رد: سُمُوُّ الصوم :: شعر :: صبري الصبري
سُمُوُّ الصوم
***
شعر
صبري الصبري
***
قد قال فيكـم كـلَّ خيـر قائـلُ
وبكم تسامى بالصـلاح العامـلُ
ولكم ودادٌ بالقلـوب .. تشـوُّق
ومناهـل فيهـا يجـدُّ النـاهـلُ
فلأنتـم نعـم الشهـور إمامهـا
وزمانها الفخم الكريـم الكامـلُ
ولأنتمُ أحلـى الدهـور حبيبنـا
يـزداد منكـم بالبهـاء الآمـلُ
ويحل فيكم مـن يـروم هدايـة
يأتيـه نـورٌ للجـوارح شاغـلُ
ويحط في روض الضياء رحالـه
لتعمـه يـا ذا الجمـال فضائـلُ
ومكارم شتـى وإغـداق جـرى
للصائمين لهـم عطـاء صائـلُ
فالشهر جاء إلى الأنام فمرحبـا
بالصوم فيه من الفـلاح معاقـلُ
فيه المواهب من عطايـا ربنـا
فيها السخاء المستطاب الهاطـلُ
ولها تطلـع كـل عبـد صائـم
تأتيه من فيض العظيـم نوائـلُ
فالله أكرم مـن تفضـل بالنـدى
فلـه تعالـى رحمـةٌ وشمائـلُ
رمضان يغشانـا برضـوان بـه
عتـق وغفـران وبسـط هائـلُ
وسماء ربي بالفتـوح تفتحـت
ما حـال فيهـا بامتنـاع حائـلُ
فالله يعطـي لا مـرد لفضـلـه
مهمـا توالـت للعبـاد مسائـلُ
يسخو يَمُنُّ بمـا يشـا لعبـاده
فليسـأل اللهَ المجيـبَ السائـلُ
رمضان رحمـة ربنـا غفرانـه
قد جاء فلينهـض مُجِـدٌّ فاضـلُ
بالذل في باب العزيـز المرتجـى
لينـال إعـزازَ المقـام النائـلُ
ولكل مبتهـل صـدوق خاشـع
من بسط ربي ذي الجلال جلائـلُ
من رزقـه وعطائـه وسخائـه
تأتي العبـاد وسائـل وجـداولُ
رمضان فيه من الكريـم عوائـدٌ
فيهـا انطـلاق للهدى متكامـلُ
وتـلاوة القـرآن أُنـزل كـلـه
بالشهر فيـه طـلاوةٌ وتواصـلُ
حبلٌ من الخيرات مُدَّ من السمـا
للمسلمين به الضيـاء الواصـلُ
والنصر في رمضان جاء مؤكـدا
في (بدر) فيها للكـرام تفاضـلُ
(جبريل) جاء لنصرهـم بكتائـب
لملائـك شتـى ودعـمٌ نــازلُ
والكفـر خـر ممزقـا بقليـبـه
من بعد ما ضم الصفوفَ تقاتـلُ
فبيـوم فرقـان فخـارٌ شاهـقٌ
فخـمٌ عظيـم ذو بهـاء حافـلُ
طول الزمان سجلنـا بصيامنـا
عـزٌ ومجـد وانتصـارٌ صاهـلُ
رمضان روضات العبادة للـورى
فلهم بدوحات الصيـام رواحـلُ
بظلال أفيـاء التراويـح انتشـى
قلب شغـوف بالمساجـد ماثـلُ
ومع التهجد والتقـرب بالدجـى
نـورٌ بـه للقائميـن خمـائـلُ
وبعشر آخرة الصيـام بوترهـا
(قدر) بليلتهـا السـلام الشامـلُ
وزكاة فطـر فالصيـام بشهـره
بَـذْلٌ لمـال بالسخـا وتكـافـلُ
وتسابق الصوام في درب الهدى
فالكـل مشغـول بخيـر جائـلُ
يا ليت أخلاق الصيـام بطيبهـا
فينا تـدوم فـلا يميـل المائـلُ
يا أمة الهادي البشيـر تعـددت
طاعات ربي كيف يغفل غافلُ ؟!
هيـا لنحيـا بالوئـام وبالتقـى
حتى تزول عـن البـلاد نـوازلُ
ونكـون حقـا مخبتيـن لربنـا
بالبر تسعـى بالضيـاء قوافـلُ
يا شهر صوم كم سعدنـا باللقـا
كالبرق مرَّ الْمُسْتَحـبُّ الراحـلُ
فاشهـد لنـا بمحبـة بقلوبنـا
لك يا صيام وعام عـودك قابـلُ
فائذن إلهي بالتلاقـي والرضـا
والعفو يأتينا العطـا المتواصـلُ
صلى الإله علـى النبـي وآلـه
ما قال عن فضل الصيام القائلُ !!