المرأة هي الأصل والملح والجمال والمحبة
تحية للدكتور شاكر شبر على مبادرته القيمة
وتحية لجميع الأحبة الواتويين المستجيبين للنداء بمحبة ووعي مسؤول..
رأيت أن الدكتورانطلق من حالة اجتماعية من القضاء الشرعي حول حق توريث المرأة في الاسلام مفتتحا لدعوة فكرية جادة لإعادة النظر في النصوص القانونية والشرعية الخاصة بمعاملة الأنثى، وبهذا تتميز المبادرة بانها تطبيقية ميدانية وليست نظرية مجردة أو فكرية انشائية وفق سياق كثير من فيض الكتابات المعاصرة.
وان وضع المرأة كما تدارسه الفكر الانساني ارتبط بطبيعة النظام الاقتصادي والتغيرات التي اكتنفته عبر العصور من مرحلة الرعي الى الزراعة والانتاج الحرفي، وحسب كثير من المفكرين فأن أوضاع المرأة تدرجت في السوء خلال ذلك كما يتضح من النصوص السومرية وشريعة حمورابي والمصادر الكتابية اتالية. فتنامي مركز الرجل ارتبط بدور الاقتصادي والعسكري والسياسي، وقد انعكست هذه الجدلية في قواعد الأديان التي ارتبط ظهورها بالمرحلة الزراعية وانماطهل المعيشية والاجتماعية ، وهذا يستدعي بعد مرور قرابة ثلاثة آلاف عام وانتقال المجتمع البشري الى أنماط معيشية واقتصادية واجتماعية متجددة، ان تقترن هذه التحولات بظهور معايير جديدة ومناسبة لتنظيم العلائق الاجتماعية وترسم ملامح لائقة للمجتمع الحديث.
على الرغم من الدور الاقتصادي والاجتماعي الفاعل للمرأة في المجتمع، الغرب والشرق، فانها تعاني من غبن وانتقاص على كل صعيد، في الاطار العام، وبينما لا يستطيع (رجل) الاستفناء عنها في أي مرحلة من مراحل حياته والابتعاد عنها، فهو يحولها الى عبدة وجارية وتابع بدلا من مبادلتها الاحترام والكرامة والاحتياج.
غير ذلك ما زالت المرأة موضوعا جنسيا في الثقافة الاجتماعية والعامة وتوصيفها لا يخرج عن هذا الاطار المرتبط بالخصائص الجسمانية وليس دورها الانساني والاقتصادي، بينما تختلف النظرة الى الرجل حسب معايير مرتبط بالقوة والمركز والمال.
اعتبر ابن رشط ان تردي احوال المجتمع وسوء معاملة المرأة، ولا زالت الأمور مستمرة في التدهور والانخطاط على الجانبين الاجتماعي العام والفردي الخاص. الضرورة ملحة ولازمة لتغيير الانساق والمعايير الاجتماعية القضائية والاجتماعية والانطلاق بوعي عصري للحياة والمستقبل..
لا يقوم مجتمع بلا امراة
ولا اسرة بلا امراة
ولا وجةد للجمال والحب والانسجام بدونها
ألا يكفي كل هذا للاعتراف بها.. الاعتراف بالواقع والحقيقة ونهج حياة جديدة خالة من العقد والأمراض الاجتماعية.
والى مزيد من البحث والحوار الجاد
تحياتي للجميع
وديع العبيدي