غني كما الموال...شعر... سمير الأمير

غني كما الموال
رباعيات لفتحي البريشي
سمير الأمير

كان عنده فزعه وشهامة،يخدم الناس كلُّهم
و يحب موت الهيصة والضحك ف وسطهم
وماكانش يزعل م اللي برخامه يسكتوه!
ف ثانيه يشرد،يتوه،وف ثانيه نُكَتُه،تلمُّهم
..
كان عنده فزعه وشهامة،وكان طيِّب
وكان خفيف في الزعل وصلحه قريِّب
ومصر عنده حنيِّنه،حتى ف عز قسوتها
يحفظ صورتها وسيرتها،مهما الخلق بتعيِّب
...
كان عنده فزعه وشهامة،وجوده بالموجود!
واريحيه وبساطة،وبراح مالوهش حدود!
آه يا البريشي ،هانقول لمين هاتلنا ؟
زهقت ليه يا جدع مننا،فين صبرك المعهود؟
...
كان عنده فزعه وشهامة، ومجدعة فلاح!
كتب القصايد للوطن،قاصد هداية وصلاح!
ياما شقي بالمشاعر،وشال هموم الناس!
والمرهف الإحساس،حتما ف يوم يرتاح!
....
قال: يا سمير:"العضو" يقدر يجيب عضوية!
سألته: تقصدنا يعني؟قال:لأه، احنا تراحلية!
إحنا بتوع الشقا،بنخُش من سم الخياط
دوُّرنا ضحك وعياط،من بِدعُه ف السخرية!
...
وقالِّى :" أخيرا، عرفت المشكلة كات فين!
إن العيال دي مش زينا وبصُرم وبوشين!
وكل واحد فيهم عنده علل ومصالح،
على قلوبهم مراوح،وعلى قلبنا قاعدين! "
...
قلت:يابريشي ما كل ما اتنرفز، تهدي الحال!
وتقول خلاص فهموا الحقيقة، يا خال!
أمشي وراك يمهم،وانا شايل على راسي!
أول ما يملوا الكراسي،تاني يبقوا عيال!
...
في الوسع كان ياكل واللقمة كات بتزيد
في الضيقة، يشبع من شم ضهر الإيد
هوه كده فلاح فى كافة الأحوال
غني كما الموال،وع الحميد المجيد!!
...
بلَّعتني م البشر ،اللي ما كونتش بابلعُه!
يا قلب طيب،من طيبته،لقى مصرعُه!
ضحكتني ف الحزن، مش كل شيء يتقال!
والدنيا دي أحوال، والشعر "ما اضيعه"!


......................................


..