أخي الأستاذ منذر أبو هواش
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش
الأستاذ محمد المهدي السقال،
قد نكون اتفقنا على شروط التواصل بالإبداع من جهة الكاتب المبدع، وهذا أمر جيد. لكنني لا أستطيع تقبل فكرة الموازنة بين الجهتين: الكاتب المبدع والقارئ المتلقي (القارئين). وذلك لأن الكاتب المبدع وهو المنبع يكون واحدا في معظم الأحوال، وله طريقة واحدة، وإمكانية واحدة لإصدار النص وإيصاله إلى المتلقي / المتلقين. أما القارئ المتلقي - وهو محطة نهائية من ضمن العديد من المحطات التي تنتهي إليها الأشعة الصادرة من نقطة الكاتب المبدع - فليس واحدا، بل هو جمهرة من الناس المختلفين، لهم أذواق وطرق مختلفة لقبول أو رفض النص، تختلف باختلاف إمكانياتهم، وردود أفعالهم. لذلك ليس بإمكاننا البتة أن تضع خطوط حمراء موحدة لكل هؤلاء المتلقين لكي يتوقفوا عندها. وذلك ببساطة لأنهم ليسوا خاضعين للكاتب المبدع، ولأن إمكانياتهم أكثر وأوسع من إمكانيات الكاتب بكثير، حيث تزداد هذه الإمكانيات تبعا للوسائل التي يستخدمها الكاتب من أجل الوصول إليهم. إذ إن الوسائل الورقية لم تعد الوسيلة الوحيدة لإيصال الإبداع لكي ينتهي بالرفض الجزئي من قبل المتلقي بإلقاء تلك الوسيلة في أقرب سلة للنفايات، مع عجزه عن رد العمل كاملا إلى مصدره.
لذلك قد يكون بعض كلامك حول العجز عن الرفض صحيحا بالنسبة إلى المتلقين النهائيين الذين لا حول لهم ولا قوة، وقد ينطبق عليهم ما تقول لأنه أمر واقع بالنسبة إليهم يفتحون النص المقروء وفي ذهنهم تصور معين الذي يريدون التفاعل معه، فإن شاءوا قرؤوا وإن لم يشاءوا غادروا النص إلى غيره مما يتناسب مع ذوقههم ومروءتهم أو يهمسون في أنفسهم "اللهم هذا منكر".
لذلك علينا أن لا نقزم الأمور أو نتجاهل الحقائق، ومن أجل أن نخرج بالنتائج الصحيحة (لا النتائج التي نريدها نحن) علينا أن نقوم بعملية بحث واستقراء صحيحتين، وعلينا أن نأخذ كافة العناصر بعين الاعتبار.
إذن ينبغي علينا أن نتناول الوسائط بين الكاتب المبدع والقارئ المتلقي كلا على حدة، وأن نحللها واحدة واحدة. وأنا يهمني هنا أن أركز على المنتديات كوسيلة مفضلة عند كافة الكتاب لكونها عملية وسريعة وآنية وسهلة الاستخدام.
المنتديات متنوعة ومختلفة، ولكل منها لونه واتجاهه وهويته، لذلك فإن المتلقي النهائي هنا لا يكتفي بالحكم على عينة واحدة أو نصا واحدا، بل إنه ينظر إلى المنتدى ككل، فإما أن يقبل المنتدى بشكل كامل لأنه يجد فيه نفسه وبغيته، وإما أن يرفضه كاملا، ويغادره إلى غيره ويقول في نفسه "اللهم هذا منكر". وانطلاقا من هذا المفهوم يحصل التقاء بين المتلقين كأفراد، ويقومون كجماعة بتأسيس المنتديات التي تحمل طابعهم، ويضعون لها القوانين والشروط من أجل أن يجذبوا إليهم من كان على شاكلتهم، ويبعدوا عنها من خافهم. وهذه عملية انتقاء طبيعية. أنا أرتاح لهذا المندى فأدخل فيه، فإن لم أجد فيه ما يوافقني تركته إلى غيره، وإن وجدت أن فيه ما لا يرضيني أو ما لا يتفق مع مبادئي تركته من غير رجعة، ليبقى فيه في النهاية من كانوا على شاكلة واحدة، أو من كان لهم مصلحة خاصة من البقاء فيه.
المنتديات مؤسسات خاصة ويحتاج النشر فيها إلى موافقة أصحابها ورضاهم، فلا أحد يمكنه أن ينشر فيها ما لا يرتضيه أصحابها، ولكل منتدى مقياسه وغرباله، والكلام في الحريات والمثاليات لا ينطبق على حالة المنتديات. والنصوص الإبداعية لا بد لها في المنتديات أن تمر من خلال بعض المرشحات قبل أن تصل إلى المتلقي النهائي الذي لديه استعداد مسبق للتلقي لأن لديه فكرة مسبقة عن طبيعة المواد التي سوف يتلقاها طبقا للون المنتدى الذي انتسب إليه.
الخطوط الحمراء في المنتديات ترسمها إدارات تلك المنتديات مهما قلنا ومهما نظرنا ومهما اعترضنا. لذلك فإن القول بالإقصاء ومقاومة الإبداع والاتهامات بالتعالم ومحاكم التفتيش وما إلى ذلك تكون غير منطقية وغير واقعية في هذه الحالة.
المنتديات ملكيات خاصة، والمالك حر في ملكه، ولا حرية لأحد في ملك غيره. والمشرفون في المنتديات موظفون وليسوا متلقين ...
ودمتم
منذر أبو هواش
:good:
أخي الأستاذ منذر أبو هواش
لأني أجدك منسجما في تفكيرك ، واضحا في موقفك ، حريصا على إبانة طرحك بما يتناسب مع المقام والسياق ، فإني أجد متعة في محاورتك ، و رغبة في مواصلة الحديث معك ، ولا أشك لحظة ، في أننا نحاول مقاربة الإشكالية عبر نقاش هادف فيه جرأة السؤال بقدر فيه من مراعاة احترام الرأي الآخر .
أما بعد ، فأني أريد أن أبسط أمامك ما وجدته بحاجة إلى تعقيب في مداخلتك ، حتى لا يمر بعض التفكير المعلن عنه ، وكأنه من المسلمات التي تكتسب صفة الثبات حتى لا أقول اليقين .
أولها متصل بالمتلقي المتعدد ، باعتباره '' جمهرة من الناس المختلفين، لهم أذواق وطرق مختلفة لقبول أو رفض النص، تختلف باختلاف إمكانياتهم، وردود أفعالهم.''
هذا توصيف موضوعي لطبيعة التلقي حين يؤخذ في إطاره الجماعي ، و المبدع إزاءه ملزم باستحضار كل ما يتصل بخصوصياته ، في حالة لعلها واحدة ، حين يكون أحدهما أو هما معا ، منطلقين من ضرورة التواصل بالفعل ، كأن يكون المبدع مطالبا بالخطاب في المجموع عن رضاء و توافق مسبقين ( تحضرني هنا علاقة نص المبدع بالمتعلم في الصف الدراسي ضمن برنامج تعليمي أو تربوي ، إذ لا يقبل منطقا أن يكتب المبدع ما يشاء دون الأخذ بعين الاعتبار جهة التلقي و سياقه ). فمن الواضح في مثل هذا الموقف ، أن كل تجاوز للذوق العام في شروطه الموضوعية ، إنما يشكل نكثا لتعاهد أو نقضا لتعاقد ، بل أستطيع القول بأن موقف المبدع يشكل انتهاكا لا مبرر ولا تفسير له إلا برده لمسؤولية الكاتب في عدم اعتبار ما يمكن وصفه بالخطوط الحمراء .
و ما أعتقده صادقا هو أن جمهرة المتلقين ، لا تكتسب بالقوة حجية الحكم بالقبول أو الرفض في التقويم الفني للنص الإبداعي ، لأن اجتماعها لا يرقى إلى إجماع جمهور العلماء ، ممن يصدرون في موقفهم أو إفتائهم عن بينة بأصول الخطاب وتقدير لنوازله . وإلا فسيصبح المبدع موضوع مزايدات بالهوى بدل أن يكون موضوع موازنات بالسند ، وسيخضع فيما يكتب لما تريده جمهرة من الناس ضمن مرحلة معينة – ليس واردا دائما أن تكون مقاييسها في الحكم والتقييم موضوعية أو ذات رؤيا أو سند ، لأن كثيرا من أذواقنا يتحكم فيها التراكم بالسلب عن حسن أو سوء نية في التأويل .
أثير هذه النقطة ، لأن المبدع الذي يستحق الصفة ،- كما أتصور، وليس ضررويا مرة أخرى أن نتفق - يمثل ضمير الأمة وقاطرة وعيها المتقدم في اتجاه البحث عن تطوير مادة اشتغاله ، والتي يستمدها أحب أم كره ، من صميم انفعالاته باللحظة التاريخية ، و عميق تفاعلاته مع المحيط الذي يسعى لتمثل وجوده ، صاهرا وعيه بتخيله لخلق صورة فنية بالعبارة اللغوية ، دون نية إحداث الشرخ في التواصل أو المس المبيت بطبيعة وجود تلك الجمهرة ، إلا إذا كانت هي نفسها في حال من الجمود و عدم الاستعداد للتفتح في الاستقبال ، رغبة منها في المحافظة على ما تعتقده حقها المطلق.
أما الوسائط و ما أدراك ما الوسائط ، فلعلك أعلم مني بآلياتها و سبل تنظيمها فيما يتصل بالعلاقة بين المبدع والمتلقي/ المتعدد ، ولا أريد أن أجادل فيما لي به علم على التقريب ، غير أن ذلك لا يمنع من استحضار صورتين من صور وسائط الاتصال المباشر في مقامين يحفظهما التراث ، تتعلق الأولى بحلقة العلم حين يجلس العالم أمام جمهوره من خاصة أو عامة ، فيحدثهم بما يريد الخوض فيه قاصدا غاية الإبلاغ و الإقناع ، فلا يحضر جلسته إلا من يهمه أمر قوله فيما يتصل بنفع له في دينه أو دنياه، بينما تتعلق الصورة الثانية بحلقة الفن والأدب ، حين يجلس المبدع للقول بما يعن له من التصوير والتخيل ، فيحدث جمهوره من الخاصة والعامة ، بما يحسه أو يراه ، هادفا إلى الإبلاغ و الإمتاع .
و في الحالتين ، لا يكون العالم مبدعا ولا المبدع عالما ، كما لا يكون المتلقي في نفس وضعية التلقي بين الجمهور والجمهرة ، أتمنى أخي منذر ، أن تعذر ميلي إلى التفصيل فيما أراه مناسبا للسياق .
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
[overline]قرأت كلمات منذر أبو هواش ، وبعض تعليقات أخرى وأصبت بعسر الفهم ، وكأننا نعيش مرحلة حرب طاحنة دفاعا عن الايمان .لا أعرف من يخدم مثل هذا الجو ، ومثل هذه التعليقات .واعترف اني ترردت في الكتابة ، ولكني لم أتعود أن أخفي رأيي الصريح وموقفي الواضح .
أعزائي ، انا لاأفهم ما تعنون بتعبير كافر .. انا انسان غير متدين ، فهل يعني اني كافر ومجدف واباحي ؟ تربيت منذ بداة وعيي على الدفاع عن حق كل انسان في اعتناق ما يراه مناسبا ، وأرفض بقوة ان يفرض علي أحدهم ما لا أومن به .. أو يحرض ضد وجهات نظري.
ان أخطر ما يواجه الفكر العربي هو الانغلاق ورفض الآخر المختلف . أنظروا الى مجتمعاتكم أعزائي الذين سالت أقلامكم حول موضوع ليس مطروحا على أجندة مجتمعاتنا .التحريض ضد قناعات الانسان المختلف هي جريمة قانونية بالأول ، وممنوع ان نحولها شعوذة وهيصة وسحب خناجر .. يجب ان نربي ألأجيال الجديدة على روح التعددية الفكرية والاثنية والدينية .على مفاهيم الحرية ، أيضا في مجال الدين ، حرية دينية وحرية من الدين ، الا اذا كنتم تظنون ان التدين وممارسة الطقوس الدينية هو الزامي واجباري والا لزم سحب الخناجر . عندما أقول اني غير متدين هذا لا يعني التحريض على الدين ، عندما أقول ان العقل هو أسمى ما في الانسان فهذا لا يعني نفي لايمان الآخرين بالخالق.أو احترام المتدينين وعقائدهم .
ان الانسان هو أثمن رأسمال على كوكبنا الأرضي ... كم نكون أخلاقيين اذا عرفنا كيف نثري هذا الانسان بالثقافة الانسانية والعلوم وبالايمان بذاته وشعبه ... وربه أيضا ،اذا كان هذا الايمان يعطيه الثقة بالمستقبل .
أعزائي ، لا تجعلوا من ايمانكم عصا بوجه من لايقتنع بقناعاتكم . ليس لأنه يرفضها ، بل لأن قناعاته مختلفة او ايمانه مختلف أو انتمائه لهوية مختلفة ، أو لنه ولد في بيت يمارس طقوسا ايمانية مختلفة. ولا تنسوا ان الكلمة قوة ، لنعترف كيف نستعملها في البناء والرقي الحضاري[/overline]
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
[overline]قرأت كلمات منذر أبو هواش ، وبعض تعليقات أخرى وأصبت بعسر الفهم ، وكأننا نعيش مرحلة حرب طاحنة دفاعا عن الايمان .لا أعرف من يخدم مثل هذا الجو ، ومثل هذه التعليقات .واعترف اني ترردت في الكتابة ، ولكني لم أتعود أن أخفي رأيي الصريح وموقفي الواضح .
أعزائي ، انا لاأفهم ما تعنون بتعبير كافر .. انا انسان غير متدين ، فهل يعني اني كافر ومجدف واباحي ؟ تربيت منذ بداة وعيي على الدفاع عن حق كل انسان في اعتناق ما يراه مناسبا ، وأرفض بقوة ان يفرض علي أحدهم ما لا أومن به .. أو يحرض ضد وجهات نظري.
ان أخطر ما يواجه الفكر العربي هو الانغلاق ورفض الآخر المختلف . أنظروا الى مجتمعاتكم أعزائي الذين سالت أقلامكم حول موضوع ليس مطروحا على أجندة مجتمعاتنا .التحريض ضد قناعات الانسان المختلف هي جريمة قانونية بالأول ، وممنوع ان نحولها شعوذة وهيصة وسحب خناجر .. يجب ان نربي ألأجيال الجديدة على روح التعددية الفكرية والاثنية والدينية .على مفاهيم الحرية ، أيضا في مجال الدين ، حرية دينية وحرية من الدين ، الا اذا كنتم تظنون ان التدين وممارسة الطقوس الدينية هو الزامي واجباري والا لزم سحب الخناجر . عندما أقول اني غير متدين هذا لا يعني التحريض على الدين ، عندما أقول ان العقل هو أسمى ما في الانسان فهذا لا يعني نفي لايمان الآخرين بالخالق.أو احترام المتدينين وعقائدهم .
ان الانسان هو أثمن رأسمال على كوكبنا الأرضي ... كم نكون أخلاقيين اذا عرفنا كيف نثري هذا الانسان بالثقافة الانسانية والعلوم وبالايمان بذاته وشعبه ... وربه أيضا ،اذا كان هذا الايمان يعطيه الثقة بالمستقبل .
أعزائي ، لا تجعلوا من ايمانكم عصا بوجه من لايقتنع بقناعاتكم . ليس لأنه يرفضها ، بل لأن قناعاته مختلفة او ايمانه مختلف أو انتمائه لهوية مختلفة ، أو لنه ولد في بيت يمارس طقوسا ايمانية مختلفة. ولا تنسوا ان الكلمة قوة ، لنعترف كيف نستعملها في البناء والرقي الحضاري[/overline]
نبيل عودة ورمية أخرى خارج الهدف ...
نبيل عودة ورمية أخرى خارج الهدف
الأستاذ نبيل عودة،
يبدو لي أنك تعاني بالفعل من عسر في الرؤية وعسر في الفهم، حماك الله من عسر الفهم وعسر الهضم، ومن الأحكام المسبقة. إن لم تكن أمتنا تتعرض إلى حرب صليبية طاحنة ضروس تتهدد وجودها ودينها وإيمانها فمن إذن؟
أنت تتساءل: "من يخدم مثل هذا الجو"؟! وأنا أتساءل: "من يخدم مثل هذا الطرح، ومثل هذا التعليق"؟!
ومن أجل أن تتضح الرؤية ويسهل عليك الفهم، أختصر عليك الوقت وأقول: "نحن لسنا في وارد تكفير أحد، ولسنا معنيين بتفسير كلمة بسيطة مثل كافر لأنها كلمة مفهومة لك ولي وللجميع، فمن يؤمن يؤمن لنفسه، ومن يكفر فإلى جهنم وبئس المصير.
لا يهمنا ما يعتقده الآخرون، ولا تهمنا وجهات نظرهم إن هم لم يحاربوننا، ولم يهددوا أمننا واستقرارنا، ولم يسرقوا ثرواتنا و بلادنا وأوطاننا، ولم يقفوا في مواجهتنا، ولم يعلنوا عداءهم ضدنا وضد معتقداتنا ومقدساتنا وأمتنا على وجه الخصوص، ولا يهمنا تصنيف الناس إلى متدين وغير متدين، ونحن لا نفرض على أي أحد أي شيء، ونحن لا نعادي أحدنا إلا إذا بادرنا هو بالعداء والبادئ أظلم.
ليس في الأمر هنا انغلاق أو رفض للآخر المختلف كما تتصور أو تحب أن تتصور، بل هو رفض للعدوان ورفض للآخر المعادي ...
نحن لا نحرض ضد القناعات التي لا تعجبنا أو ضد القناعات التي تخالف قناعاتنا بل نحرض ضد أعداءنا المجاهرين الذين يعادوننا لمصالح دنيوية أو لأن قناعاتنا لا تعجبهم، ونحرض ضد القناعات العدائية والاستعمارية والاستكبارية.
العسر في الفهم لا ينتج إلا فهما وفكرا سقيما خاطئا ومضللا. فنحن نتكلم في واد، وأنت تتكلم في واد آخر، وذلك لأنك تتسرع في إطلاق الأحكام المسبقة التي تعودنا التعرض لها والرد عليها بما يناسبها.
لا أعتقد يا نبيل عودة أن منذر أبو هواش هو المعني بما تقول، فأنت تخلط ولا تميز بين التحريض والدفاع، ولا تحسن النية لأنك تعتبر الدفاع المشروع عن الدين والأمة جريمة يعاقب عليها القانون أو أنك تحاول التلميح إلى ذلك من خلال خلط الحابل بالنابل والتلاعب بالكلمات.
إن كنت غير متدين فلك ذلك، لكن لا يحق لك أن تعمم وأن تصف التدين بالشعوذة والهيصة وسحب الخناجر.
لم يقل أحد أن ممارسة الطقوس الدينية هو إلزامي وإجباري كما تدعي، وإنما هو تقويل منك مرفوض، ونحن لسنا ساذجين حتى نعمم ونقول أن عدم التدين هو بالضرورة تحريض على الدين ومعاداة له، فغير المتدينين وغير المسلمين لا نعتبرهم أعداء إلا إذا هم ناصبونا العداء، وحاربونا بالكلمة وبالسكين وبالقنبلة وبالصاروخ ... لا نعتبرهم أعداء إلا إذا سخروا من مقدساتنا وساهموا في قتل أبنائنا وأمهاتنا.
أعد سيفك إلى غمده لأنك قد أسأت الفهم، فحربنا حرب دفاع عن الدين وعن الوجود ضد المعادين الحاقدين وليست مجرد حرب ضد المختلفين أو غير المتدينين.
وأرجو في الختام أن تكون متأكدا بأننا نعرف كيف نستعمل إمكاناتنا في البناء والرقي مثلما نعرف كيف نستخدمها بشكل جيد في الدفاع ودحر الأعداء ...
والله أكبر ... ولا نامت أعين الجبناء ...
منذر أبو هواش
...
نبيل عودة ورمية أخرى خارج الهدف ...
نبيل عودة ورمية أخرى خارج الهدف
الأستاذ نبيل عودة،
يبدو لي أنك تعاني بالفعل من عسر في الرؤية وعسر في الفهم، حماك الله من عسر الفهم وعسر الهضم، ومن الأحكام المسبقة. إن لم تكن أمتنا تتعرض إلى حرب صليبية طاحنة ضروس تتهدد وجودها ودينها وإيمانها فمن إذن؟
أنت تتساءل: "من يخدم مثل هذا الجو"؟! وأنا أتساءل: "من يخدم مثل هذا الطرح، ومثل هذا التعليق"؟!
ومن أجل أن تتضح الرؤية ويسهل عليك الفهم، أختصر عليك الوقت وأقول: "نحن لسنا في وارد تكفير أحد، ولسنا معنيين بتفسير كلمة بسيطة مثل كافر لأنها كلمة مفهومة لك ولي وللجميع، فمن يؤمن يؤمن لنفسه، ومن يكفر فإلى جهنم وبئس المصير.
لا يهمنا ما يعتقده الآخرون، ولا تهمنا وجهات نظرهم إن هم لم يحاربوننا، ولم يهددوا أمننا واستقرارنا، ولم يسرقوا ثرواتنا و بلادنا وأوطاننا، ولم يقفوا في مواجهتنا، ولم يعلنوا عداءهم ضدنا وضد معتقداتنا ومقدساتنا وأمتنا على وجه الخصوص، ولا يهمنا تصنيف الناس إلى متدين وغير متدين، ونحن لا نفرض على أي أحد أي شيء، ونحن لا نعادي أحدنا إلا إذا بادرنا هو بالعداء والبادئ أظلم.
ليس في الأمر هنا انغلاق أو رفض للآخر المختلف كما تتصور أو تحب أن تتصور، بل هو رفض للعدوان ورفض للآخر المعادي ...
نحن لا نحرض ضد القناعات التي لا تعجبنا أو ضد القناعات التي تخالف قناعاتنا بل نحرض ضد أعداءنا المجاهرين الذين يعادوننا لمصالح دنيوية أو لأن قناعاتنا لا تعجبهم، ونحرض ضد القناعات العدائية والاستعمارية والاستكبارية.
العسر في الفهم لا ينتج إلا فهما وفكرا سقيما خاطئا ومضللا. فنحن نتكلم في واد، وأنت تتكلم في واد آخر، وذلك لأنك تتسرع في إطلاق الأحكام المسبقة التي تعودنا التعرض لها والرد عليها بما يناسبها.
لا أعتقد يا نبيل عودة أن منذر أبو هواش هو المعني بما تقول، فأنت تخلط ولا تميز بين التحريض والدفاع، ولا تحسن النية لأنك تعتبر الدفاع المشروع عن الدين والأمة جريمة يعاقب عليها القانون أو أنك تحاول التلميح إلى ذلك من خلال خلط الحابل بالنابل والتلاعب بالكلمات.
إن كنت غير متدين فلك ذلك، لكن لا يحق لك أن تعمم وأن تصف التدين بالشعوذة والهيصة وسحب الخناجر.
لم يقل أحد أن ممارسة الطقوس الدينية هو إلزامي وإجباري كما تدعي، وإنما هو تقويل منك مرفوض، ونحن لسنا ساذجين حتى نعمم ونقول أن عدم التدين هو بالضرورة تحريض على الدين ومعاداة له، فغير المتدينين وغير المسلمين لا نعتبرهم أعداء إلا إذا هم ناصبونا العداء، وحاربونا بالكلمة وبالسكين وبالقنبلة وبالصاروخ ... لا نعتبرهم أعداء إلا إذا سخروا من مقدساتنا وساهموا في قتل أبنائنا وأمهاتنا.
أعد سيفك إلى غمده لأنك قد أسأت الفهم، فحربنا حرب دفاع عن الدين وعن الوجود ضد المعادين الحاقدين وليست مجرد حرب ضد المختلفين أو غير المتدينين.
وأرجو في الختام أن تكون متأكدا بأننا نعرف كيف نستعمل إمكاناتنا في البناء والرقي مثلما نعرف كيف نستخدمها بشكل جيد في الدفاع ودحر الأعداء ...
والله أكبر ... ولا نامت أعين الجبناء ...
منذر أبو هواش
...
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
كيف نكون عربا إن لم ندافع عن هويتنا ؟!
كيف نكون عربا إن لم ندافع عن كرامتنا ؟!
كيف نكون عربا إن لم نثور لديننا ومعتقداتنا ؟!
كيف نكون عربا إن فرطنا بما نؤمن فيه .. ربنا وكتابنا ورسولنا الحبيب ووطننا ؟َ
أستاذي منذر أبو هواش
لك تقديري الذي ينتفض الآن ليقول لك بارك الله فيك
الله اكبر ولله الحمد
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
عزيزي منذر ابو هواش
عندما يتحول النقاش الى ما يشبه التشهير ، ويمتلئ بالآراء المسبقة النهائية وغير القابلة للنقد ، وتنهال الاتهامات المبنية على تفكير لا يقبل النقاش ، أجد نفسي مضطرا الى الصمت ونادما لظني ان بعض مثقفينا العرب باتوا قادرين على قبول الراي الآخر والفهم ان اختلاف الرأي يجب ان لا يفسد للود قضية .
لم أوجه لك اهانة ولا حق لك بأهانتي ، تحدثت عن منهج عام وأرجو ان يكون الأخوة قادرين على الفصل بين الشخصي والعام حتى لو اختلفت الآراء والاجتهادات . وأرجو ان ننهي النقاش بروح ايجابية ، فأنا لست عدوا لأي صاحب رأي ، حتى لو انتقدت رأيه .وهذا لا يعطي الحق لأحد بتشويه مواقفي وخلطها بصبيانية مؤلمة ومضحكة بنفس الوقت.
أعتذر من حضرتك وأعلن عن ندمي للتعبير عن رأيي حول ما طرحته . ومبروك لك مواقفك التي لا تتحمل التعبير عن رأي مختلف . واعلن انك المنتصر في هذه المعمعة غير الثقافية ...
نبيل عودة
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
عزيزي نبيل عودة،
يسعدني أن ينتهي هذا الحوار المحزن هنا، فأنت ما زلت تعزف اللحن نفسه، وتسير على المنوال نفسه، وتغرف من الإناء نفسه، وما زلت تقول وتصعد من دون مبرر منطقي.
لو نظرت مليا في هذه المقالة لعرفت أنها ليست دعوة دينية، وإنما هي مجرد تنبيه إداري كتبه الكاتب بصفته الإدارية، يمكنك أن تفهم مقالتي كما تشاء، ويمكنك أن تقولني ما تشاء، إلا أن ما تقوله يبقى تقويلا خارج السياق.
إنه ليس تشهيرا ولا آراء مسبقة نهائية لا تقبل النقاش، وإنما هو رد توضيحي يوضح الأمور ويضع النقاط على الحروف والحروف على السطور.
لو كان نقدك لمقالة شخصية خاصة لقبلناه مع الشكر الموفور، لكن هذه مقالة إدارية عامة تبين إجراءات إدارية خاصة بجمعيتنا الخاصة، لذلك ندعوك إلى فهمها ضمن هذا السياق، وداخل هذا الإطار، مع احترامنا لكل قراراتك بالصمت أو بالكلام أو بغير ذلك. فليس من غاياتنا تغيير المختلفين، ولا منع الاختلافات، بل غايتنا هي منع المخالفات، فهناك فرق دقيق، وكل ما نتمناه في نهاية الأمر يا عزيزي هو أن يفهم الناس طبيعة جمعيتنا، وأن يحترموا شروطها على أقل تقدير.
ورغم اختلافنا في بعض الأمور فإنني أتفق معك على المفاهيم العامة مثل عدم جواز توجيه الإهانة إلى من لم يسابق إليها، وضرورة الفصل بين الشخصي والعام، وبين الشخصي والإداري. لكنني أرى أنك لم تكن منصفا ولا موفقا في استنتاجاتك النهائية، فليس بالضرورة أن يكون من يخالفك عدوا لك، وهذا أمر من البديهيات التي نعرفها جميعا، كما أننا نعرف أن المواقف الجميلة لا يمكن تشويهها، مثلما نعرف أن المواقف الشوهاء لا تحتمل التجميل.
رحم الله من عرف حده فوقف عنده، وكفى،
منذر أبو هواش
...
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
الأستاذ نبيل عودة،
اسمح لي بأن أسألك هذا السؤال: ما الذي فهمته من موضوع الفاضل الأستاذ منذر أبو هواش وما الذي عسر عليك فهمه وما هي النقاط التي تعترض عليها أو تنتقدها؟
عجبت كثيرا من هذه الثورة غير المبررة التي عبرت عنها بكلمات ساخطة أحيانا وساخرة أحيانا أخرى عن شيء أصابك عند قراءتك للموضوع ولم تتمكن من توضيحه لنا بأسلوب علمي وبكلمات علمية دقيقة. فنحن لسنا في حرب إيمانية طاحنة ولا ما يحزنون، نحن ببساطة أمام قوانين إدارية تحفظ لنا هذا الصرح الحضاري من عبث العابثين وفساد المفسدين، ومن سموم أصحاب الأقلام المأجورة والمرجفين، الذين يروجون لمفاهيم وثقافات صنعها الأعداء ليجبرونا بها على التسامح مع اغتصابهم لأرضنا وعدوانهم علينا وانتهاكهم لحقوقنا...
"لا إكراه في الدين " هي القاعدة الذهبية في تعاملنا مع غير المؤمنين بالإسلام، والآية الكريمة {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة 8) تحدد لنا نحن المسلمين كيفية التعامل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الإقساط إليهم وبرهم ما لم يقالوننا في الدين وما لم يخرجونا من ديارنا ويحتلوا أرضنا ويعتدوا علينا وينكلوا بنا... وقد عاش اليهود والنصاري تحت سلطان المسلمين قرونا، ولا يزالون، دون أن يعتدي عليهم المسلمون أو ينتهكوا حقوقهم أو يهدموا كناءسهم وصوامعهم...
ولذلك فإن الإسلام هو دين كل تلك المبادئ الإنسانية الراقية، كالتسامح وعدم الكراهية وتقبل الآخرين والتعايش معهم، ولكن الإسلام يرفض أن نتسامح من يهاجم ديننا ويستهزئ به ويعتدي عليه، ومن يغتصب أرضنا ويحتلها ويعتدي علينا ويرتكب المذابح والجرائم الدموية ضدنا، ومن يستخدم كل الأساليب الشيطانية وكل أنواع الإرهاب والعنف ليقضي على ثقافتنا الإسلامية.
وبالمناسبة، ليس مطلوبا منا أن نحترم الرأي الآخر، فنحن نقبل الرأي الآخر الذي يتفق مع ديننا وثقافتنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكننا نرفض الرأي الآخر الذي يخالف كل ذلك، ولا نحترمه إطلاقا، ونحاول اقناع صاحبه بآرائنا المخالفة، بالحجة والمنطق والدليل والبرهان، دون أن نحمل عصا لصاحبه أو نلاحقه وننكل به أو نشن حربا عليه، فله ما يرى ولنا ما نرى، ولنا ديننا ولمن خالفنا دينه.
أما بالنسبة لتعريف الكافر، فالكافر هو من ينكر المعلوم من الإسلام بالضرورة، ومن لا يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا فهو كافر، ومن يستهزئ بالإسلام وبأحكام الشريعة الإسلامية ويتطاول عليها ويقلل من شأنها فهو كافر، ومن يعتقد بعدم صلاحية الإسلام للحكم وبعدم مناسبته لحياة البشر فهو كافر، ومن يوالي أعداء المسلمين ويعمل في صفوف الأعداء ضد الإسلام والمسلمين فهو كافر... وهكذا.
وأؤكد مرة أخرى أن المسألة المطروحة في موضوع أستاذنا الكبير منذر أبو هواش ليست مسألة قمع الحريات ولا انتهاك الحقوق ولا حرب مقدسة على من يخالفنا الرأي، وإنما هي مسألة تنظيم وإدارة تهدف إلى منع تحويل هذا الصرح الحضاري الكبير "واتا" إلى منبر لمن يتهجم على ديننا ويقدح فيه ويستهزئ به.
والله المستعان
رد: لا يوجد مكان في "واتا" للتجديف والإلحاد والمجون ...
أستاذنا العزيز: منذر أبو هواش
شكرًا على هذا الطرح الجميل
نسال الله العافية والسلامة والتقوى والإستقامة
والبعد عن موجبات الندامة ونسأله الوصول لبر السلامة.
يستغل الكثير من الكتاب وأعيدها "الكتاب" ولا أسميهم أدباء يستغلون الكتابة لبث كلام وأفكار ماجنة خبيثة ولا يقبلها المجتمع ولا الدين بحجة أنها نص أدبي..
الأدب والفكر إن لم يسم بصاحبه فهو لا يُعد أدباً ولا فكرًا.
نسال الله لنا ولكم الهداية.