رد: دعوة للتعرف على بعض شعراء السودان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي منصور
أحييك يا منى وأحيي هذا الألق الشعري الذي أمتعتنا به لشعراء السودان الشقيق ...
فألف تحيّة للسودان وشعراء السودان وأهل السودان ...
أيتها الرائعة (أميرة الكلمات ) تتوهجين نشاطا وفكرا وعطاء ...
دمت متألقة أينما حللت .
لطفي منصور
أستاذي العزيز وقلب شُعراء واتا والأب الروحي لهم... أحييك سيدي
وألف تحية لكم من السودان تأتيكم لتلقي شوقًا في القلوب وتحمل كل ود وتقدير..
لك الشكر على حضورك البهي..
ولك التقدير على تشجيعك المستمر..
ولك التحايا بقدر صفاء ومُحيط قلبك
تحايا لا تحدها الخرائط الجغرافية
:fl: :fl: :fl:
رد: دعوة للتعرف على بعض شعراء السودان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادين عبد الله
الجميلة منى
هذه اللفتات الرائعة لا يمكن ان تصدر الا من صاحبة قلب نابض
وانسانة راقية تعرف معنى الوفاء
لك تحياتي ايها الملاك الحارس الأمين
الراقية الرقيقة : نادين
وهذه الكلمات الرائعة العذبة لا تصدر إلا ممن يحملُ روحًا بجمال روحك..
لك التحية والتقدير:fl:
رد: دعوة للتعرف على بعض شعراء السودان
مقدمة
المولد والنشأة
ولد خليل فرح في قرية دبروسه منطقة حلفا ، وفي سجل خدمته أن ذلك كان سنة 1894 غير أن شهادة تاريخها 28 يوليو 1928 تشير أن ذلك كان عام 1892 وقّع عليها كاشف حسن بدري كاتب ادارة ضبطية الخرطوم وشخص آخر لم نتبين اسمه وشغله صراف بالمالية ولعله من أهله ، نصها :
" نشهد نحن الموقعين أدناه أن لنا المعرفة التامة بالشيخ فرح بدري والست زهرة الشيخ محمد . والد ووالدة خليل فرح بدري مستخدم بمصلحة البوستة والتلغرافات السودانية . المولود في وداي حلفا بتاريخ أغسطس 1892 وان والده الشيخ فرح بدري محسي الجنس مولود بجهة عبري مديرية حلفا . وأن موطنة الشرعي حين زواجه بالست زهرة الشيخ محمد كان بجهة وادي حلفا بمديرية حلفا وموطنه حين ولد ابنه المذكور كان بجهة وادي حلفا وأن والدته الست زهرة الشيخ محمد محسية الجنس مولودة بجهة عبري مديرية وادى حلفا ونشهد أيضاً أن خليل فرح تلقى علومه جميعها بالمدارس السودانية وتحررت هذا الشهادة لاعتمادها تحت مسئولينا " (1).
بينما تنبئ شهادة أخرى أن خليل فرح لم يكن مسجلاً بدفاتر مواليد حلفا 1891 إلى 1895 . وههنا اضطراب في تاريخ الميلاد ولا ندري ما كان الغرض من تحرير شهادة مثل التي وقع عليها كاشف حسن بدري ، خاص وأنها جاءت بعد نحو خمس عشرة سنة مبدأ عمله بالحكومة ! وقد رزق فرح بدري من الولد ستة هم خليل ، بدري ، حسن ، فاطمة ، عثمان ، وعلي فرح . وكان والد خليل يعمل بالتجارة وتلك جعلته كثير الأسفار في المنطقة بين حلفا ودنقلا . وكثيراً ما كان خليل يصحبه في تجواله وتوفى أبوه عام 1915 . وأمه سنة 1927 .
ونال خليل جزءاً من تعليمه في خلوة الشيخ أحمد هاشم بجزيرة صاي ، واختلف إلى الكتّاب في دنقلا كما درس في أمدرمان حيث كان يقيم وأهله أبيه . وتعلم حتى نال اجازة فيما كان يعرف بالهندسة الميكانيكية في كلية غردون حيث عمل بمصلحة البوستة والتلغراف وتزوج خليل من السيدة سلامة أغا ابراهيم أرملة شقيقه بدري وذلك بجزيرة ( صاي ) عام 1923 . ولخليل من الولد إثنان فرح وعائشة .
صاي :
جزيرة غنية بالزروع والخضرة ، عرضها قريب من ميلين . يتوسطها تل جبلي عال . تحف الساحلين منها ـ الشرقي والغربي ـ النخيل . ايام طفولة خليل كانت تنتشر فيها السواقي . وبيت أسرة خليل من الشاطئ الشمالي للجزيرة جد قريب . وبالجزيرة كُوَمُ تراب ، متباينة الأحجام ، قال مترجم كتاب ( رحلات بوركهارت ) (3) .
" هذه المقابر الرملية لملوك البلاميس وأشرافهم ، وكانوا يحكمون أكثر النوبة العليا والسفلى ما بني القرنين الثالث والسادس الميلاديين ، وحضارتهم تالية للحضارات المروية " وعليها من الآثار حصن قريب مقامه من النيل ، شيد بالحجر والآجر وأسواره عالية ، وفيه مشابه من حصنين آخرين ، احدهما بأسوان والآخر في أبريم .
رد: دعوة للتعرف على بعض شعراء السودان
ولابد أن الشاعر قد شاهد هذا ، ولعله في تنقله مع أبيه قد رأى كثيراً من هذه المعالم ، فلو أنهما سافرا بمركب على النيل لبصرا بالكثبان الرملية في الغرب ، والجبال الممتدة على الشرق ، وربما أخذا بالخضرة التي تظهر حينا بعد حين ، أما الطريق البري فقد يكون شرق النيل أو غربه ، وليست في هذا وذاك سوى الرمال تمتد كأنها ليس لها آخر ، والتلال ، وقرى صغيرات يتناثرن هنا وهناك . وتقطع للمسافر حبله الطويل من الاملال والسآمة . وكل هذا لا يحلو من بعض سحر . وربما أنه احترز ي خياله شيئاً من هذا وذاك فأمده بقدرة على وصف الطبيعة أنظر يا صــــــــايدْ الانام المولـى عاطينَا
طبيعـــــــهْ غنيـه ْ في بَواطـــــــــِينَا
ما أخصبْ جـــــزايرنَا وشواطـــِينَا
وخيراتْ الجزيرهْ الدافقــهْ من طينَا
وهي من قصيدة أنشأها ـ كنا قيل (4) حيث ازمع البرنس اوف وليز زيارة السودان في رحلة صيد . ولعل فيها بعض ترحيب يسير " سافر يا أمير وأنزل أراضينا " ولكنه لا يخاف الأمير ولا يمهله فيهنأ بهذا الترحيب ما تهِمَك مدارســـنَا ونــــــوادينَا
أهلك أهملوا تأسيســـــهُ عامـدينَا
ساد الجهلْ وسادْ ت بُه عــوادِينَا
وعم الفقــر مــــدايِنَّا وبواديـــــِنا
ثم يركب الشاعر زورق الطبيعة في بلاده ، ويلجئ نفسه اليه ، ويفاخر ويعرض على الضيف شريطاً متصلا من المناظر .. كأنه يجمعها جمعاً ليبهره بها ، بل يخبره عن قومه وأرض قومه ونبتها وحيوانها :
واصل رحلتَك بين ( جبْرهْ ) و ( اُمْ بادِر )
واملأْ ناظريك في قدرةْ القــــــــــــــــــــادرْ
من تلك الجحافِل واردَه وصـــــــــــــــــادرِ
قطعانْ الأرايلْ افي الجمـــــــالْ نـــــــــــادر
يهي له هذا المسرح الفسيح ، وليملأ ناظريه الضيف من تلك الجحافل ، ويجمع قطعان الأرايل ـ بل أسراب الغزال ـ ومرحات الأبل :
أسرابْ الغزالْ ما بِحْصرا حسابَكْ
ومرحــــــاتْ الأبِلْ السيراَ متِشابِكْ
ويحشد له غابات الدندر ونبته ثم نمر الفروع ، والأسد الذي تتقى وثباته ، أهذا ترحيب أم إخافة ؟ ثم يعود يتمني للأمير عودة مظفرة غانمة لأهله ليحكي لهم ما قد أحس ورأى ؟
ويخاطب الشاعر عبد الله البنا اللورد اللنبي في القصيدة ، أسلوبه فيها جد مختلف . يطلب اليه في رفق ، حتى لا يغضبه ، بل يمدحه :
الا يا حامــــــــلَ الســــــيفين إنّا * * * نفوسٌ المعــــــالي طالبات
اذا ما قيلَ قــــد أوفى ( اللنْبي ) * * * تطاْمنَتِ الأمورُ الجامحاتُ
وأنت بمصرَ قد أصبحــت وداَ * * * تُدين به الرعيةُ والرعــــاةُ
والفرق واضح بين عريضة الشيخ البنا ، وعريضة خليل فرح تعبير خليل كما ترى أكثر صدقاً وجمالا وليس به ذكر كلمة ( النحول ) بل هو يسخر من دائه رغم شدته :
تلك ستُُّون ليلةً هي كالسجــــــنِ أو أشدْ
صدمةٌ ليتها صدمة الأتومبيل أو الأسدْ
عِلتى وهي علتى قصةُ الناسِ في البلد