يقول الشاعر:
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ فإنْ همُ ذهبَتْ أخلاقُهُم ذهبُوا
عرض للطباعة
يقول الشاعر:
إنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ فإنْ همُ ذهبَتْ أخلاقُهُم ذهبُوا
نعم هو بلا شك لأمير الشعراء أحمد شوقي ... و مشكور على السؤال . :mh78:
لست بصـدد شـرح معنى هذا البيت لوضوحه الشديد ، فالشمس في كبد السماء لا تحتاج إلى دليل كما يقال ، ولست أدري كيف ارتبط هذا البيت باسم أمير الشـعراء( أحمد شوقي ) فكلما كُتِب حول الأخلاق موضوعا يتم الاستشهاد بهذا البيت سواء في الدوريات المختلفة أو موضوعات التعبير والإنشاء المدرسية دون زيادة أو نقصان وكأنه آية منزلة من السماء ، و يتم التأكيد في ذات الوقت على أن ( شوقي ) هو قائل هذه الحكمة ..
فهل الأمر كذلك ؟
وهل يجب أن نأخذ الموضوعات بتسليم تام وخضوع مطلق من دون أي بحث أواستقصاء ؟
هل فعلا قال ( أحمد شوقي ) هذا البيت أم أنه منه براء ؟
هل هذا البيت أصيل أم منحول .. ؟
بعد البحث والتقصي إليكم هذه الحقيقة ..
إن من يتصفح ديوان ( شوقي ) لن يعثر على أي أثر لهذا البيت بهذا النص وبهذه المفردات و إنما يجد بيتا آخرا مشابها له في الصدر الأول و يختلف معه في العجز الأخير وإن كان بنفس المعنى المراد توصيله للمستقبِل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن تولت مضوا في إثرها قُدُما
كيف حدث هذا التبديل والتعديل ؟
هل كان مجرد شرحا للبيت الأصلي الذي تواري في الخلفية لتحل الصورة محل الأصل ؟
ثم
من قام بهذا التعديل ؟
إلى الآن .. فإن هذه القضية مسجلة ضد ( مجهول ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام ، البيت الذي أقمتم حوله ندوة غـيــر صحيح، فهو مكسور عروضيا:
إن نـمـل أمـمـل أخ لا قـمـا بـقـيـت
/ه / / ه / / / ه / ه /ه / / ه / / / ه
فاعـلن فـعـلن مســتـفـعـلن فعلن
وليس ثمة بحر بهذا الوزن .
أنا أعرف البيت الصحيح ، وأريد منكم من يعرف أين الخلل ويصحح البيت ؟ فتفضلوا سادتي الكرام.
وأين البيت الصحيح؟
تحياتي لأخي مصطفى الزايد - حفظه الله
يا راكِبَ الريحِ حَيِّ النيلَ وَالهَرَما
وَعَظِّمِ السَفحَ مِن سيناءَ وَالحَرَما
وَقِف عَلى أَثَرٍ مَرَّ الزَمانُ بِهِ
فَكانَ أَثبَتَ مِن أَطوادِهِ قِمَما
وَاِخفِض جَناحَكَ في الأَرضِ الَّتي حَمَلَت
موسى رَضيعاً وَعيسى الطُهرَمُنفَطِما
وَأَخرَجَت حِكمَةَ الأَجيالِ خالِدَةً
وَبَيَّنَت لِلعِبادِ السَيفَ وَالقَلَما
وَشُرِّفَت بِمُلوكٍ طالَما اِتَّخَذوا
مَطِيَّهُم مِن مُلوكِ الأَرضِ وَالخَدَما
هَذا فَضاءٌ تُلِمُّ الريحُ خاشِعَةً
بِهِ وَيَمشي عَلَيهِ الدَهرُ مُحتَشِما
فَمَرحَباً بِكُما مِن طالِعينَ بِهِ
عَلى سِوى الطائِرِ المَيمونِ ما قَدِما
عادَ الزَمانُ فَأَعطى بَعدَما حَرَما
وَتابَ في أُذُنِ المَحزونِ فَاِبتَسَما
فَيا رَعى اللَهُ وَفداً بَينَ أَعيُنِنا
وَيَرحَمُ اللَهُ ذاكَ الوَفدُ ما رَحِما
هُم أَقسَموا لِتَدينَنَّ السَماءُ لَهُم
وَاليَومَ قَد صَدَّقوا في قَبرِهِم قَسَما
وَالناسُ باني بِناءٍ أَو مُتَمِّمُهُ
وَثالِثٌ يَتَلافى مِنهُ ما اِنهَدَما
تَعاوُنٌ لا يُحِلُّ المَوتُ عُروَتَهُ
وَلا يُرى بِيَدِ الأَرزاءِ مُنفَصِما
يا صاحِبي أَدرَميدٍ حَسبُها شَرَفاً
أَنَّ الرِياحَ إِلَيها أَلقَتِ اللُجُما
وَأَنَّها جاوَزَت في القُدسِ مِنطَقَةً
جَرى البِساطُ فَلَم يَجتَز لَها حَرَما
مَشَت عَلى أُفقٍ مَرَّ البُراقُ بِهِ
فَقَبَّلَت أَثَراً لِلخُفِّ مُرتَسِما
وَمَسَّحَت بِالمُصَلّى فَاِكتَسَت شَرَفاً
وَبِالمَغارِ المُعَلّى فَاِكتَسَت عِظَما
وَكُلَّما شاقَها حادٍ عَلى أُفُقٍ
كانَت مَزاميرُ داوُدٍ هِيَ النَغَما
جَشَّمتُماها مِنَ الأَهوالِ أَربَعَةً
الرَعدَ وَالبَرقَ وَالإِعصارَ وَالظُلَما
حَتّى حَوَتها سَماءُ النيلِ فَاِنحَدَرَت
كَالنَسرِ أَعيا فَوافى الوَكرَ فَاِعتَصَما
يا آلَ عُثمانَ أَبناءَ العُمومَةِ هَل
تَشكونَ جُرحاً وَلا نَشكو لَهُ أَلَما
إِذا حَزِنتُم حَزِنّا في القُلوبِ لَكُم
كَالأُمِّ تَحمِلُ مِن هَمِّ اِبنِها سَقَما
وَكَم نَظَرنا بِكُم نُعمى فَجَسَّمَها
لَنا السُرورُ فَكانَت عِندَنا نِعَما
وَنَبذُلُ المالَ لَم نُحمَل عَلَيهِ كَما
يَقضي الكَريمُ حُقوقَ الأَهلِ وَالذِمَما
صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ
إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما
إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت
فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما
وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت
فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما
نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَهُ
وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما
فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ
كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما
قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم
مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما
فَما عَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ
إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما
وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم
ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما
نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً
وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما
هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن
ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما
اذن
هو العبقري شوقي
والبيت هو
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن تولت مضوا في إثرها قُدُما