رد: 'أولياء الفقيه' العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
أستغرب حقيقة كيف يمكن لكاتب كبير مثل عبد الباري عطوان أن يقع في هذا الخطأ التحليلي، فالوقائع تؤكد بأن من المستحيل أقدام أمريكا على عمل عسكري آخر بعد هزيمتها في العراق، هذا ما يؤكده الكاتب في مقالته ولو كان قد طرح فكرة أخرى غير الهجوم على أيران لكانت أكثر منطقية، أما بالنسبة لتحضيرات أسرائيل فتلك هي المنطقية والتي من خلالها لربما ونقول ربما تهيء هجوما جويا لضرب المفاعل النووي الأيراني على غرار ضرب مفاعل تموز العراقي وتكون القوات الأمريكية الجاثمة في العراق الظهير لتلك الضربة ليس من خلال هجوم عسكري بل بدعم لوجستي أستخباري، فتلك القوات المنسحبة أثر ضربات المقاومة الشرسة العراقية لاتستطيع أن تكرر فعلتها بعد فشلها في العراق، ولربما أستكملت تلك القوات كامل معلوماتها الأستخبارية عن مواقع المفاعل النووي الأيراني لتبدأ مرحلة التنفيذ أو ساعة الصفر حسب المقال.
وبغض النظر عن كل تلك التحليلات فأن الهجوم لن يكون لتغيير النظام الأيراني وهذا أكيد بل لقص الأجنحة لكي لايطير بعيدا عن أعين أمريكا وأسرائيل.
وكما قال خامنئي بأن تلك الضربة يمكن أن تجمع الشعب الأيراني على كلمة واحدة ضد الأعداء وهذا ماستفعله أمريكا وأسرائيل، فالضربة وأن لم تقتل فستجعل الشعب يتكاتف خلف قيادته التي خرج ضدها بالأمس، وبهذا سيسدي الأمريكان جميلا للنظام الأيراني، وتلك هي المتناقضات التي تجعل من الصعب التكهن بمسوغاتها.
لقد تابعنا منذ زمن بعيد ملابسات التطور النووي للكثير من البلدان وخاصة المنتجة وليس فيهم أيران بالطبع، فأيران من الدول المستوردة لليورانيوم ولنقل للمعدات التي تخصب اليورانيوم والسؤال الأهم من أين؟
عند تشظي الأتحاد السوفيتي الى دول متفرقة ظهرت مافيات كثيرة يرأسها بعض العسكريين الروس وقادة الأستخبارات الذين واكبوا التطور النووي الروسي وسيطرت تلك المافيات على مخازن اليورانيوم والمعدات الخاصة بالتخصيب في الدول المنفصلة عن روسيا وبدأوا ببيعها الى الدول التي تتمنى شرائها بأعلى الثمن، وهنا يبدر السؤال التالي:
هل أمريكا بعيدة عن هذا الموضوع؟
بالطبع لا، فالذي يباع الى الدول من معدات ويورانيوم لأمريكا كامل العلم به والسبب بسيط ! لكي لايخرج من تحت يديها شئ يشكل عليها خطرا في المستقبل، والأهم أن لديها كامل المخططات، الى أين يذهب؟ وأين سيخزن، ومتى يبدأ الأنتاج؟ وكيف وما الطريقة التي سيستخدم فيها؟ فبعد أن تتم الصفقة ويقبض هؤلاء القادة أموالهم تأتي مرحلة بيع المعلومات لأمريكا وكما قلنا أنها مافيا روسية خبيرة بهذا المجال.
أذا فأمريكا تعلم أين المفاعل النووي وتعلم عن الكمية التي تمتلكها أيران والكيفية التي يمكن تدميرها دون التأثير على محيط المفاعل وكما قلنا في ضربة جوية نظيفة دون خسائر بشرية وفقط لقص أجنحة أيران وليس لتغيير نظام حكمها كما حدث في العراق.
*
اقتباس:
انها ليست 'زلة لسان' عندما نقول بـ'الولي الفقيه' العربي السني. فجميع حكامنا العرب 'اولياء فقيه'، فهناك اكثر من اربعة زعماء عرب يحكمون بلادهم منذ ثلاثين عاماً او اكثر، وهي عمر الثورة الايرانية، والفارق بينهم وبين الولي الفقيه الايراني، غير الحكم بالشريعة، ان الأخير بنى دولة عظمى، وطور قدرات عسكرية هائلة، وكرس قرار بلاده المستقل، وبنى دولة مؤسسات، واحتكم الى صناديق الاقتراع.
فماذا قدم 'اولياء الفقيه' العرب لشعوبهم؟ الاجابة تترك لهذه الشعوب.
أما بالنسبة لهذه نقول أن العراق أيضا حكم على مدى خمسة وثلاثون عاما وليشأ أن يسميه ما يشاء ولكن ماذا حصل بعد تغييره الى الديمقراطية، والأنتخابات النزيهه التي دخلت فيها أيران بكل ثقلها بسبب فقدان القوة في العراق، فهل نريد لبلداننا العربية أن يدخلوا تجربة العراق؟
نعم أن التسلط شيء سلبي جدا والأستمرار في الحكم لمدة ثلاثون عاما دون تغيير سيولد شعورا بالغبن لدى الشعب ولكن عن أي تغيير يبحث الشعب العربي اليوم؟ هل يبحث عن التغيير الديمقراطي الأمريكي؟ أم التغيير من خلال الأنتفاضات والثورات التي تجلب الرئيس بطائرة من باريس ليجلس على الكرسي دون عناء.
بالتأكيد لم تكن أنتخابات أيران نزيهة وتملك الشفافية، وليس من مثل عبد الباري عطوان الكاتب العربي الفطحل أن يدعمها بهذا الشكل الدعائي والمكشوف، والأكيد ليست ولاية الفقيه ما يبحث عنه المواطن العربي للتغيير.*