طـه محـمد طــه يكتب : حكمة فى تعدد الطلاق

الطلاق غالباً ما يأتى فى لحظة انفعال وعدم تريث , ثم لا يلبث الزوجان أن يفيقا ويشعر المخطئ منهما بخطئه , ويعلن عن رغبته فى عودة حياته الزوجية واستئنافها مع صاحبه على أساس سليم , بعد أن مرَّا بهذه التجربة وعرفا أسباب الشقاق بينهما
فشرَّع الإسلام فرصة إعادة الحياة الزوجية بينهما مرة ومرة , أما بعد الطلقة الثالثة فإنها تكون دليلاً على أن كلا منهما لا يصلح للآخر , ومن الأفضل لهما أن ينفصلان و يختاركل منهما حياة أخرى لعلَّ الخير يجده فيها
وبهذا يكون الشرع قد أعطى للزوج فرصتين لمراجعة زوجته , أمّا الطلقة الثالثة فهى تحذرهم بوقوع التحريم بينهما ممَّا يجعل الزوجين يحرصان كل الحرص على البعد عن أسباب الشقاق المؤدى الى الطلاق , فتهدأ الحياة بينهما ويستقر الأمر خاصة بعد أن مرَّا بتجربة الحياة فى ظل الطلاق مرتين , ومن المفترض أن يهذّب ذلك نفسيهما
ومن لا تفلح معهم هذه التجارب ولا يتعلمون منها دروساً تجعل حياتهم بعد ذلك هادئة مستقرة , فهؤلاء غير صالحين للمعاشرة , والخير فى الفصل بينهما .

شكراً جزيلاً ،أستاذ "طه" المحترم.
فعلاً لقد قنّن الإسلام الطلاق حسب معايير متعددة ،لعلّ أهمها السبب النفسي و السبب الصحي و المادي .
و نظراً لكون الزواج مودة و تراحماً و سكَناً ،فإنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن ينجح زواج
طرفاه بينهما تناكر و جفاء (و ربما لهذا كان القبول هو الشرط الأساسي في النكاح).فالمرء قد يحبّ شبيهه
كما قد يكرهه جداًّ ،أو يحبّ نقيضه كما قد يمقته ..
كما تفضلت ،فالطلاق الرجعي هو فرصة أو فرصتان للمراجعة و النقد الذاتي من أجل المحافظة على
الأسرة بمزيد من التضحية و التنازل من الطرفين معاً.أما الطلاق الثالث فهو علامة على تعذر العيش
تحت سقف واحد ،و يكون هو الحلّ الأخير ،أي أبغض الحلال.
أجدّد شكري ،و لك التحية و التقدير.

ربنا يبارك فيك أخى عبدالله بن بريك , وتحياتى لك