هل تعرفت على همزة السلب

هل تعرفت على همزة السلب؟
بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة عن الهمزة
تنقسم الحروف حسب المخارج إلى حروف محققة لها مخرج وحيز من الحلق أو اللسان أو الشفتين، وحروف مقدره مخرجها من الجوف، وهو الفراغ الممتد في الحلق والفم.
والهمزة هي أول الحروف المحققة؛ فمخرجها من أقصى الحلق، في الحد الفاصل بين المسموع من الأصوات وغير المسموع، ومنه كذلك يبدأ أول الجوف من الحلق والفم مخرج حروف المد.
ولأجل ذلك تأثرت الهمزة بوجود صورة لها وعدم وجود صورة، واعتماد ظهورها بصور حروف المد الثلاثة.
ولما لم يكن للهمزة صورة ثابتة مستقلة بذاتها قبل الفراهيدي؛ فقد جعل الخليل بن أحمد الفراهيدي رأس العين صورة لها؛ لأن أول المخارج كان عنده هو حرف العين، وبه سمى كتابه كتاب العين، لأنه رتب كتابه حسب المخارج مبتدئًا بأولها عنده، وهو حرف العين.
والهمزة حاملة في معناها واستعمالها معنى المد، وحروف المد لا قيام لها إلا بوجود حرف متحرك قبلها، والهمزة لا قيام لها إلا بوجود متحرك قبلها، فإن كانت ساكنة أو ما قبلها ساكنًا اختفت صورتها، ولذلك لا تجد لها صورة في الرسم القرآني عندما تكون الهمزة ساكنة سكونًا غير عارض، أو ما قبلها ساكنًا سكونًا حيًا مع حروف الأصلية، أو سكونًا ميتًا مع حروف المد، إلا في مواضع معدودة لأسباب متعلقة بالمعنى.
والهمزة في بداية الكلمات لا تأخذ إلا صورة الألف، ولذلك قيل بأن الألف هي صورة الهمزة، وذلك لأن استعمال الألف المدية جاء متأخرًا وكانت آخر الحروف الهجائية تصويرًا في الخط العربي.
ولذلك جرى التنازع في الرسم القرآني في رسم الكلمات التي ابتدأت بهمزة بعدها ألف مدية، هل الألف المرسومة هي صورة الهمزة أم صورة الألف المدية؟
وحسب قواعد الرسم القرآني، فلا يجتمع ألفان متتاليان في كلمة واحدة، وأن كل مدان متتاليان هما مد واحد؛ لذلك يجب حذف أحدهما.
فمن قال بأن الألف هي صورة الهمزة؛ جعل فوقها علامة المد للدلالة على أن المحذوف هو صورة الألف المدية.
ومن قال بأن الألف هي صورة الألف المدية؛ جعل صورة الهمزة التي اخترعها الفراهيدي على السطر قبل الألف.
وبكل جرى العمل في المصاحف حسب ترجيح كل فئة للقائم والمحذوف منهما.
والبحث في استعمال الهمزة، فهو بحث واسع ومتشعب على قدر استعمال الهمزة في لغة العرب، ويحتاج البحث فيه إلى سنين طويلة لمن عنده صبر على ذلك.
والبحث في الهمزة الزائدة في الأسماء أو الأفعال هو بحث في شعب كثيرة لاستعمالات الهمزة الكثيرة.
والهمزة جرى استعمالها في الامتداد الذي فيه اتصال، انظر مثلاً إلى الأعضاء التي بدأت بالهمزة؛
الأنف: ممتد إلى الأمام ومتصل اتصالاً ثابتًا بالوجه.
الأذن : ممتدة جانبيًا ومتصلة اتصالاً ثابتًا بالرأس.
الإصبع : أحد الامتدات في نهاية الأطراف، ومتصلة اتصالاً ثابتًا بها مع أن لها حركة واسعة.
الألية : ممتدة في الخلف ومتصلة بالحوض اتصالاً ثابتًا به.

-
وانظر إلى هذه الصفات التي بدأت بالهمزة، وكلها فيها نوع من السلب؛
صفات بدأت بهمزة السلب

1. أبتر : مسلوب الذرية، أو الذيل.
2. أبرص : مسلوب لون الجلد
3. أَبْقَعُ : الأبقع هو الأَبرص
4. أبكم : مسلوب النطق كله.
5. أثرم : الثَّرَمُ، بالتحريك: انكِسارُ السِّنِّ من أَصلها، وقيل: هو
أثرم : انكِسار سِنٍّ من الأَسْنان المقدَّمة مثل الثَّنايا والرَّباعِيات، وقيل: انكِسار الثَّنِيَّة خاصَّة، ثَرِمَ، بالكسر، ثَرَماً وهو أَثْرَمُ والأُنْثَى ثَرْماء.
فقد سلب من أسنانه بعض أجزائها
6. أحدب : مسلوب استقامة الظهر.
7. أحمق : مسلوب الحكمة في أفعاله
8. أحول : مسلوب استقامة النظر في العينين
9. أجرب : مصاب بآفة في جلده فسلب منه شعره ولونه وسلامته.
10. أجلخ: مسلوب القدرة في عظامه وأعضائه ؛ اجْلَخَّ الشيخُ أَي ضَعُفَ وفَترت عظامُه وأَعضاؤه
11. أخبل : مسلوب العقل ؛ المُخْتَبَل: الذي اخْتُبِل عقلُه أَي جُنَّ. وقد خَبَله الحزنُ واخْتَبَله وخَبِل خَبَالاً، فهو أَخْبَل وخَبِلٌ. فاسد العقل .
12. أخرس : مسلوب أكثر القدرة على النطق
13. أخفش : الخفَشُ: ضعف في البصر وضيق في العين، وقيل: صغرٌ في العين خلقةً، وقيل: هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فهو خَفِشٌ وأَخْفَشُ. فهو مسلوب بعض قدرته في الإبصار.
14. أخنب : الفرَّاءُ: الخِنْبُ، بكسر الخاءِ: ثِنْيُ الرُّكْبَة، وهو الـمَأْبِضُ. وخَنِبَتْ رِجْلُه، بالكسر: وهَنَتْ. وأَخْنَبَها هو: أَوْهَنَها، وأَخْنَبْتُها أَنا؛
قال ابن أَحمر: أَبي الذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ، * إِذ كانتِ الخَيْلُ كعِلْباءِ العُنُقْ
15. أذمل : الأَذْمَلُ: الأَبرص
16. أرمد : مسلوب صحة وسلامة وصفاء العينين.
17. أرعن : مثل الأحمق كذلك.
18. أرمص : لفظت عينه القذى من داء أصابها.
19. أسلع : الأَسْلَعُ : الأَبرص
20. أشرم : ورجل أَشْرَمُ بَيِّنُ الشَّرَمِ: مَشْرُومُ الأَنْفِ،
21. أصلخ : الأَصْلَخُ : الأَبرص
22. أصلع : مسلوب شعر الرأس
23. أصلم : وأَصْلَمُ: مقطوعُ الأُذن. ورجل أَصْلَمُ إذا كان مُسْتَأْصَل الأُذنين.
24. أصمّ : مسلوب السمع
25. أطرش : كذلك مسلوب أكثر السمع
26. أطرمت أسنانه: ركبها الخضرة، وسلبت البياضة والنصاعة
27. أعجمي : مسلوب القدرة على فهم لغة العرب ونطقها.
28. أعرج : مسلوب القدرة على الاستقامة في المشي
29. أعرم : الأَعْرَمُ : الأَبرص
30. أعسر : مسلوب القدرة على استعمال اليد اليمنى
31. أعشى : مسلوب الرؤية ليلاً
32. أعفت والأَعْفَتُ: الكثير التَّكَشُّفِ إِذا جلس. الأَحْمَقُ
33. أعمش : ضعف النظر مع سيلان الدمع
34. أعمى : مسلوب البصر بكلتا العينين
35. أعوج : مسلوب الاستقامة
36. أعور : مسلوب البصر بإحدى عينيه
37. أقرع : مسلوب بعض الشعر
38. أقشر : الأَقْشَرُ: الذي يَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر، والأَقْشَرُ : الأَبرص
39. أقطع : الأَقْطَعُ: المقطوعُ اليَدِ، والجمع قُطْعٌ وقُطْعانٌ مثل أَسْوَدَ وسُودانٍ
40. ألفت : أحمق مثل أعفت
41. أهوج : مثل الأحمق

والألوان كذلك بدأت بالهمزة، كلها مسلوبة القدرة على البقاء ليلاً ومسلوبة القدرة على الاستقلالية بنفسها فهي دائمة تابعة لما تظهر عليه، ولها امتداد بعيد ترى منه.
والأمثلة على ذلك الصفات المشبهة كثيرة.

1. آدم : الآدم من الناس : الأسمر
2. أبرق : تيس أبرق وجراد أبرق وجبل أبرق: فيه سواد وبياض.
3. أبيض : هو الخالص أو المسلوب منه بقية الألوان
4. أحمر : هو أدنى ألوان الطيف ، وما بعده يقال تحت الحمراء
5. أخضر : هو اللون الذي يتغير به النبات في الربيع بعد الشتاء، وبعضه يتغير إلى ألوان عديدة بعد ذلك وخاصة الثمار .
6. أدهم : أسود من شدة الخضرة
7. أزرق : لون معروف أخف درجاته لون السماء
8. أزهر : أبيض عِتق، وهو أَحسن البياض كأَنَّ له بَرِيقاً ونُوراً
9. أسمر : أبيض إلى الشهبة، لون يضرب إلى سواد خفي
10. أسود : المسلوب كل أطياف الضوء
11. أشقح : يقال للأحمر الأشقر : أشقح
12. أشقر : الأحمر الذي حمرته صافية
13. أشهب : الذي غلب البياض سواد شعره
14. أصفر : لون النبات إذا خلا من الرطوبة
15. أعفر : من الظباء التي يعلو بياضها حمرة.
16. أغبر : ما كان لونه لون الغبار لتلطخه بالغبار
17. أقمر : الأَقمر الأَبيض الشديد البياض،
18. أقهب : الأقهب : الذي اختلط بياضه بحمرة، وما لونه إلى الكدرة مع البياض والسواد
19 أكدر : الأكدر الذي في لونه كدرة
وغير ذلك من الألوان.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
موضوع طريف كغيره من المواضيع التي تمت إلى "معاني" (؟!!!) حروف الهجاء بصِلة ما.
وأنا أقرأ موضوعك الطريف هذا خطر على بالي اسم "الألف" نفسها ورحت أتساءل عن السلب فيها ما هو ؟
تحيتي إليك وتقديري لك.

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين ليشوري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
موضوع طريف كغيره من المواضيع التي تمت إلى "معاني" (؟!!!) حروف الهجاء بصِلة ما.
وأنا أقرأ موضوعك الطريف هذا خطر على بالي اسم "الألف" نفسها ورحت أتساءل عن السلب فيها ما هو ؟
تحيتي إليك وتقديري لك.

---

أخي الكريم حسين ليشوري
الألف غير الهمزة
الألف للامتداد المنفصل
والهمزة للامتداد المتصل
وجاء السلب من معنى الاتصال؛ لأن ما امتد إليه ظل أو جعله متصلا به،
فيسلب استقلاله منه بذلك ويفقده
أما الانفصال فيتحرر من ذلك

في فقه اللغة للثعالبي - فصل 22 - في شق الأعضاء
أعلم : إذا كان مشقوق الشفة العليا
أفلح : إذا كان مشقوق الشفة السفلى
أشرم : إذا كان مشقوق الشفتين
أخرم : إذا كام مشقوق الأنف
أخرب : إذا كان مشقوق الأذن
أشتر : إذا كام مشقوق الجفن

همزة السلب مسلوبة الاستقلالية في الرسم
فهي تأخذ صورة الألف عند الابتداء بها، أو كانت الأخيرة وقبلها مفتوح.
ومرة تأخذ صورة الياء إن كانت مكسورة، أو قبلها مكسور.
ومرة تأخذ صورة الواو إذا كانت مضمومة وليس قبلها كسر، أو كانت الأخيرة وقبلها مضموم.
ومرة لا صورة لها إذا كانت الأخيرة، وقبلها حرف ساكن أو حرف مد،
والهمزة على السطر هي من اختراعات الفراهيدي لبيان مكان انعدام صورتها.

أخذت همزة السلب معنى السلب والتحويل من المعنى العام للهمزة
فاستعمال الهمزة لبيان الامتداد المتصل
وهذا الامتداد مهما طال امتداده يفقد ما امتد إليه حريته واستقلاليته لما لم يستطع الانفصال عن الأصل.
فجاء استعمال الهمزة في المواضع التي فيها اتصال لتكون الحروف موافقة للمعنى
فإن كانت أصلية في بداية الكلمة فإن معنى الكلمة أن الامتداد مهما طال يظل متصلا،
فالأمل يبقى مهما طال الزمن ولم يتحقق المراد
والأسير يبقى بأيدي آسرية حتى يفدى أو يطلق سراحه أو يقتل
والأمثلة كثير بعدد الجذور التي بدأت بالهمزة

أما المضافة في أول الكلمة فهي لبيان السلب بصورة العديدة التي تصل إلى أكثر من عشرة انواع

الامتداد المتصل له أحوال، ولذلك أخذ ثلاث صور ورابعة معدومة؛
فإذا كان الامتداد في الباطن أخذت الهمزة صورة الواو التي تشير إلى الباطن
وإذا كان الامتداد في تغير أحوال ذاته أخذت الهمزة صورة الياء التي تفيد التحول
وإذا كان الامتداد يظهر زيادة فيه أخذت الهمزة صورة الألف التي تفيد الانفصال لأن التفريق ظهر بين الأصل والزيادة
وإذا كان بعد ساكن أو حرف مد ولا يكون حرف المد إلا ساكنًا انعدمت صورة الهمزة،
لأن الامتداد يكون من غيره، وتكون بحركة فيه، والسكون لا يمتد ولا يزيد.

تعامل الرسم القرآني مع الهمزة بدلالة استعمالها للامتداد المتصل
فإن كان قبلها ساكن حذفت ولو كانت محركة وبعدها ألف البدل من تنوين الفتح،
شيـءـًا - مريـءــًا .
وإن كانت هي ساكنة وقبلها متحرك حذفت ولو كانت في وسط الكلمة
{لا يستـءـخرون ساعة ولا يستقدمون} . {يا أبت استـءـجره إن خير من استـءـجرت القوي الأمين}
إلا في أحوال متعلقة بالمعنى

وإذا أخذت الهمزة صورة أحد حروف المد الثلاثة وكان قبلها أو بعدها صورة نفس الحرف حذفت،
جريًا على قاعدة لا يرسم ألفان او واوان او ياءان بلا فاصل بينهما في كلمة واحدة
كمثال : بريـءُـون - ليسـءُـوا ـ خاطـءِين - جاءها (الهمزة على السطر محدثة وليست من الرسم القرآني)