
It requireth courage stout
Souls above doubt
Valor unbending
Such 'twill reward
They shall return
More than they were
And ever ascending
ما ترجمته:
لم يكن قط من نصيب أهل اللؤم
فهو يتطلب شجاعة شديدة
ونفوساً فوق الريبة
وجسارة لا تنحني
هكذا ستكافِيء
وسيعودون
أكثر مما كانوا
ودائمي الصعود
هنا أيضاً نجد أنفسنا أمام عبارات مبهمة، مستغلقة، لا تفصح عن كثير للوهلة الأولى.
لكننا إن تعمقنا قليلاً قد نمسك بالخيط الذي نسج أمرسون منه هذه القطعة المغلفة بالإبهام.
أراه يقول:
الحب لم يكن قط من نصيب الأنانيين وذوي الصَغار،
لأنه ينمو ويترعرع في النفوس الكريمة التي تتحلى بالشجاعة والإرادة الماضية.
وهو يليق بالنفوس الكبيرة التي لا تسمح للشكوك والريبة بانتزاع جوهرة الحب من صدرها
بل تحافظ عليها بما أوتيت من عزم وقوة..
وهو بحاجة لإقدام لا يعرف التخاذل
لأن الحب أعظم هبات الحياة ويستحق كل تضحية في سبيله.
عندئذ ستكون المكافأة عظيمة..
أكبر مما تصور المحبون..
وإذا ما توافرت بهم هذه الشروط
سيعودون أكثر ثراءً وجدانياً مما كانوا عليه
وسيواصلون صعودهم نحو آفاق الحب المرصّعة بمباهج فائقة ومتع سامية.
وفي قصيدة (لفيف)، يقول شاعرنا المشراوي:
لفيف ٌ من َ النّاس ِ يُغـْرِي الغناء َ
يُراقِصُ شِرْك َ القبيلة ِ
في مأتَم ٍ من صَحَارَى
ويُـدْفِيـك َ يا شاعر َ القوْم ِ
في سائل ٍ من تـُقـَاك َ
لماذا تحبّون َ شِرْك َ القبيلة ؟
لماذا تنام ُ الأهازيج ُ في بلَد ِ التّمْر ِ
مثل َ الأيَامَى وينمو الغناء ُ
كنخْل ِ الفصول ِ الجميلة ْ ؟
لماذا تـُدار ُ السّماوات ُ مثل َ اليَناصيب ِ
في هذه الأغنيات ِ وتزهو المراقص ْ؟
وهذه أيضاً قصيدة فيها غموض ولا تفصح بسهولة عن معانٍ مدثرة بلحاف من كلمات..
معروف أن الغناء هو الذي يغري الناس للترويح عن النفس.
لكن الشاعر عكس الآية مصرّحاً أن من الناس من يغري الغناءَ عن هجعته.
للغناء مناسبات، لكن الناس يبدو أنهم فقدوا التناغم مع أنفسهم ومع الحياة..
وانطلقوا يفعلون ما يحلو لهم دون حاجة فعلية أو سبب منطقي..
بما في ذلك مراقصة شِرك القبيلة في مأتم الصحراء!
أجل.. لقد تلاشى الإحساس في بعض الناس بما يجب - أو لا يجب – فعله.
الشاعر يميّز بين الغناء والأهازيج.. فالغناء يبدو في نظره مفتعلاً
بينما الأهازيج عفوية.. ويأسف لنوم الأهازيج أو تواريها كالأيامى التي
ترهب الحياة والناس فتلوذ بالنوم ذلاً وحسرة.
أما السماوات التي تدار مثل اليانصيب فتحتاج إلى وقفة تأملية أخرى.
وهذا يذكرنا أيضاً بأبيات جون ملتون في كومسComus
Love virtue, she alone is free
She can teach you how to climb
Higher than the sphere chime
Or, if virtue feeble were
Heaven itself would stoop to her
ما ترجمته:
حب الفضيلة، فهي وحدها متحررة
يمكنها أن تعلمك التسلق
أعلى من الجرس الكروي
أو لو كانت الفضيلة واهية
لانحدرت إليها السماء نفسها.
وهنا أيضاً نقف مخمنين ما عسى أن يكون قصدَه بالضبط.
وأظن ما عناه هو الآتي:
إن كان من شيء يستحق الحب في الحياة، فهي الفضيلة
لأنها متحررة من كل قيد، ومن يحبها يكتسب صفتها.
وعلاوة على ذلك فهي تعلـّم محبها التسلق والصعود إلى ذرى سامقة
إلى ما فوق الأفلاك التي تتجاوب فيها النواقيس فتحدث ما يعرف بموسيقى الأفلاك..
وهذه الفضيلة التي يهيب ملتون بالقارئ كي بحبها
لو حدث وأن تعرضت للوهن والإعياء (وهذا مستحيل)
لهبطت السماء نفسها إليها للإطمئنان عنها ولإبرائها.
وهذا شاعرنا المشراوي يقول في قصيدة أخرى بعنوان (لخطفي):
لِخـَطـْـْفِي وحيدًا من َ الجِسْم ِ
في ليلة ٍ منْ حَيَارَى
سأ َمْشي على طلـَل ٍ منْ عَبير ٍ ..
وأغتال ُ بعض الهوَى في السّلالم ْ ..
لماذا أعيش المنافِي
بزيِّ قديم ٍ وأنْساه ُ في كل ّ ِ مشْيٍ
بجنْبِي
وأجتاز ُ نفس َ المعالم ْ ؟
لماذا أرى الوَحْـل َ حوْل َ المعابد ْ ؟
هذه الخواطر تحتمل أكثر من معنى ومن تفسير. وأظن أن فيها نفحة صوفية
لا يخطؤها المهتمون في الروحيات.
فالشاعر يتشوق إلى لحظة انخطاف من الجسم
في ليلة أو لحظات تكتنفها الحيرة وتطغى عليها كثافة المادة ..
فلو تسنى له ذلك لارتفع إلى ما فوق أطلال الأرض
ولتحولت تلك الأطلال إلى عبير يستعذبه الشاعر..
عندها، وفي لحظات صعوده لتلك المحطات
يرغب في التخلص من (بعض الهوى)
الذي يكبله في منفاه الجسدي بعيداً عن عوالمه الشفافة.
ولعل هذا ما قصده بالمنافي..
ويتساءل عن جدوى العيش بزي قديم ..
بفكر ومفاهيم وتجارب مكررة تورث السأم..
وهو يحدس وجود حالة أو حالات أخرى..
أكثر ملاءمة لروحه وتحقيقاً لتطلعاته.
ويتساءل (لماذا أرى الوحل حول المعابد؟)
وكأني به يقول أن روح الإنسان هي معبده
لكن هذا المعبد تحيط بها أوحال لا بد من تجفيفها
أو إزالتها، واستبدالها ربما برياض وحدائق
أكثر تجانساً مع ذلك المعبد وملاءمة لطبيعته.
هذه بعض قراءات في شاعرين كبيرين: أحدهما شرقي والآخر غربي.
ولا بد أن هناك من يعرف أكثر عن شاعرنا المشراوي، وأدعوهم كي يتفضلوا بإتحافنا بالمزيد عنه.
بقي أن أقول أن شاعرنا الكبير مجذوب العيد يمزج الفلسفة بالشعر..
ويدمج خطرات القلب برؤى الخيال..
فنبصر سحباً بشتى ألوان الطيف تساق إلى بلاد بعيدة..
لتعود موشاة بلون الصمت..
نسمع هدير الألم ونستبين همس الفرح..
وبين هذا وذاك..
لا يكف شاعرنا عن العزف
على قيثارته الذهبية الأوتار
فتنهمر الألحان منها رذاذاً وزخاتٍ..
وقد نسمع هزيم رعد
لا يلبث أن يتحول إلى توقيعات عذبة
فيصفو الجو بعد العاصفة
وتشرق الشمس من بين الغيوم..
لنبصر وجهاً ألِفناه وعرفناه..
إنه وجه الشاعر الأثيري الأثير
مجذوب العيد المشراوي
والسلام عليكم
محمود عباس مسعود
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
نعم سيدي ..حضرت له في قاعة المؤتمرات جلسة رائعة لن انساها ما حييت ..
صحيح اني لا افهم الشعر كثيرا ولكني اتذوق جماليته من هنا
مقارنة ...تدل على ثقافة كبيرة واكثر ..
لاادري ..متابعة وربما لي عودة
محبتي ...
يرغب في التخلص من (بعض الهوى)
الذي يكبله في منفاه الجسدي بعيداً عن عوالمه الشفافة.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم زيتون
نعم سيدي ..حضرت له في قاعة المؤتمرات جلسة رائعة لن انساها ما حييت ..
صحيح اني لا افهم الشعر كثيرا ولكني اتذوق جماليته من هنا
مقارنة ...تدل على ثقافة كبيرة واكثر ..
لاادري ..متابعة وربما لي عودة
محبتي ...
يرغب في التخلص من (بعض الهوى)
الذي يكبله في منفاه الجسدي بعيداً عن عوالمه الشفافة.
العزيزة تسنيم
يسعدني أنك حضرتِ محاضرة للشاعر الكبير في قاعة المؤتمرات.
الكل يجمع أنه متميز في كل ما يكتبه.
تحياتي لكِ
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
أخي الكريم الشاعر المترجم الفذ محمود عباس مسعود.
إنه لعمل جليل هذا الذي أتحفتنا به،
وإنه لعمل رصين من عين راصدة مبصرة،
وذهن صافٍ حصيف،
ينمّ عن ثقافة مترامية الأبعاد.
نعم أخي الكريم، في واتا شعر يستحق الالتفات إليه، ودراسته،
وعلى رأسه شعر أخي مجذوب العيد المشراوي، الذي حقه أن ينال ما يستحقه من اهتمام،
فهو لعمري شاعر مبدع،
يقدّ حرفه من جسد اللغة قدًّا، ويطرّزه بأحاسيس خاصة،
تخلع عليه خصوصية واضحة المعالم، شهية الطعم، شذية الرائحة.
أشكرك، وأحييك، وأقول:
إن شعر المشراوي في معظمه أبلغ، وأصفى، وأسمى جماليةً..
فله مني تحية المعجبين،
أما أنت فلك كل التحايا على عطائك اللامحدود.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
الله الله
ما أجمل هذا الإثراء،
وما أروع هذا الاختيار الذي ينم عن ذوق في تذوق الشعر
وعمقٍ في سبر أغوار المعنى, ومقارناته..
وثقافة عالية القامة, مترامية الأطراف..
أخي وأستاذي العزيز الأديب الأريب والمترجم الفذ محمود مسعود
حياك الله وأدام عليك نعمه..
استوقفتني هذه القراءة كثيرا, وروعة المقارنات فيها
أنت هنا تُنصفُ الشعر والشعراء
وتولي اهتمامك لشاعر أجرى مداده في ميادين الشعر فسبق,
وفي فضاء المعاني فحاز علياءه..
شعر المجذوب يستحق الوقوف عليه طويلا, العمودي منه والتفعيله
أما المعنى, فإن الولوج إلى بابه يُعد متعة القراءة التي تمنح القارئ
فرصة التأويل والإسقاط , وتُشركه بهذا في بناء القصيدة..
أحييك على هذا الإثراء والمجهود المُقدر..
وهذه اللفتات البارعة من قلمك المبدع..
وسعيدة بالحضور على أرض أنت فيها..
لك وللشيخنا العزيز المشراوي فائض مودتي وتقديري
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
قلت ُ لرابحي عبد القادر الناقد والشاعر الماهر لماذا فهمني هذا السيد المبجّل وهو يحمل لغتين وقد تفسد الإنجليزية سليقته العربية وكيف لا يفهمني من يحمل لغة واحدة بصورة جيدة فضحك وقال لأنه يحمل لغتين فهمَك يا مجذوب .
فعلا اكتشفت ُ على الأقل ّ أنّ ما أقوله ذا قيمة وقد دعاني الكثير إلى تركه .
قلت ُ إن ّ التفعيلة روح غربية فيجب أن نملأها بجمل لا تحمل أي موسيقى عربية البتة ويجب أن نذهب بعيدا فالغرب سبقنا حتى في الشعر .
سيدي الكريم أحييك على ثقافتك العميقة وعلى نظرتك الفاحصة وعلى قراءتك في حدود المعاني بمهارة عالية .
ألف ودّ لقلبك
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلال الفارع
أخي الكريم الشاعر المترجم الفذ محمود عباس مسعود.
إنه لعمل جليل هذا الذي أتحفتنا به،
وإنه لعمل رصين من عين راصدة مبصرة،
وذهن صافٍ حصيف،
ينمّ عن ثقافة مترامية الأبعاد.
نعم أخي الكريم، في واتا شعر يستحق الالتفات إليه، ودراسته،
وعلى رأسه شعر أخي مجذوب العيد المشراوي، الذي حقه أن ينال ما يستحقه من اهتمام،
فهو لعمري شاعر مبدع،
يقدّ حرفه من جسد اللغة قدًّا، ويطرّزه بأحاسيس خاصة،
تخلع عليه خصوصية واضحة المعالم، شهية الطعم، شذية الرائحة.
أشكرك، وأحييك، وأقول:
إن شعر المشراوي في معظمه أبلغ، وأصفى، وأسمى جماليةً..
فله مني تحية المعجبين،
أما أنت فلك كل التحايا على عطائك اللامحدود.
أستاذنا وشاعرنا الكبير هلال الفارع المحترم
لشاعرنا المحبوب مجذوب العيد المشراوي ميزة فريدة قلما نقع عليها في إنسان آخر.
فكأن كلماته تمر عبر سيال خاص يدمغها بصبغة مشراوية لا نظير لها، وتعصى على التقليد.
كلماتك أخي الفاضل هي قصيدة بحد ذاتها..
وهكذا عودتنا أن نتنسم الشعر ونقرؤه في كل ما يخطه يراعك الفذ.
جزيل الشكر على فرائدك الجوهرية المشعة بألق نفسك الكريمة.
مع خالص مودتي وتقديري لشخصك النبيل.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حسن محمد الحاج
الله الله
ما أجمل هذا الإثراء،
وما أروع هذا الاختيار الذي ينم عن ذوق في تذوق الشعر
وعمقٍ في سبر أغوار المعنى, ومقارناته..
وثقافة عالية القامة, مترامية الأطراف..
أخي وأستاذي العزيز الأديب الأريب والمترجم الفذ محمود مسعود
حياك الله وأدام عليك نعمه..
استوقفتني هذه القراءة كثيرا, وروعة المقارنات فيها
أنت هنا تُنصفُ الشعر والشعراء
وتولي اهتمامك لشاعر أجرى مداده في ميادين الشعر فسبق,
وفي فضاء المعاني فحاز علياءه..
شعر المجذوب يستحق الوقوف عليه طويلا, العمودي منه والتفعيله
أما المعنى, فإن الولوج إلى بابه يُعد متعة القراءة التي تمنح القارئ
فرصة التأويل والإسقاط , وتُشركه بهذا في بناء القصيدة..
أحييك على هذا الإثراء والمجهود المُقدر..
وهذه اللفتات البارعة من قلمك المبدع..
وسعيدة بالحضور على أرض أنت فيها..
لك وللشيخنا العزيز المشراوي فائض مودتي وتقديري
أختي العزيزة الشاعرة منى حسن محمد الحاج
لا يسعني إلا أن أتقدم منك بعميق الإمتنان لما تفضلتِ وتتفضلين به.
فوجودك في هذا الصرح الكبير هو عنصر حيوي لا يكتمل الصرح بدونه.
ما أجمل أن نتحدث عن شاعرنا المبدع مجذوب العيد المشراوي
وننهل من ينبوع عطائه الذي يجري في الأرض رقراقاً
ويسري في النفوس رائقاً..
ومع أن بعض معزوفاته شجية
لكن ألحانه ساحرة تبعث الدفء والبهجة
في نفس القارئ.
تحياتي ومودتي أختي الأستاذة منى
دمتِ ودام تألقك وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي
قلت ُ لرابحي عبد القادر الناقد والشاعر الماهر لماذا فهمني هذا السيد المبجّل وهو يحمل لغتين وقد تفسد الإنجليزية سليقته العربية وكيف لا يفهمني من يحمل لغة واحدة بصورة جيدة فضحك وقال لأنه يحمل لغتين فهمَك يا مجذوب .
فعلا اكتشفت ُ على الأقل ّ أنّ ما أقوله ذا قيمة وقد دعاني الكثير إلى تركه .
قلت ُ إن ّ التفعيلة روح غربية فيجب أن نملأها بجمل لا تحمل أي موسيقى عربية البتة ويجب أن نذهب بعيدا فالغرب سبقنا حتى في الشعر .
سيدي الكريم أحييك على ثقافتك العميقة وعلى نظرتك الفاحصة وعلى قراءتك في حدود المعاني بمهارة عالية .
ألف ودّ لقلبك
أخي الشاعر الرائد الأستاذ مجذوب العيد المشراوي
ما يشدني إلى كتاباتك الإبداعية عنصر نادر الوجود..
وكلما ندر الشيء ارتفعت قيمته وزاد الطلب عليه.
فمن يقرأ أشعارك أو ملاحظاتك يحس بلذة ويشعر بحيوية
لأن كلماتك تبزغ إلى عالم الظهور مشبّعة بكهرباء روحك..
فنحس عندما نقرأ لك بطلاوة العاطفة..
ونسمع أحاديثَ شيقة تطلقها مع موسيقاك العذبة..
ونبصر جمال الفكر والبحر والنفس والغابات..
وتتناهى إلى مسامعنا ألحان شبيهة بصدى الأودية..
ونعاين قمماً شامخة
ونلمح نسوراً محلقة في سماء الروح الإنساني.
فتحياتي القلبية لكَ
وإعجابي بك
يا شاعرنا المقدّر.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
يقول محمود عباس مسعود وهو يقرأ النص التالي :
.................................................. ...............
لِخـَطـْـْفِي وحيدًا من َ الجِسْم ِ
في ليلة ٍ منْ حَيَارَى
سأ َمْشي على طلـَل ٍ منْ عَبير ٍ ..
وأغتال ُ بعض الهوَى في السّلالم ْ ..
لماذا أعيش المنافِي
بزيِّ قديم ٍ وأنْساه ُ في كل ّ ِ مشْيٍ
بجنْبِي
وأجتاز ُ نفس َ المعالم ْ ؟
لماذا أرى الوَحْـل َ حوْل َ المعابد ْ ؟
.................................................. ...............
هذه الخواطر تحتمل أكثر من معنى ومن تفسير. وأظن أن فيها نفحة صوفية
لا يخطؤها المهتمون في الروحيات.
فالشاعر يتشوق إلى لحظة انخطاف من الجسم
في ليلة أو لحظات تكتنفها الحيرة وتطغى عليها كثافة المادة ..
فلو تسنى له ذلك لارتفع إلى ما فوق أطلال الأرض
ولتحولت تلك الأطلال إلى عبير يستعذبه الشاعر..
عندها، وفي لحظات صعوده لتلك المحطات
يرغب في التخلص من (بعض الهوى)
الذي يكبله في منفاه الجسدي بعيداً عن عوالمه الشفافة.
ولعل هذا ما قصده بالمنافي..
ويتساءل عن جدوى العيش بزي قديم ..
بفكر ومفاهيم وتجارب مكررة تورث السأم..
وهو يحدس وجود حالة أو حالات أخرى..
أكثر ملاءمة لروحه وتحقيقاً لتطلعاته.
ويتساءل (لماذا أرى الوحل حول المعابد؟)
وكأني به يقول أن روح الإنسان هي معبده
لكن هذا المعبد تحيط بها أوحال لا بد من تجفيفها
أو إزالتها، واستبدالها ربما برياض وحدائق
أكثر تجانساً مع ذلك المعبد وملاءمة لطبيعته.
فعلا ً قراءة عميقة وسليمة بل وأكثر من سليمة ..
مثل هذا يجعلني أكثر راحة وتيقّن بأني مفهوم عند الكبار ومفهوم جدا لذا فأنا سعيد جدا ..
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
ايها المعلم ايها الصوفي انا في حضرتك مريد احب ان اجلس منصتا لعلمك .. سلمت يداك
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اشكركم اخي الاستاذ محمود
ودي وتحياتي
مع باقة الورد
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
استوقفتني هذه الصفحة في حضرتها ..لأنها سفر صوفي ووجد في عالم الفضيلة ..
وما عانته تلك العاطفة الشريفة من ويلات القبيلة ..القوم ..الحي وما أحدثته في مصائر الكثيرين ..
فشحذت منهم الفلاسفة والمتصوفين و الشعراء ..وكم من الضحايا مرنحين على أرصفة المدينة
ما أروع الحب ..الذي ذهب بعض المتصوّفين في تعريفه وشرحه إلى أن قالو هو الله ..
قال عنه الرسام الإيطالي العالمي ليوناردو دافينتشي فيما معناه :" ..الحب عاطفة شريفة يدنّسها التقاء الأجساد..
وذهب الإمام البصيري في البردة إلى شرح ذلك الإحساس الذي يأخذ المتصوّفين و المريدين إلى عالمه فقال:
نعم سرى طيف من أهوى فأرّقني/ والحب يعترض اللذات بالألم
وكم من شعر في التصوف لو ذهبت به تجاه إنسان سلبته عقله ..
لا أنسى أن أشكر الشاعر مشراوي العيد على روائعه وموسيقى قصائده التي تأخذ القارئ شيئا فشيئا إلى حالة نرفانا..
تحدث توازنا نفسيا بعد تزاوجها بالفرحة والحزن..
أشكر المترجم المبدع محمود عباس مسعود الذي يبحث دائما في المواضيع القوية يسافر بها ليضعها في النهاية سلعة نادرة أمام فضول القارئ..
محبتي
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بلعيد
ايها المعلم ايها الصوفي انا في حضرتك مريد احب ان اجلس منصتا لعلمك .. سلمت يداك
الأخ العزيز مصطفى بلعيد
أشكرك على كلماتك الطيبة وأرحب بك أخاً وصديقاً
على دروب الحياة الكريمة.
تحياتي ومودتي القلبية لك أخي مصطفى.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد فتحي الحريري
اشكركم اخي الاستاذ محمود
ودي وتحياتي
مع باقة الورد
يا أهلا ومرحباً بكبيرنا وعزيزنا الدكتور محمد
ولكم مولاي باقة مماثلة من بستان الروح.
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
استوقفتني هذه الصفحة في حضرتها ..لأنها سفر صوفي ووجد في عالم الفضيلة ..
وما عانته تلك العاطفة الشريفة من ويلات القبيلة ..القوم ..الحي وما أحدثته في مصائر الكثيرين ..
فشحذت منهم الفلاسفة والمتصوفين و الشعراء ..وكم من الضحايا مرنحين على أرصفة المدينة
ما أروع الحب ..الذي ذهب بعض المتصوّفين في تعريفه وشرحه إلى أن قالو هو الله ..
قال عنه الرسام الإيطالي العالمي ليوناردو دافينتشي فيما معناه :" ..الحب عاطفة شريفة يدنّسها التقاء الأجساد..
وذهب الإمام البصيري في البردة إلى شرح ذلك الإحساس الذي يأخذ المتصوّفين و المريدين إلى عالمه فقال:
نعم سرى طيف من أهوى فأرّقني/ والحب يعترض اللذات بالألم
وكم من شعر في التصوف لو ذهبت به تجاه إنسان سلبته عقله ..
لا أنسى أن أشكر الشاعر مشراوي العيد على روائعه وموسيقى قصائده التي تأخذ القارئ شيئا فشيئا إلى حالة نرفانا..
تحدث توازنا نفسيا بعد تزاوجها بالفرحة والحزن..
أشكر المترجم المبدع محمود عباس مسعود الذي يبحث دائما في المواضيع القوية يسافر بها ليضعها في النهاية سلعة نادرة أمام فضول القارئ..
محبتي
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
فعلا ً قراءة عميقة وسليمة بل وأكثر من سليمة ..
مثل هذا يجعلني أكثر راحة وتيقّن بأني مفهوم عند الكبار ومفهوم جدا لذا فأنا سعيد جدا ..
تحية طيبة للجميع هنا ..
سأل جرير الشاعر أبا يونس النحوي ، وربما غيره ( لا أذكر ) : أنا أشعر أم الفرزدق ، فقال له : أما عندنا فالفرزدق ، وأما عند العامة فأنت ، فقال أنا أشعر منه والله ِ ،أو غلبته والله ، ( أو بما معناه )
هذا وهو الفرزدق ..
وأنا أرى أن المسوغ لقبول هذا النوع من الأدب لدى أصحاب الثقافات الأخرى ، أنهم يتعاملون معه تعاملهم مع النص المترجم إلى العربية ، والحقيقة أن هناك خلطا ً في الأمور ، فجمالية النص الأجنبي تكمن في النص قبل ترجمته ، وتتلاشى جوانب كثيرة من الجمال ، بعد ترجمته ، وبخاصة في الشعر ، لما للفظ من مدلولات خاصة ..
وعليه فإنني من الذين قال عنهم شاعرنا الكبير المشراوي بأنهم ينصحونه بترك هذا النوع من الأدب ..
فالشعر شعر والنثر نثر ، وهناك مايسمونه ( الشثر ) وهو ما ليس بشعر ولا نثر ..
هذا مجرد رأي ، والله الموفق .
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمنعم جاسم
فعلا ً قراءة عميقة وسليمة بل وأكثر من سليمة ..
مثل هذا يجعلني أكثر راحة وتيقّن بأني مفهوم عند الكبار ومفهوم جدا لذا فأنا سعيد جدا ..
تحية طيبة للجميع هنا ..
سأل جرير الشاعر أبا يونس النحوي ، وربما غيره ( لا أذكر ) : أنا أشعر أم الفرزدق ، فقال له : أما عندنا فالفرزدق ، وأما عند العامة فأنت ، فقال أنا أشعر منه والله ِ ،أو غلبته والله ، ( أو بما معناه )
هذا وهو الفرزدق ..
وأنا أرى أن المسوغ لقبول هذا النوع من الأدب لدى أصحاب الثقافات الأخرى ، أنهم يتعاملون معه تعاملهم مع النص المترجم إلى العربية ، والحقيقة أن هناك خلطا ً في الأمور ، فجمالية النص الأجنبي تكمن في النص قبل ترجمته ، وتتلاشى جوانب كثيرة من الجمال ، بعد ترجمته ، وبخاصة في الشعر ، لما للفظ من مدلولات خاصة ..
وعليه فإنني من الذين قال عنهم شاعرنا الكبير المشراوي بأنهم ينصحونه بترك هذا النوع من الأدب ..
فالشعر شعر والنثر نثر ، وهناك مايسمونه ( الشثر ) وهو ما ليس بشعر ولا نثر ..
هذا مجرد رأي ، والله الموفق .
الأستاذ عبد المنعم جاسم
تحية طيبة
صحيح أن جمالية كل نص تكمن أكثر ما تكمن في اللغة الأصلية، لكن هناك من الشعراء من كان يستعذب قراءة أشعاره في اللغة المترجمة إليها أكثر من اللغة التي نظمها بها. تتلاشى جوانب الجمال عندما لا يكون المترجم متمكناً من فنه.. أما إن كان المترجم ملماً بالثقافتين فباستطاعته نقل الصور البلاغية أو الجمالية من لغة إلى أخرى دون كبير عناء مثلما فعل سليمان البستاني، على سبيل المثال لا الحصر، عندما ترجم الإلياذة نظماً من اليونانية إلى العربية.
هناك شعراء دخلوا عمق الأدب الإنكليزي، بل ويعتبرون في الطليعة، مع أن أشعارهم غير واضحة للوهلة الأولى، ويجد كثير من المثقفين صعوبة في حل ملغزها.. لكن متذوقي هذا النوع من الأدب يقدرون هذا الأسلوب الشعري المغاير للمألوف.
أحد هؤلاء هو الشاعر إي إي كمنز الذي كان يوقع إسمه بالأحرف الصغيرة هكذا e.e. cummings
هذا نموذج من أشعاره، فهل يختلف أسلوبه كثيراً عن أسلوب الشاعر الفنان المشراوي؟
if you like my poems let them
walk in the evening,a little behind you
then people will say
Along this road i saw a princess pass
on her way to meet her lover(it was
toward nightfall)with tall and ignorant servants
ما ترجمته:
إن كنت تحب قصائدي فدعها تمشي على مسافة قصيرة خلفك
عند المساء.
عندئذٍ سيقول الناس:
لقد رأيت أميرة تمر على هذا الدرب في طريقها لملاقاة حبيبيها
(كان ذلك عند حلول الظلام) مع خدم مديدي القامة وجهلة.
تحياتي
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى حديبي
استوقفتني هذه الصفحة في حضرتها ..لأنها سفر صوفي ووجد في عالم الفضيلة ..
وما عانته تلك العاطفة الشريفة من ويلات القبيلة ..القوم ..الحي وما أحدثته في مصائر الكثيرين ..
فشحذت منهم الفلاسفة والمتصوفين و الشعراء ..وكم من الضحايا مرنحين على أرصفة المدينة
ما أروع الحب ..الذي ذهب بعض المتصوّفين في تعريفه وشرحه إلى أن قالو هو الله ..
قال عنه الرسام الإيطالي العالمي ليوناردو دافينتشي فيما معناه :" ..الحب عاطفة شريفة يدنّسها التقاء الأجساد..
وذهب الإمام البصيري في البردة إلى شرح ذلك الإحساس الذي يأخذ المتصوّفين و المريدين إلى عالمه فقال:
نعم سرى طيف من أهوى فأرّقني/ والحب يعترض اللذات بالألم
وكم من شعر في التصوف لو ذهبت به تجاه إنسان سلبته عقله ..
لا أنسى أن أشكر الشاعر مشراوي العيد على روائعه وموسيقى قصائده التي تأخذ القارئ شيئا فشيئا إلى حالة نرفانا..
تحدث توازنا نفسيا بعد تزاوجها بالفرحة والحزن..
أشكر المترجم المبدع محمود عباس مسعود الذي يبحث دائما في المواضيع القوية يسافر بها ليضعها في النهاية سلعة نادرة أمام فضول القارئ..
محبتي
أخي العزيز الأستاذ عيسى حديبي
أجل.. تلك العاطفة النبيلة عانت الكثير لعدم تجانسها مع باقي العواطف أو لتفردها في طبيعتها المتصلة بمستويات غير أرضية. وبفضل هذا الإتصال فقد تمكن أصحاب ذلك الوجد الوجداني العميق من اختراق الكثير من الحجب والترسخ روحياً في تلك المستويات المتناهية البعد والقرب. هي متناهية البعد عن الذين لا يؤمنون بها، وأقرب من نبض القلب لمن يعيشونها في كل ذرة من ذرات كيانهم.
ما أروع الحب! نعم ولا نغالي إن قلنا أنه أروع ما في الوجود.. بل قال أحدهم، إضافة للذين تفضلت بذكرهم، أنه أمتع ما في الحياة.
وحتى شاعرنا الفيلسوف أبو العلاء المعري الذي لم يكتب كثيراً عن الحب، لم يستطع الإستغناء عن نكهته عندما قال:
إن شئتَ أن تلقى المحاسنَ كلها
ففي وجهِ من تهوى جميعُ المحاسنِ
أشاركك الرأي بتأثير أشعار شاعرنا المشراوي في النفس.. وأظن أن تأثير تلك الأشعار يكمن في تضميخه حروفها بسيال من روحه وهذا هو سر جاذبيتها وجمالها.
أسعدتني أخي عيسى بمرورك وكلماتك الغنية بمكنونات نفسك الطيبة.
تحياتي ومحودتي
رد: مقارنة بين شاعرين: المشراوي وأمرسون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي
قلت ُ لرابحي عبد القادر الناقد والشاعر الماهر لماذا فهمني هذا السيد المبجّل وهو يحمل لغتين وقد تفسد الإنجليزية سليقته العربية وكيف لا يفهمني من يحمل لغة واحدة بصورة جيدة فضحك وقال لأنه يحمل لغتين فهمَك يا مجذوب .
فعلا اكتشفت ُ على الأقل ّ أنّ ما أقوله ذا قيمة وقد دعاني الكثير إلى تركه .
قلت ُ إن ّ التفعيلة روح غربية فيجب أن نملأها بجمل لا تحمل أي موسيقى عربية البتة ويجب أن نذهب بعيدا فالغرب سبقنا حتى في الشعر .
سيدي الكريم أحييك على ثقافتك العميقة وعلى نظرتك الفاحصة وعلى قراءتك في حدود المعاني بمهارة عالية .
ألف ودّ لقلبك
المفكر العبقري والمترجم الالمعي / محمود عباس مسعود
والشاعر الفحل العملاق/ مجذوب العيد المشراوي
مما لاريب فيه ان تلك الدراسة والمقارنة بين شاعرين أحدهما من امريكا والاخر من الجزائر تعد دراسة وفراسة في بوتقة الادب وبرزخ الشعر
بوتقة الادب لان كلا من الشاعرين يلتقيان في نقاط متطابقة وليست متشابهة والتطابق اكثر ايضاحا من التشابه
والمترجم العبقري محمود عباس مسعود فك طلاسم هذا التطابق
وليست القضية قضية ترجمة ولكنها قضية العيش في ظلال التوأمة بين الشاعرين وهذا ما حباه الله لاستاذنا العبقري محمود عباس مسعود دون سواه من اعلام المترجمين
وبرزخ الشعر باختلاف مياة النبع من نهر الشاعرالكبير/ مجذوب العيد المشراوي ومن بحرالشاعر/ الأمريكي رالف والدو أمرسون هذا عذب فرات وذاك ملح اجاج ويلتقيان في برزخ الشعر ويمتزجا بعبقرية ضد قوانين الطبيعة ليخرجا لنا قالبا واحدا مزيج بين المجذوب وأمرسون
هذا المزيج يسمي الابداع العالمي
وشاعرنا الفحل المشراوي التقي عبر عبقرية ترجمة الفذ محمود عباس بالوتد الامريكي أمرسون
الامر الذي يوصي بدراسة مستفيضة وهي
الابداع ليس له عنوان او لغة او ظرف زمان او مكان او لون اودين
الابداع ان تنتمي للعمل الادبي الذي يحاكي مشاعرك ويعايش قضاياك ويحاكي رؤياك
وعبقرية محمود عباس ان فك شفرة شاعرنا الفحل المجذوب المحبوب والامريكي امرسون الموهوب
وأخيراً ايها الشاعر الفحل المجذوب هاهو أخر يحمل اربع لغات اولها الفرنسية بعد العربية قد فهمتُ ابعاد اشعارك لماذا....؟
هل سترجع للناقد رابحي عبد القادر ام المترجم العبقري محمود عباس مسعود ...؟
اشكرك اخي واستاذي المفكر والفليسوف القديرم محمود عباس
وشكرا لصاحب هذا البلاط الفني العريق الشاعر/ مجذوب العيد المشراوي علي حُسن الاستقبال والضيافة
محمد محمد حسن كامل