أصحاب الجنة لا ينامون ... قول حق أم باطل ؟

أصحاب الجنة لا ينامون ... قول حق أم باطل ؟

النوم أخو الموت ... حق
أصحاب الجنة لا يموتون ... حق
إذن أصحاب الجنة لا ينامون ..
إذن ... في الاخرة ليس هناك ليل بعد نهار ...
إذن هناك نهار سرمدي على أصحاب الجنة
ونهار سرمدي على أصحاب النار.
هل هذا الربط المنطقي .... حق أم باطل ؟
هل الأحاديث التي تؤيد هذا الربط وحي من الله ..
أم أُنشئت لتدعيم هذا الربط المنطقي من الضعفاء ووضاعي الأحاديث؟
رحم الله تعالى الأمام البخاري ...
لا يقبل حديثًا حتى يعرضه على كتاب الله أولاً ..
ليعلم أنه ما فيه حق أم باطل ...
آيات القرآن تقول أن تقلب الليل والنهار نعمة ..
وأن النوم نعمة ..
ويمن الله تعالى على الإنسان بهذه النعمة في آيات عديدة؛
أما عدم النوم فهي صفة لله وحدة فقط ؛
: { اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ {255} البقرة.
والإنسان بحاجة لليل وبحاجة للنوم كما هو بحاجة للنهار والصحو والحركة؛
: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا {47} الفرقان.
: { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا {9} وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا {10} وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا {11} النبأ.
: { فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {96} الأنعام.
: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {67} يونس.
: { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {61} غافر.
: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {67} يونس.
والسكن يكون للبدن بالنوم، كما في الآيات السابقة، والمبيت في البيوت؛
: { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا {80} النحل
والسكن يكون للنفس بالزوجة؛
: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} الروم.
: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ {35} البقرة.
: { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {19} الأعراف.
والسكن يكون بسلامة العقل والحواس ويكون بالنوم في أماكن آمنة كالنوم في البيوت، مع وجود من يأمن معه كالزوجة؛ فقوله تعال لآدم : {اسكن أنت وزوجك الجنة} شاملة لكل ذلك.
ويمن الله على عباده بنعمة تقلب الليل والنهار،
فماذا لو تغير عليهم هذا الحال؟ لانعدم السكن بكل أنواعه؛
: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ {71} قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {72} القصص.
: { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {73} القصص.
هل من نعمة تعطى للإنسان في الدنيا ويكون فيها سكن له فيحرم منها في الآخرة. ؟

هل في القرآن ما يشير إلى وجود الليل والنهار في الآخرة ؟
للحديث بقية ..

هل في القرآن ما يشير إلى وجود الليل والنهار في الآخرة ؟

يقول الله تعالى : { قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا {10} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا {11} مريم .
هل يكون بكرة (التي هي أول ابتداء النهار ) إلا بعد ليل سابق؟
وهل يكون بعد انتهاء النهار بالعشي إلا ليلاً بعده لاحق ؟
بكرة وعشيًا في هذه الحياة الدنيا.

وفي السورة نفسها يقول الله تعالى بأن في حياة المؤمنين في الجنة بكرة وعشيًا؛
: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا {62} تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا {63} مريم .
أما عن أصحاب النار في الآخرة؛
يقول الله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ {49} غافر.
إذا كان النهار (اليوم) سرمديًا يوم القيامة على الكافرين ..
فكيف يطلبون أن يخف عنهم يومًا واحدًا ...
فالأيام عليهم متعددة وتتكرر باستمرار ..
هذا ما يصرح به القرآن الكريم في آياته ..
هناك ليل ونهار على المؤمنين وعلى الكافرين
وكم من ليل حار لم يستطع الناس النوم فيه
فكيف بحر جهنم ؟!!

وللحديث بقية عما ورد في الأحاديث ....
وصحة ما ورد فيها

قال ابو إسحاق الحويني في تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد (1/ 259)
208- وأخرج البزار أيضاً (3517) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب، ثنا محمد بن يوسف الفريابى، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قيل: يا رسول الله هل ينام أهل الجنة؟ قال: " لا، النوم أخو الموت "
قال البزار:
" لا نعلم أسنده من هذا الطريق، إلاَّ سفيان الثوري، ولا عنه إلاَّ الفريابى ".
قُلْتُ: رضى الله عنك!
فلم يتفرَّد به الفريابى، بل تابعه عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا الثورى بسنده سواء.
أخرجه الطبرانىُّ فى " الأوسط " (8816) وقال: " لم يرو هذا الحديث عن الثورى إلاَّ عبد الله بن محمد بن المغيرة".
قُلْتُ: رضى الله عنك!
ورواية البزار ير ُّد قولكْ، كما أن روايتك تردُّ قول البزار!! وسيأتى تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى (رقم 290) .
أما قولُ البزار - رحمه الله - أنه لم يسنده عن ابن المنكدر أحدٌ غير الثورى فمتعقبٌ أيضاُ، فتابعه يحيى بن سعيد الأنصارى، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ مرفوعاً.
أخرجه ابنُ عدى فى " الكامل " (6 / 2364) من طريق مصعب بن إبراهيم، ثنا عمران بن الربيع الكوفى، عن يحيى بن سعيد.
ووقع فى مطبوعة " الكامل ": " يحيى بن سلمة "!!
قال ابن عدى: " ومصعب مجهول ليس بالمعروف، وأحاديثُه عن الثقات .. انتهى كلام الحويني

أقول أن قصد البزار أنه لم يسنده إلى جابر عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الثوري ، ولا عنه إلا محمد بن يوسف، بسند صحيح ، ورجال معتمدون في صحة الأحاديث.
ولنا حديث خاص عن هذه الرواية.

وباقي أسانيد الروايات فيها أكثر من واحد من الكذابين المتروكين، والضعفاء، والمجهولين، ومن لهم رتب متدنية كمقبول أو صدوق حسن الحديث،

عبد الله بن محمد بن المغيرة، منكر الحديث ، متروك،
مصعب بن إبراهيم القيسي : مجهول منكر الحديث
نوح بن أبي مريم : كذاب هالك

سليمان بن عبيد الله الرقي الأنصاري : ضعيف الحديث
عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي : ضعيف الحديث
مقدام بن داود : ضعيف الحديث

عمران بن ربيع الكوفي : مجهول الحال
محمد بن أحمد : مجهول الحال
مقاتل بن إبراهيم العابد : مجهول الحال
إسحاق بن حكيم : مجهول الحال
عبد الله بن الحسن بن بالويه : مجهول الحال
يعقوب بن يوسف الحسن : مجهول الحال

عبد الله بن حامد بن رستم المزكي : صدوق حسن الحديث
عبد الله بن حيان : صدوق حسن الحديث
النضر بن هشام الأصفهاني : صدوق حسن الحديث
الحسين بن حفص الهمداني : صدوق حسن الحديث
عبد الرحمن بن علقمة السعدي : صدوق حسن الحديث

عبد الوهاب الخوارزمي : مقبول
علي بن العباس بن عثمان البرداني : مقبول
الحسين بن محمد البلهي : مقبول
محمد بن أبي بكر العنزي العنبري البلخي : مقبول
أحمد بن محمد بن أسيد : مقبول

فهؤلاء هم من ذكروا في أسانيد الأحاديث التي جاء فيها أن أهل الجنة لا ينامون
ولا يقوم على أسانيدهم شيئًا يصح ولا يعتد بشيء مما نقلوه

وقال أبو إسحاق الحويني في بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (2/ 525)
باب ذكر أحاديث أوردها على أنها متصلة
(521) وَذكر أَيْضا من طَرِيقه، عَن جَابر بن عبد الله، قيل: يَا رَسُول الله، أَيَنَامُ أهل الْجنَّة؟ قَالَ: " لَا، النّوم أَخُو الْمَوْت، وَالْجنَّة لَا موت فِيهَا ".
كَذَا ذكره وَسكت عَنهُ، وَهُوَ إِنَّمَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ غير موصل كَذَلِك، إِنَّمَا سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: يرويهِ الثَّوْريّ، فَاخْتلف عَنهُ.
فَرَوَاهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة، عَن الثَّوْريّ، عَن ابْن الْمُنْكَدر، عَن جَابر، وَكَذَلِكَ قيل عَن الْأَشْجَعِيّ.
وَرَوَاهُ يحيى بن الْقطَّان، وَابْن مهْدي، وَأَبُو شهَاب الحناط وَأَبُو عَامر الْعَقدي، عَن الثَّوْريّ، عَن ابْن الْمُنْكَدر مُرْسلا، وَهُوَ الصَّوَاب.
هَذَا مَا ذكره بِهِ من غير مزِيد فاعلمه.

وهذا أيضًا ما أعتقده
فلا يمكن أن ينسب شيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مخالف للقرآن
ولنا وقفة مع الرواية الوحيدة بسند يبدو أنها صحيحًا

كشف الأستار عن زوائد البزار (4/ 193)
بَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لا يَنَامُونَ
3517 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَنَامُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: لا، النَّوْمُ أَخُو الْمَوْتِ ".
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ إِلا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَلا عَنْهُ إِلا الْفِرْيَابِيُّ

هذه الرواية هي الرواية الوحيدة التي قد يستند فيها على صحة أن أهل الجنة لا ينامون،
ولو صحت فترد لأنها تخالف ما ذكر في القرآن
رجال الرواية جميعًا هم رجال الصحيح وكلهم ثقاة
والسند متصل لا انقطاع فيه
فأين الخلل في هذه الرواية ؟
الخلل ما كان بين البخاري والفريابي آخر عمره رحمهما الله.
عاش البخاري 52 سنة (194 – 256هـ)
ومات البخاري بعدالفريابي بـــ 44 سنة
أما الفضل بن يعقوب وهو من رجال البخاري أيضًا مات بعد البخاري بسنتين عام: 258هـ
وكان موطنه بغداد ومات فيها
أي مات بعد الفريابي بـــ 46 سنة
أما محمد بن يوسف الفريابي فعاش 92 سنة ما بين (120 - 212 هـ)
وتنقل بين فاراب موطنه الأول والكوفة ومكة وقيسارية على الساحل الفلسطيني التي مات فيها
لما توفي شيخ البخاري؛ محمد بن يوسف الفريابي كان عمر البخاري 18 سنة.

وقبل موت الفريابي بسنة؛ أي في سنة (211 هـ)
كان البخاري في قيسارية عند شيخه الفريابي؛
وقال أبو بكر الأعين : كتبنا عن البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي، وما في وجهه شعرة
فقلنا: ابن كم أنت؟ قال: ابن سبع عشرة سنة.
وقد نقى البخاري كتب الفريابي قبل موته في زمن إقامته عنده في قيسارية
وقد قال للبخاري أكثر من عالم من شيوخ البخاري : مر على كتبي فاثبت ما شئت واطمس ما شئت.
لما رأوا قدرة البخاري في تمحيص الأحاديث وبيان الحق من الزائف فيها.
وقد اعتمده البخاري شيخًا له بعد تنقية كتبه لما رأى فيه من علم وتقوى وورع .
فقد كان أشياخ البخاري ينتفعون به،
قال البخاري: "ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به"
وقد أدرك هذا الامتياز أساتذته الكبار وقدّروه حتى منذ صغره.
يقول البخاري: دخلت على الحميدي وأنا ابن ثمان عشرة سنة يعني أول سنة حج فإذا بينه وبين آخر اختلاف في حديث فلما بصر بي قال جاء من يفصل بيننا فعرضا علي الخصومة فقضيت للحميدي وكان الحق معه.
ولذلك : روى البخاري في صحيحه عن شيخه محمد بن يوسف الفريابي : 105 أحاديث.
منها 70 حديثًا عن سفيان الثوري
وهذه نسبة كبيرة من الأحاديث لشيخ واحد
من 1080 شيخًا تلقى البخاري عنهم العلم .
وقال عن الفريابي هو أفضل أهل زمانه عن سفيان الثوري.
ولم يكن في روايات البخاري الحديث المذكور أن أهل الجنة لا ينامون.
وترتيب الأحداث يدل على أن البخاري قد أسقط الحديث من عند الفريابي إن كان ثبته في كتبه،
لما نقى كتبه لما يعلم من عدم صحة رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم ومخالفته للقرآن،
وقد يكون تخلى الفريابي عنه من قبل ذلك.
ويكون سماع الفضل بن يعقوب من الفريابي سماع قديم وهو من أهل بغداد.
وهذا الحال خفي على علماء صححوا الحديث لصحة ما يرونه من السند
وأصحاب الحديث يتراجعون عن تصحيح حديث أو تضعيفه إذا بدا لهم ما كانوا يجهلونه من قبل وخالف الرأي الذي كانوا عليه.
ويرفضون إعادة روايته كما كان يفعل الإمام مالك.
ولذلك لا اعتماد في هذه الرواية لتصحيح هذا القول الذي هو في حقيقته مخالف للقرآن

والناس من طبعهم يحبون الغرائب والعجائب
وبقاء أهل الجنة في صحو دائم في نهار سرمدي هو من الشقاء وليس من ازدياد التنعم بالجنة.
وقولهم لا يجوز النوم عن نعيم الجنة، وكأن النعيم سينفذ، وعليهم الاستفادة منه والتمتع به قبل فوات الأوان
بل إن النوم راحة ونعمة من الله للناس في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة.
ويجدد لهم النشاط وزيادة الاستمتاع بنعيم الجنة.
والله تعالى أعلم

لا يذكر اليوم ولا النهار ولا الليل مع ذكر الجنة
والسبب في ذلك سبب التسمية
وسبب التسمية يتنافى مع حال أهل الجنة ..

فسبب تسمية اليوم من التغير الشديد في الحال؛
فلتغير ظلام الليل إلى ضياء النهار يحمل النهار اسم اليوم بصفته ...
ولتغير حال الكافرين عما كانوا عليه في الدنيا يذكر اليوم كثيرًا مع حالهم التعيس ..
وللتغير الشديد يوم القيامة سمي بيوم القيامة

أما أصحاب الجنة فقد عادت لهم حياتهم وأزواجهم وكل ما كان لهم في نعيم في الدنيا وزيادة
فلا ذكر لليوم كثيرًا مع استمرار حالهم السابق في الدنيا في الآخرة..
وإذا ذكر اليوم فللتغيير الكبير في كثرة النعيم وتنوعه ومتعته.

أما النهار فقد سمي لأنه ينهر الناس من نومهم للقيام إلى أعمالهم
ولا عمل لأهل الجنة حتى يفيقوا لأجله.

أما الليل فقد سمي لتساوي البعيد والقريب في الظلمة وانحصار متابعة التحول لأي حركة أو تغيير فيه
وهذا ما يولد وحشة وخوفًا من المجهول في ظلمة الليل
وأصحاب الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

فإذا استطاع الإنسان ازالة وحشة الليل بهذه الإنارات الليلية
فما بالك إذا كانت الجنة هي دار الأنس الأخروي..

ورزق أصحاب الجنة في أول النهار بعد ليل
وآخر النهار قبل الليل .... غير التفكه بما طاب ولذ من الفواكه
ويذكر ذلك بعد نفي سماعهم اللغو ولا يسمعون إلا سلامًا سلامًا
قد يربط ذلك بتمتعهم بالنساء ليلاً
والله سبحانه وتعالى أعلم

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ {206} الأعراف.
وقال تعالى : {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ {38} فصلت.
وقال تعالى : {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ {19} يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ {20} الأنبياء

أليس في هاتين الآيتين أيضًا
وجود الليل والنهار. هناك
أم هو قياس بما عندما من الليل والنهار