رد: هل يرى الحجرُ الحجرْ ...
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديب الفاضل أحمد مراد عارف...
تحية و سلام
حقا هي الأفعال التي تمارسها الأعضاء و الأطراف قد لا تكون هي التي يريدها الفاعل أو القائل و مع دلك هو يستعملها حتى إذا ما أطلق ما لديه من قول أو فعل انتظر بشكل أو بآخر ردة فعل الآخر...على اعتبار أنه لا يخاطب نفسه بقدر مخاطبته للآخر الذي قد يشاركه نفس الأسئلة و نفس الرجاء و نفس الطموح...و لكن قد يختلف التعبير و السياق كما تختلف البصمات التي لا تجد لها نظيرا على الإطلاق عند الآخر...
فهل يرى الحجر الحجر...الجميل و الرائع بل المدهش في الحجر هو منه من يتفجر منه الأنهار و منه من يشقق فيخرج منه الماء و منه من يسقط من خشية الله كما ورد في الذكر الحكيم...
يقول الحق جل و علا:"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَظ°لِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً غڑ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ غڑ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ غڑ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ غ— وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)سورة البقرة...
فالإنسان الذي يمر أمام العديد من الآيات ثم لا يعيرها اهتمام أو تساؤل أو غير ذلك من التدبر و التفكر و التأمل تستهويه المادة بكل تجلياتها و أشكالها و جاذبيتها و هنا بيت القصيد...جاذبية المادة التي تملأ الشبكية و لا تترك للنور منفذا حتى يملأ القلب ضياء...
فلو تفحص الإنسان هذا الفعل في سياقاته المتعددة المعجمية و الاصطلاحية لانفتحت أمامه العديد من الأقفال التي تحجب عنه الحقيقة و لاستقام تفكيره و لأعطى لكل شيء ما يستحق على قدر القيمة التي يحملها في الدنيا و الآخرة...
يقول الحق جل و لا:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ غ– لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا غڑ أُولَظ°ئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ غڑ أُولَظ°ئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) سورة الأعراف.
فهل الغفلة و الإعراض و عدم وضوح الرؤية هي من بين الاسباب التي تحجب الحقيقة عن الإنسان فيصبح كالحجر في صلابته مع العلم أن الحجر يسبح بحمد ربه و يخشى ربه من فوقه...
تحيتي و تقديري...