اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
الأستاذ الموسوعي محمود عباس مسعود،
تحياتي لكم،
قرأت هنا معلومات لطيفة حول شخصية مرموقة، ينسب لها الفضل في إرساء قواعد المنهج التجريبي، كما هو واضح في العبارة المقتبسة أعلاه. غير أن كثيراً من الدراسات، والأبحاث، حتى بشهادات مستشرقين غربيين منصفين، تقول غير ذلك. وتؤكد أن المنهج العلمي التجريبي الرصين في البحث، والقائم على القياس والاستقراء، والمستند إلى المشاهدة والتجربة هو إضافةٌ إسلاميَّة مهمة بامتياز.
ومن العلماء المسلمين الذين كانت لهم جهود واضحة في إرساء قواعد المنهج العلمي وتطبيق أسلوب الإستقراء: الرازي، وابن سينا [أذكر أنك أدرجت مخطوطة قديمةً له وكان لنا فيها حوار ماتع]، وابن النفيس، والزهاوي، والخوارزمي، وجابر بن حيان، والحسن بن الهيثم.
خذ على سبيل المثال ما ورد في مقدمة كتاب "المناظر" لابن الهيثم: "... ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفُّح أحوال المبصرات، وتمييز خواصِّ الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخصّ البصر في حال الإبصار، وما هو مطَّرد لا يتغيَّر، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس، ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدِّمات والتحفُّظ في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفَّحه استعمال العدل لا اتِّباع الهوى، ونتحرَّى في سائر ما نميِّزه وننتقده طلب الحقِّ لا الميل مع الآراء"[ ابن الهيثم: المناظر، تحقيق د. عبد الحميد صبره ص62].
يذكر أن كتاب "المناظر" كان له أثر كبير في معارف الغربيين أمثال روجر بيكون، و كيبلر، حيث تمت ترجمته إلى اللاتينية مرات عديدة في القرون الوسطى، واعتمد مرجعاً علمياً لدى الغربيين لقرون عدة. ويؤكد مصطفى نظيف أن ابن الهيثم سبق"فرنسيس بيكون" في وضع المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقراء.
شاكرين لكم جهودكم المتميزة.
ولكم فائق الود والتقدير.
أخي العزيز الأستاذ أحمد المدهون
المعلومات التي تفضلتَ بها هي معلومات قيّمة وأعتبرها حواشيَ تصحيحية على ما ورد في الموضوع من معلومات. كان ينبغي إيراد العبارة التي نحن بصددها على نحو التالي: (...ويعود له الفضل، بحسب بعض المصادر...)
فهو بكل تأكيد استفاد من تجارب غيره في هذا المجال، سواء من فلاسفة الإغريق الذين ضربوا بسهم وافر في البحث والإستقراء أو الفلاسفة العرب الذين ذكرتَ بعضاً منهم.
مما لا شك فيه أن المعرفة البحتة هي إنسانية في طبيعتها وعالمية في طابعها، ولا بد لأي مفكر جاد ومحايد – شرقياً كان أم غربياً - أن يتوصل في تفكيره المنطقي إلى نتائج محددة لا جدال حولها ولا خلاف عليها. ما دامت المنطلقات سليمة فلا بد أن تأتي الإستنتاجات كذلك.
قرأت في إحدى المواقع مقالة تحت عنوان (فلسفة/درس المذهب التجريبي) تتطرق إلى تاريخ وأقطاب هذه الفلسفة، ومما ورد فيها هذه الفقرة التي لم أكن قد قرأتها قبل ترجمة الموضوع:
...كما في مذاهب فرانسيس بيكون (1561 -1626) م وهو فيلسوف انجليزي أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعه وظواهرها, وهو مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي ، فالغرض من التعلم عنده هو زيادة سيطرة الإنسان على الطبيعة وهذا لا يمكن تحقيقه إلاَ عن طريق التعليم الذي يكشف العلل الخفية للأشياء.
أكرر شكري أخي أحمد
مع خالص مودتي وتقديري
.