المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى كوتاهيالي
السلامُ على أديبنا الأُستاذ أَحمد المدهون
أشكُرُ لَكَ هذه المشاركة الطيبة البناءة
إن هذه المقالة هَيَجَت مشاعري وأيقَظَت في نارَ ألَم على واقع مرير يخص
جُزءاً من بلاد المسلمين
الأندَلُس وما أدراكُم ما الأنَدَلُس !!!
أرضٌ من بلاد المسلمين أُحتُلَت في الثاني من ربيع الأول لعام 897 هجرية الموافق للثاني من كانون الثاني لعام 1492 ميلادية
والذي يصادفُ ذكراهُ اليوم
طالما استوقفني شعرُ أبي البقاء الرندي :
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ولا يدوم على حالٍ لها شان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
ومما يزيدُ حسرتي وألمي ما أَجدُ اليومَ من جهل شباب المسلمين بتاريخ وحضارة الأندلُس
الذي يحملونَ أَعلامَ أندية برشلونة ومدريد
يُصَفقونَ لَهُم ويتشاجرونَ من أجلهم
وَلو سألتَهُم من اخرُ ملوك الأندلس أو من فتحَ الأندلُس أو متى سقَطَت الأندلُس لما عرفوا
ولَما أجابوا !
عُذراً للإطالة لكنَ الموضوعَ يستحقُ الكثيرَ لأَهميته
تحيتي وتقديري
عيسى كوتاهيالي