نكسة كبرى لجنود التحالف السعودي في اليمن

اليوم أعلن الحوثيون مقتل وأسر الآلاف من السعوديين وحلفائهم


القصة إن من سنتين نجح التحالف السعودي في الدخول لمنطقة "كتاف" في صعدة، وجعلها مركز متقدم للهجوم على الحوثي في معقله وتصوير ذلك في قناتي العربية وسكاي نيوز بالنصر العظيم وقرب سقوط صنعاء..


كتبت وقتها إن المنطقة اللي دخلوها مفتوحة صحراوية ليست جبلية أو سكنية، وبالتالي هي ليست مهمة واستراتيجية عند الحوثي لكي يحشد قواته عندها، وإن دخولهم كتاف طبيعي مع ضرب الطيران وآلاف الغارات لتأمين الألوية اللي دخلت هناك..


مجمل جنود التحالف الذين دخلوا كتاف هم من الجنوب اليمني إضافة لعاملين في المملكة وفقراء من الشمال تم تجنيدهم مقابل أموال ورواتب شهرية، وتابعت حقيقة تدريبهم وجدت أنه لم يكن هناك ثمة تدريب للجنود وإن المتطوع كان يذهب لمعسكر سعودي يظل عدة أيام حتى يذهب للقتال، وقناة bbc عربي نقلت هذه المشكلة وقتها وشهدت بتجنيد السعودية لجهاديين تابعين لتنظيم الشريعة لاستثمار العامل الطائفي ضد الحوثي، وبناء على هذه الاستراتيجية حاول التحالف دخول صنعاء من ثلاثة محاور، الأول جبال نهم..والثاني كتاف بصعدة والثالث محور ميدي في محافظة حجة....


كان وقتها يتم الترويج لسقوط صنعاء خلال أيام ومع تأخر معركة نهم وتحولها لمعارك استنزاف للتحالف توقفت ، ونفس الشئ لمعارك ميدي لتستبدل فورا بفتح معركة جديدة في الحديدة اللي توقفت هي أيضا بضغط عالمي لحماية إمدادات الغذاء من مينائي الحديدة والصليف، وتم توقيع اتفاق استكهولم لتنتهي خطط الإمارات بالسيطرة على الساحل الغربي لليمن بقرار دولي..


مع اشتعال الوضع في الخليج وأزمة الناقلات النفطية وحصار إيران وسقوط طائرة أمريكا قرر الحوثيون استثمار هذا التصعيد بهجوم معاكس بدأ منذ 3 أشهر تقريبا ، وبالطبع مايقدروش ينقلوا هذا الهجوم للحديدة المحمية بقرار دولي ووساطات إقليمية، وعندما بحثوا لم يجدوا أسهل من محور (كتاف صعدة المُطل على نجران) ومن يومها بدأوا الهجوم على قوات التحالف هناك اللي كانوا عبارة عن 3 ألوية كاملة وعدد جنود يتخطى ال 5 آلاف جندي، وبالفعل بدأوا الهجوم وكثفوه مع كل تصعيد ضد إيران، ولو تتذكروا قلت وقتها إن الحوثي لو لم يستثمر هذا الصراع العبثي بين أمريكا وإيران هيكون غبي.


تم تأجيل الإعلان عن الهجوم مرات على أمل انسحاب الإمارات من عاصفة الحزم، لكن منذ أسبوع تقريبا وصلت لليمن مئات الجنود المدربين في جيبوتي بواسطة الإمارات لفتح معركة الحديدة مرة أخرى، والرسالة التي وصلت الحوثي أن العاصفة قائمة والإمارات لم تنسحب، هدد الحوثي أكثر من مرة الإماراتيين بقصف أبو ظبي مماثل لقصف أرامكو لكن يبدو أن هناك فيتو إيراني أو إقليمي أو دولي على قرار الحوثي، مع علمي أن هذا الفيتو سيغضب بعض اليمنيين على أمل منهم أن الحوثي يتحرك بمفرده..وهذا غير وارد عسكريا في معركة كاليمن، يجب أن تكون الاستراتيجية متوافقة مع اتجاهات دولية باستغلال التباينات والخلافات وتوظيفها لصالح اليمنيين.


المهم: أرسلت السعودية رسالة غير مباشرة بقبولها وقف إطلاق النار في 4 مناطق باليمن مقابل عدم إعلان الحوثي لهجومه على محور كتاف/ نجران، وبالتالي قبولهم مبدأ التسوية وتبادل الأسرى من غير لا حس ولا خبر، لكن الحوثي رفض الرسالة باعتبارها أولا: غير رسمية وثانيا: لأنها لم تضم سائر مناطق اليمن ورفع الحصار بشكل كلي، ومع تأخر وصول الرد السعودي تم إعلان الهجوم الحوثي على كتاف/ نجران وتسمية الهجوم بعملية "نصر من الله"


العالم كله الآن ليس له سيرة إلا هذه العملية بنقل مشاهدها صوت وصورة كما أذاعتها قناة المسيرة، تعتبر أكبر عملية أسر منذ الحرب العالمية الثانية تقريبا، حوالي 2000 عسكري وقعوا في الأسر منذ بدأ الهجوم قبل 3 أشهر منهم مئات السعوديين، لكن الحوثيين قالوا أن العملية بدأت من 3 أيام فقط كي لا يربط المحللون بينها وبين بدء التصعيد الأمريكي الإيراني في الخليج، وشخصيا كنت أسخر لو تتذكروا من قرار التحالف دخول صعدة وهي معقل الحوثي والطائفة الزيدية الأول، وتسائلت وقتها كيف أن جنرالا عسكريا أيا كان هو ينصح بالهجوم على العدو في نقطة قوته لا في نقاط ضعفه..


مع مرور الأيام تبين لهم أن كل من دخل قبل عامين في كتاف لم يخرج، وإن الألوية الثلاث أصبحت بين قتيل وأسير ، وإن الأمر نفسه مرشح للتكرار في أسخن ثلاث مناطق تقريبا ، في ميدي ونهم أولا وفي الحديدة ثانيا..وأرجو أن تكون رسالة هذه العملية قد وصلت أن اليمني مهما اختلفنا مع خياراته لكن يجب أن نحترمها فهم قوم لا يحبون الوصاية وتاريخهم لم يشهد احتلال وغزوا كسائر الدول العربية..