أحقا غادرت سلمى ؟ (إلى ابنتي الحبيبة سلمى)
أحقا غادرت سلمى ؟
هناك في حجرة كانت لك
وكانت لزهرة أخرى ..
يتناهي إلي
همس سريرين
فارغين ،
وجوم وأكثر من تساؤل
حنين يصهر لهيبه القلوب
أحقا غادرت سلمى ؟
شهر "الليالي"
وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة
يفتح أبواب بستاني
على مصراعيها
لتقطف ثانية الورود
وآخر الورود
وهناك في قصر كان لك
تحفه حكايا ألف ليلة وليلة
كان الفراق
والبدر واجم يسري
لمستقر له ..
ساهم في حيرة :
أحقا غادرت سلمى ؟
وكانت السلالم القليلة تئن
تحت خطواتنا المثقلة شوقا
المثخنة أنينا
تمنيت لحظة
والعيون ترنو إلينا
ألا تنتهي درجاتها
وأن أعود القهقرى
وتعود عقارب الزمن
لتغوص في غياهب الماضي
القريب البعيد
لأراك صبية
ترتعين هنا وهناك
مشاكسة هذه في عناد
مرافقة تلك في صفاء
لكن درجات السلالم تأبى
إلا أن تسرع الخطى
فتنسلين من بين أضلعي
شيئا فشيئا
وتتسربين من مسامي
وينتهي كل شيء
فيغدو القصر موحشا
وتغادره الحوريات في وجوم
وقت السحر
والأحبة ينصرفون
مودعين
مهنئين
دامعين
هامسين في صمت
أحقا غادرت سلمى ؟
لكن هنا
في كل ضلع
في كل جارحة
وفي كل حاسة
في كل قطرة دم من شراييني
تملئينني مرحا
وشقاوة
فأصير كما أنت
كما كنت
وأغفو لحظة
فأجدك هناك
في سريرك المشتاق
أميرة .. لاتنام ..
في بستاني الرحب
زهرة .. لا تذبل