الوحدة المغاربية ...المنشود...الموجود

في ظل التكتلات الإقليمية و الإقتصادية ... تستثنى منطقة المغرب العربي و تظل دولها متشظية منكفئة على نفسها رغم التحديات العالمية فهذه الدول التي تحوز احتياطي نفطي و غاز طبيعي و ثروات منجمية متعددة و قوة بشرية هائلة أثبتت فعاليتها و أسهمت في نهضة الشرق و الخليج تحديدا في مجالات التعليم و الصحة و في مختلف الخبرات و نلمس سعيا محموما في الشرق لتحقيق الوحدة الخليجية و النقدية رغم الإختلافات الواضحة في سياسات دول المنطقة بعضها يحسب على الممانعة وتختلف في التعاطي مع ايران و رغم ذلك فقد صوبت اهتمامها على تحقيق الوحدة أما منطقة المغرب العربي فقد زادت الشقة و اتسع البون بين الدول المغاربية فالخلاف الجزائري المغربي حول قضية الصحراء خلاف قديم يتوقد و يخبو حسب الميزاج و قد وجهت كل دولة من هذه الدول قبلتها إلى اتجاه خاص فليبيا يممت شطر أفريقيا و المغرب أوروبا و مورتانيا بين هذا و ذاك.... لقد فوتت هذه الدول على نفسها أوراق عديدة من بينها علاقاتها بالإتحاد الأوروبي و فوتت على نفسها محاورته مجتمعة ففاوضت من منطلق الضعف و جاءت القمة العربية و تصورنا أن يفتح الملف و لكن ... و لو عدنا إلى الوراء قليلا و تحديدا إلى أواخر الثمانينات لوجدنا أن هذه الفترة التي أنشئ فيها الإتحاد المغاربي - هيكل معطل - كانت نتيجة تغيير سياسي في المنطقة بانتهاء عهد بورقيبة و دخول الجزائر التجربة الديمقراطية قبل الإطاحة بالشادلي بنجديد إن الوحدة المغاربية حلم أجيال وعلى الساسة طي الخلافات و النظر إلى الأمام إن هذا الهيكل المعطل يرنو إلى أن تنفخ فيه الروح مجددا وكل تأخير ستكون له انعكاسات سلبية على الجميع وكل خطوة في اتجاه الوحدة المغاربية هي خطوة إلى وحدة عربية شاملة .

العالم يتوحد، ويتكتل في تجمعات اقتصادية وسياسية تتعاون على المستقبل والرقي والتغلب على مصاعب الحياة العصرية المعقدة.
في هذا الوقت نرى التشرذم هو سيد المواقف العربية، وليس منطقة المغرب العربي سوى جزء من هذه الصورة.
منطقة المغرب العربي تزخر بخيراتها التي تجعلها تحقق اكتفاء ذاتيا في جل الميادين، فالفلاحة متوفرة وبكثرة خصوصا بالمغرب الأقصى وكذا الفوسفاط الجيد حيث يعتبر المغرب أول دولة عالمية من حيث التصدير، والجزائر بغازها الطبيعي، وليبيا ببترولهان وتونس بتجارتها وصناعتها وموريطانيا بمعادنها وطاقتها البشرية، زيادة على تواجد أهم الثروات البحرية بالمنطقة، فالبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأسطلي يعتبران خزانان للثروات البحرية.
لكن:
حين ننتظر من الحكام النهوض من السبات، فكأننا ننتظر ميلاد العنقاء من الرماد، فالمعول عليه هو حركة الشارع المغاربي الذي يفرض رأيه بالقوة، وهكذا يمكننا أن نتوحد توحدا حقيقيا .