ما سر تسمية المسيح بالمسيح؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
ما سر تسمية المسيح بالمسيح؟!
من مراجعتي لكتب التفسير، وقواميس اللغة، وجدت أسبابًا عديدة لتسمية المسيح بالمسيح، وأوصافًا له توافق تسميته بالمسيح عليه السلام، فمن ذلك؛
1. أنه مسح بالدهن؛ من قبل الملائكة عند الولادة حتى تسهل ولادته، ولا يتأذى من آثار الوضع.
2. أن جبريل مسحه بجناحية وقت ولادته ليكون ذلك صونًا له من مس الشيطان وحائلا دونه.
3. أنه مسح بدهن طاهر من الدهن الذي كان يسمح به الأنبياء.
4. أن زكريا عليه السلام مسحه بالدهن بعد ولادته.
5. أنه مسيح القدمين؛ أي لا أخمص لهما.
6. أنه يمسح الأرض ويقطعها بكثرة التنقل فيها.
7. أنه لا يثبت بمكان، ولا يتعلق بزخرف الدنيا.
8. أنه لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ ... ومن كان هذا فلا يمرض. ولا يصاب بما يعالج الناس منه.
9. أنه كان يمسح على رأس اليتامى فكأن تفاعله مع معاناتهم هو انعكاس مما يعانيه من عدم وجود أب له، لأنه يظل بشرًا. وأكثر من يحس بأثر الشيء فاقده.
10. أنه مسيح من الأوزار والآثام؛ فليس هناك وزر يعاتب أو يلام عليه.
11. أنه مسيح من الاتهامات والعيوب؛ فلا يعيب عليه أحد في عمل عمله. وقد برأه الله تعالى من أول يوم، عندما أيده بروح القدس لبرئ أمه مما اتهمت به من قومها.
12. أنه مسيح من الأمراض والآفات؛ فكيف يمرض من يعالج الأمراض؟!
13. أنه مسيح لم تصله يد تؤذيه، ولم يصبه أذى من أحد؛ لتبقي صفة المسيح فيه، وأنه كلمة الله التي لا يستطيع أحد تغييرها أو إلغائها.
14. أنه مسيح من العوارض التي تصيب الناس عند الكبر من ضعف الجسد والعقل والحواس؛ فهو ينزل بعد طول غياب لم يكن لبشر مثله، بكامل قوته العقلية والجسدية واحتفاظه بشبابه.
15. أنه الصديق من جهة المدح لأنه لم تعلق به كذبة، وأن من يصاحبه لا يحفظ عليه خطأ أو ضغينة. لأن من التسميات الصديق وصفه بالمسيح.
16. أنه الملك لا يؤاخذ على فعله، ويستعان به لمسح الفاقة والحاجة؛ فمن تسميات الملك وصفه بالمسيح
17. أنه مسيح البطن والألية؛ فلا بروز لبطنه من الأمام، ولا أليته من الخلف.
18. أن خلقه مبارك حسن؛ لا ترى في خلقه وأعضائه ما تنكره عليه.
19. أنه مسيح ناعم أملس؛ لا تحس بخشونة لجلده.
20. أنه مسيح لصفة رأسه كأنه يقطر الماء من لمعان شعره.
21. أنه مسيح لإزالة ما يمر عليه وينظفه؛ فمن تسميات الخرقة الخشنة وصفها بالمسيح.
22. أنه مسيح لعمله كعمل الذراع التي توصف بالمسيح؛ لأن الجهد قائم عليها في المسح.
قد تكون هذه الصفات اجتمعت بالمسيح عليه السلام كلها ، أو معظمها.
إنما الذي يهمنا منها ؛
• أنه لم يعلق به ذنب؛ ولذلك لم يعتذر بذنب كما اعتذر الأنبياء في قصة الشفاعة يوم القيامة. ولا الادعاد في الدنيا بالألوهية. لأن هذا الادعاء من أكبر الآثام والذنوب.
• أنه لا تصل إليه يد بالأذى أو القتل؛ ومن وصف المسيح، أو أقر بأن يدًا طالته بأذى أو قتل؛ أنكر على المسيح هذا التسمية له، واعتقد بما يخالف دلالة اسمه.
• أنه يحتفظ بقوته العقلية، والجسدية، وسليمًا من الآفات والأمراض، لم يؤثر به هذا الغياب الطويل، ويحتفظ بمنظره الذي كان عليه في سن الكهولة (33سنة)؛ عند نزوله، فيطبق الإسلام ويحارب الدجال، وينهي فكرة عاشت أكثر من ألفي سنة، بظهوره حيًا قائمًا يرزق بين الناس .
فكانت تسمية المسيح من الله تعالى بالمسيح هو دفاعًا عن المسيح مما نسب إليه. والاسم يدل دائمًا على الثبات والدوام مهما طال الزمان.
والفرق بين الممسوح والمسيح؛ أن الممسوح أزيل ما وقع عليه؛ والمسيح لم يثبت عليه ما يقع.
لذلك فهو عليه السلام مسيح وليس ممسوح.
قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 45 وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران.
أبو مُسْلم/ عبد المجيد العرابْلي
رد: ما سر تسمية المسيح بالمسيح؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم العرابلي
من تكلمنا عليه هو المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام
وهناك مسيح آخر هو المسيح الدجال لأن خلق ممسوح العين
وتسميته قائمة على نفس السبب في هذا الاستعمال لكن مرجعها مختلف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل، هل صحّ تسمية الدجال بـــ " المسيح" ؟؟
رد: ما سر تسمية المسيح بالمسيح؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل، هل صحّ تسمية الدجال بـــ " المسيح" ؟؟
صحيح البخاري ج1/ص286
798 حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرنا عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم فقال إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف وعن الزهري قال أخبرني عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال
صحيح البخاري ج2/ص664
1780 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان
صحيح البخاري ج6/ص2695
6972 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية
أخي الكريم هشام يوسف
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
هذه ثلاثة أحاديث من اثني عشر حديثًا في صحيح البخاري فقط
ولم يذكر في الصحاح المسيخ الدجال
وذكر حديث واحد في سنن الترمذي بالمسيخ الدجال، وقابله ثلاثة أحاديث بالمسيح الدجال
وذكر حديث واحد كذلك في مسند الإمام أحمد بالمسيخ الدجال، وقابله واحد وأربعين حديثًا بالمسيح الدجال
فالتسمية للملعون بالمسيح الدجال هي الأصح
وإن كان يفضل الناس القول بالمسيخ الدجال حتى لا يختلط اسمه باسم المسيح عليه السلام