القول في أن الأمر بين الكاف والنون ...
قال تعالى
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
(يسن 82)
وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.
وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".
وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".
وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:
لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون
لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.
فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".
وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.
كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
:emo_m1:
بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ ...
بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ ...
أخي الأستاذ الدكتور محمد الريفي،
أما بالنسبة لأبيات الشعر موضوع البحث فهي موجودة في الموسوعة الشعرية، وقد اختلف في نسبتها حيث نسبت في الموسوعة نفسها وفي الوقت نفسه إلى كل من علي بن أبي طالب رضي الله عنه من العصر الإسلامي، وعبد الله بن المبارك من الفترة الأموية العباسية، ومحمود الوراق من الفترة العباسية. علما بأني وجدت أن عبارة "بين الكاف والنون" قد وردت أيضا في شعر منسوب إلى الشاعر المغربي الأندلسي لسان الدين بن الخطيب إذ يقول:
وَردَّنِي لِبِلاَدِي شَاكِراً لَكُمُ *** بِأَمْرِ رَبِّي بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّونِ
وأيا كان قائل هذه العبارة، فهي بدلالة هذه الأبيات الشعرية اللغوية التراثية واستنادا إليها عبارة عربية بليغة سليمة من الناحية اللغوية، فضلا عن استنادها إلى الآيات القرآنية، وتناسبها مع بلاغتها، واتفاقها مع معانيها.
قولنا أمره بين الكاف والنون مثل قولنا أمره مع الكاف والنون، وهذا يعني لا يمكن لزمان أن يفصل بين أمر الله والكينونة.
دمتم بكل خير، والله أعلم،
منذر أبو هواش
اقتباس:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية ص76 :
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون : ( يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم ، والصواب : ( يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً ، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون ؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً.
وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون). إن قوله: (فيكون) تفريع على قوله (يقول) وليس جزاء لقوله تعالى (كن)، لأن الكون بعد الفاء، هو نفس الكون المأمور به لا جزاءه المترتب عليه، وتوهم أنه جزاء لذات الطلب أو ملكوت مع الطلب مدفوع، بأنه لو صح لوجب أن ينصب مع أنه مرفوع.
اقتباس:
تفسير (كُنْ فَيَكُونُ)
هذا التعبير ورد في آيات عديدة منها الآية 47 و59 من سورة آل عمران، والآية 73 من سورة الأنعام، والآية 40 من سورة النحل والآية 35 من سورة مريم، والآية 82 من سورة يس،و غيرها، والمراد منها الإِرادة التكوينية لله تعالى وحاكميته في الخليقة.
المقصود من جملة (كُنْ فَيَكُونُ) ليس هو صدور الأمر اللفظي «كُنْ» من قبل الله تعالى، بل المقصود تحقق إرادة الله سبحانه حينما تقتضي إيجاد شيء من الأشياء، صغيراً بحجم الذّرة كان، أم كبيراً بحجم السماوات والأرض، بسيطاً كان أم معقداً، دون أن يحتاج في ذلك الإِيجاد إلى أية علّة اُخرى، ودون أن تكون هناك أية فترة زمنية بين الإِرادة والإِيجاد.
لا يمكن للزمان أن يفصل بين أمر الله والكينونة، ولذلك فإن الفاء في جملة «فَيَكُون»، لا تدل على تأخير زمني كما هو الحال في الجمل الاُخرى، بل إنها تدل فقط على التأخير في الرتبة (الفلسفة أثبتت تأخر المعلول عن العلة، وهذا التأخر ليس زمنياً، بل في الرتبة
ليس المقصود أن الشيء يصبح موجوداً متى ما أراد الله ذلك، بل المقصود أن الشيء يصبح موجوداً بالشكل الذي أراده الله.
على سبيل المثال، لو أراد الله أن يخلق السماوات والأرض في ستة أيّام، لكان ذلك، دون زيادة أو نقص، ولو أراد أن توجد في لحظة واحدة لوجدت بأجمعها في لحظة واحدة، فذلك تابع لكيفية إرادته ولما يراه من مصلحة.
ولو شاء الله أن يبقى الجنين في رحم أمه تسعة أشهر وتسعة أيّام ليطوي مراحل تكامله، لما زادت هذه المدة وما نقصت. أمّا لو شاء أن يطوي هذا الجنين مراحل تكامله خلال لحظة واحدة لحدث ذلك قطعاً، لأن إرادته علّة تامّة للخليقة، ولا يمكن أن توجد فاصلة بين العلة التامة ووجود المعلول.
:fl:
حول العلاقة بين أمر الله والكاف والنون ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي
أخي الفاضل الدكتور منذر أبو هواش،
إذا خيرني أحد بين العبارة "أمره بين الكاف والنون" وبين "يقول له كن فيكون" فسأختار الثانية، وهذا أحوط في جميع الأحوال. بقي أن أعبر عن رأيي بأن نفاذ أمر الله عز وجل ليس له علاقة بالكاف ولا بالنون، فأمر الله عز وجل لا هو بينهما ولا معهما ولا بعدهما.
مع خالص الود والاحترام والتقدير
أخي الأستاذ الدكتور محمد الريفي،
وأما قولك: " إذا خيرني أحد بين العبارة "أمره بين الكاف والنون " وبين " يقول له كن فيكون " فسأختار الثانية " فهو من البدهيات التي لا يختلف عليها مسلمان، وذلك لأن كلام الله يعلو ولا يعلى عليه، وكلام الله فوق كل كلام، وما ظننت أن إيمان مسلم يصح إن هو لم يؤمن أولا بهذه البدهية ...!
لكنني أعتقد أن الحظ قد جانبك، وأن العبارة قد خانتك، وأنك لم تكن موفقا إذ قلت: " نفاذ أمر الله عز وجل ليس له علاقة بالكاف ولا بالنون، فأمر الله عز وجل لا هو بينهما ولا معهما ولا بعدهما " ...!!!
فكيف - بالله عليك - تنفي العلاقة بين أمر الله والكاف والنون (كن) بكل هذه البساطة والسرعة ...؟ وبكل هذه الثقة وهذا الاعتداد بالنفس ... وقد ربط الله بينهما بشكل واضح صريح ومتكرر وفي أكثر من آية ...؟
ليست لدي أية شكوك في إخلاصك أو في سلامة نواياك ... لكنني أعتقد يا أخي أنك كنت متسرعا ... وأنك لم تكن دقيقا بما يكفي ...
ودمت بكل خير ... وبالله المستعان ...
منذر أبو هواش
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي
الأخت الفاضلة حنان الآغا،
الأخت الفاضلة هبة اللحام،
سعدت بمروركما، فبارك الله فيكما.
لا أدري لماذا يحاول بعض الناس استخدام تعبيرات لم ترد في القرآن الكريم، فقد ورد في القرآن الكريم تعبيراً واضحاً لا شبهة فيه:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40
{مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }مريم35
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82
{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }غافر68
بعد كل هذه الآيات الكريمة، لماذا نحاول أن نأتي بتعبير آخر غير التعبير الذي ارتضاه الله عز وجل ؟!!
لذلك يكفي أن نقول "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" دون محاولة إعادة صياغة...
والله تعالى أعلم
لا إله له التصرف إلا الله ...
لا إله له التصرف إلا الله ...
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
(يونس 69)
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
(البقرة 79)
الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي
لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.
لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.
إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟
لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.
وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.
إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.
قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.
أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.
منذر أبو هواش
:emo_m17:
لا إله له التصرف إلا الله ...
لا إله له التصرف إلا الله ...
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
(يونس 69)
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
(البقرة 79)
الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي
لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.
لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.
إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟
لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.
وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.
إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.
قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.
أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.
منذر أبو هواش
:emo_m17:
لا إله له التصرف إلا الله ...
لا إله له التصرف إلا الله ...
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ
(يونس 69)
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ
(البقرة 79)
الأستاذ الشيخ مصطفى الهادي
لا أعرف المقصود من لقب الشيخ الذي يسبق اسمك الكريم، ولا أعلم على أي مذهب من المذاهب أنت. وأما بالنسبة إلي فلست شيخا ولا عالما ولا متخصصا، وإنما أنا مسلم على باب الله، وما زلت طالب علم.
لم أسمع بهذه المقولة من قبل، ولم أستطع العثور عليها في المصادر المعتبرة الموثوقة لأهل السنة والجماعة، ومما زاد في ارتيابي أنكم تقدمونها على أنها حديث قدسي من دون تخريج ومن دون أي إشارة إلى أي سند أو مرجع إسلامي معروف كما تقتضي الأصول المتبعة في مثل هذه الأحوال، علما بأنني أشك في قدرتكم على تقديم مثل هذه المعلومات لأنني أشك في وجودها أصلا.
إن الآيات الكريمات التي أوردناها بأعلاه تدل كلها على ألوهية الخالق وعظمته، وتثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الإرادة والتكوين بمقتضى قوله تعالى "كن فيكون" إنما هي أمر الله وحده الذي لا ينبغي لأحد غيره من خلفه، وأنها من القدرات التي لا تنبغي إلا لله القادر على كل شيء، فمن يقول للشيء كن فيكون ينبغي أن يكون إلها، فكيف يكون إله مع الله ...؟
لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى أن يجعل معه إلها آخر، ولا يليق بجلاله سبحانه وتعالى إلا ما يليق بجلاله، وقدرته سبحانه وتعالى لا تتعلق إلا بما يليق بجلاله، وما لا يليق إلا بجلاله سبحانه وتعالى لا يجوز ولا يمكن أن يعطى لغيره، ومن يعتقد أن أحدًا غير الله يفعل ما يشاء, ويخلق ويفني بقول كن، فلا شك في كفره وشركه.
وعلى الرغم من معلوماتي المتواضعة فإنني أرى أن هذه المقولة جد خطيرة، بل أعتقد أنها مدسوسة على كتب بعض من يعتقدون أن شيوخ الصوفية يتصرفون في الأكوان، ويُميتون ويُحيون، وقد قرأنا في الكتب المنسوبة إلى مشاهير شيوخ الصوفية عن عجائب وخرافات كثيرة مدسوسة، وقرأنا عبارات شبيهة بالعبارة موضوع البحث منسوبة إلى الشيخ أحمد الرفاعي مثل عبارة: "إن الولي يصل إلى درجة يقول فيها للشيء كن فيكون" (صفحة 85 من كتاب إرشاد المسلمين)، وفي بعض كتب الرفاعية ذكر أن الشيخ الرفاعي كان يقول : إن الولي يصل إلى مرتبة تكون في إرادته شعبة من الإرادة الإلهية بحيث يقول للشيء كن فيكون، كما أن بعض الصوفية نسبوا إلى الشيخ الشعراني قوله أنه أعطي أن يقول للشيء كن فيكون، وأنه قال: "مما منَّ الله به عليَّ أن أعطاني قول ( كن ) فلو قلت لجبل : كن ذهبًا لكان"، والعياذ بالله.
إن بعض من داخلت قلوبهم عقائد الوثنية يعظمون الأشخاص أكثر مما يعظمون الله تعالى, ويصفون شيوخهم بصفات الألوهية, ويعتقدون أنهم يفعلون ما يشاؤون، ويتخذونهم آلهة باعتقاد أنهم يقولون للشيء كن فيكون، فلا يبقون دينا ولا عقيدة.
قال ابن تيمية: لا إله له التصرف إلا الله, ولا دين إلا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.
أسأل الله لي ولكم الهداية، وبالله التوفيق.
منذر أبو هواش
:emo_m17: