يقول الفيلسوف الفرنسي إريك فايل:
" إذا كان الإنسان عاقلا فالناس ليسوا عقلاء"
بانتظار مداخلاتكم، ومناقشاتكم.
عرض للطباعة
يقول الفيلسوف الفرنسي إريك فايل:
" إذا كان الإنسان عاقلا فالناس ليسوا عقلاء"
بانتظار مداخلاتكم، ومناقشاتكم.
إريك فايل Éric Weil :
(1904-1972) فيلسوف ألماني درس الفلسفة في فرنسا وأخذ الجنسية الفرنسية. من أهم أعماله "منطق الفلسفة".
وهذا تعريف به في الموسوعة الحرة ويكيبيديا باللغة الفرنسية (إضغط هنا)، ولنا طلب من زملائنا الذين يتقنون الفرنسية بالتلطف بترجمتها لنا بالعربية، لتعم الفائدة.
شاكرين لطفكم ونجدتكم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
الأستاذ أحمد المدهون المحترم
شكراً على هذا الطرح وعلى دعوتك للمشاركة.
سأحاول معرفة ما قصده الفيلسوف من عبارته تلك.
الإنسان الطبيعي كائنٌ مادي والعقل جوهر لا مادي. هذا الجوهر المعنوي (العقل) يلزمه أداة للعمل من خلالها (الجسد)، ومتى اقترن العقل بالجسد، وكان الإقتران توافقياً ومتوازناً نستنتج إذ ذاك أن ذلك الإنسان هو عاقل من حيث التفكير الموزون والتحليل المنطقي وكبح النزوات الذميمة والنزعات غير السليمة، ونقل العناصر المفيدة من تجاربه إلى الآخرين كي يستفيدوا منها مثلما استفاد.
هذا هو الإنسان الذي أراه عاقلاً في معادلة الفيلسوف فايل.
أما قوله (فالناس ليسوا عقلاء) فبإمكاننا الإستنتاج أن الناس لا يفكرون – ككل - مثلما يفكر ذلك الإنسان العاقل. ونظراً لاختلاف تفكيرهم فلا بد أن نظرتهم للحياة وللناس تختلف أيضاً، وكذلك دوافعهم ورغباتهم والقوى التي تحرّكهم. هذا لا يعنى أنهم غير عقلاء، بل أرى أن المقصود من العبارة هو تباين نسبي في (العقل) أو (توظيف الملكات).
هذا الإنسان العاقل، قد يكون أيضاً حسّاساً، يشعر بشعور الآخرين، ويتألم لآلامهم كما لو كانت آلامه الخاصة، وقد يمتلك عواطف متأججة، يتفهم الضعف الإنساني، ويذوب حسرة للمظلومين والبائسين، في حين لا يجد الناس ضيراً من استغلال بعضهم البعض دون رادع أو وازع من ضمير...
أعتقد أن الفيلسوف ينظر إلى الإنسان كفرد مستقل بتفكيره وأحاسيسه وإرادته ونظراته ووجدانه وقدراته الفطرية وأعماقه اللامتناهية. إن كان هذا ما قصده، فطبيعي أن الوعي متفاوت بين إنسان وآخر، ولا يمكن قياس المجموع على الفرد، لا سيما إن كان ذلك الفرد واثقاً من نفسه، مدركاً لقدراته.. أو بتعبير الفيلسوف (عاقلا).
تحياتي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
الأخ الفاضل أحمد المدهون
عبارة تنطق بالحكمة في مصحة العقلاء
تعبّر عن إعتزاز الأنسان بنفسه وبتقيمه لذاته حتى تأخذه الطيبة الى أن يرى الناس يشبهونه ويطابقون أفكاره وميولهِ
وهذا الأمر غير صحيح فالأطباع تختلف والأذواق تختلف والثقافة, والخلفية الأجتماعية ,والبيئية ,والتكوين الشخصي,
والأخلاق, كلها تختلف وعلى الأنسان أن يقيس هذه الأمور ويضعها في الحسبان عند تعامله مع الآخرين لكي
لايقع في المحظور ولايصدم وهذا القول يجب أن يأخذ به الأنسان المفرط في تحسسه ورقته وطيبته الذي
يرى العالم وردياً نقياً فلابد له أن يكون حذراً ويوازن بين تقيمه لنفسه وتقيمه للآخرين.
شكراً لك أستاذنا الفاضل على أتاحة الفرصة للنقاش
فائق احترامي وتقديري
الأستاذ الفيلسوف محمود عباس مسعوداقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود عباس مسعود
تحليل منطقي، وأفكار منظمة، وعبارات مسبوكة، وإغناء للحوار، كما عهدناكم دوماً.
طبتم، وطاب مسعاكم.
أخي الفاضل أستاذي أحمد المدهوناقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
لقد ميَّز الله تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات بالعقل، وميَّز سبحانه وتعالى كلاً من بني الإنسان على غيره بنسب من أيٍّ من القدرات، والتي منها العقل والرجوع إليه (إلى العقل)، والإنسان (أيُّ إنسان) هو واحد من الناس، يجب عليه (إن أعمل عقله في أمر ما) ألاَّ ينسى أو يتناسى قدرات غيره، فقد تكون أفضل مما لديه، وقد تكون أقل، فالناس مخلوقون درجات في كل شيىء.
لست فيلسوفاً، ولم أدرس الفلسفة، ولا أعرف الفرنسية (وأتمنى لو كنت تعلمتها)، ولكنني أرى (بكل تواضع) أن النص الذي ورد عن قول الفيلسوف الفرنسي إريك فايل: "إذا كان الإنسان عاقلاً فالناس ليسوا عقلاء" غير دقيق، وأراه أنسب لو عدِّل مثلاً إلى ما يلي أو ما يشابهه في محتواه من معنى: "إذا كان الإنسان عاقلاً فليس كل الناس عقلاء"، أو "إذا كان إنسان ما عاقلاً فليس كل الناس على مستواه"، أو ما إلى ذلك .....
هناك مثل يقول ما معناه: "كل إناء ينضح بما فيه"، فربما يفكر إنسان ما (يتحلى بأخلاق عالية) أنَّ غيره بمثل أخلاقه، وليس ذلك (أيضاً) دقيقاً، إذ تدخل هنا النسب والتناسب والنسبية التي تختلف بالمقادير بين واحد وآخر. وربما يفكر إنسان أخر غير سويٍّ، فيظن أو يتعامل مع آخر بمثل ما يحس به من معايير في نفسه، وباختصار أعود وأقول: " تتفاوت المعايير بين عاقل وآخر سواء أكان عاقلاً أو غير عاقل.
ولقد سبقني كل من أستاذي محمود عباس مسعود وأستاذتي أريج عبد الله بمشاركة واعية لكل منهما أوافقهما على ما رأيا فيهما.
ومنكم جميعاً نتعلم.
الأخت الكريمة أريج عبدالله،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج عبد الله
تحليل راقٍ ينم عن وعي ذي مستوى عالٍ.
ما يفرق بين إنسانية الإنسان ككائن حي، وحيوانية الحيوان ككائن حي أيضاً، هو العقل. وعقلانية الإنسان، تقوده إلى فعل ما هو حسن، وتجنب ما هو قبيح، فإذا أغرق في القبيح، وقتل واعتدى وانتهك الحرمات، فقد إنسانيته التي ميزته عن بقية الكائنات الحية، وقاسمهم الميزة المشتركة ... اللاعقلانية.
تقبلي تحياتي
إذا كان الإنسان مُعَداً لأن يكون عاقلاً ...
فإن الناس لم يبلغوا تلك المرتبة بعدْ ,
من كمال العقل و إنفاذ تدبيره و الحياة حياة كاملة لا حياة حيوانية ناقصة
بلا عقل . ..
و يمكن ترجمتها إلى ما يلي :
إذا كان الله تعالى خلق الإنسان مؤمنًا بالفطرة .
فما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ...
لتقصيرهم و لاستجابتهم لدعوات الشيطان الَغرور .
تحياتي للأساتذة الكرام .
علاء .
عيدكم مبارك و كل حول ونحن و إياكم عقلاء مؤمنون . بالله الواحد الأحد طبعاْ .
الأستاذ الرائع علي حسن القرمة،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي حسن القرمة
بدايةً أعتذر عن تأخري عليك في الرد،
مداخلتك أثرت المناقشة، واقتراحك في التعديل على عبارة إريك فايل، بحسب قراءتك لها، هواقتراح في مكانه. ولكن يبدو أن المقصود غير ذلك ؛ ((فإذا كان الإنسان مُعَداً لأن يكون عاقلاً ، فإن الناس لم يبلغوا تلك المرتبة بعدْ)) [كما أشار إلى ذلك الأستاذ علاء خير بعد مداخلتك] وذلك عند رؤية القتل والدمار والإعتداء والعنف والعنف المضاد، الذي عم وانتشر.
مع كل الشكر والتقدير لك،
وتقبل فائق التحية
الأستاذ علاء،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء خير
أراك حلّقت هنا في تحليلك للعبارة، ومقاربتك رائعة.
تقبل بالغ تحياتي.
" إذا كان الإنسان عاقلا فالناس ليسوا عقلاء"
لكل انسآن قناعات..
فـ غالباً مانرى من لديهم ثقه كبيرهـ في النفس..
حيث انه يرى نفسه وحده هو اللذي يستطيع ان يدير ماحوله
وحده الذي يملك التفكير في المشاكل..والغير لآ يجيدهـ
ويندرج هذا التفكير تحت الخط الاحمر من الثقه
فحيث مايرسخ الانسان بعقله انه عاقل ويدير شئون نفسه بنفسه ويتحكم في مسؤلياته بشكل صحيح
ولآ يحتآج لآين كآن ليسآعدهـ
فهو عاقل والناس ليس عقلاء بنظره تلقائياً دون ان ينطق بهذه المقوله..
شكراً لك اخي على الطرح..
الأستاذة لجين الشمري،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجين الشمري
أشكر لك هذه المشاركة، والمناقشة.
هي قراءة بطريقة مختلفة للعبارة، ربما لم تكن هي المقصودة تماماً لدى قائلها. ولكنها مقاربة محتملة للنص.
أسعدنا حضورك،
ودام المسعى والمراد.
أخي احمد المدهوناقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
أشكرك على هذه الإضاءة النوعية واسمح لي بأن أبتعد قليلا عن هذا الخطاب الأخلاقي الوجداني الذي وجدته يلامس القولة ولا يلج جوهرها.
قد تكون كلمة العقل قد اجتذبت بعض الإخوان ليدلوا بدلوهم في الموضوع لكنني أرى أن جوهر المسألة في البناء اللغوي الذي خص به إيريك فايل جملته الشهيرة. إننا هنا حيال بناء شرطي كان الشرط فرعا "الإنسان"و الجواب" الناس"أصلا. ولا يفوتنا أن ننبه إلى أن الجملة تقدم قياسا أرسطيا بامتياز قياسا في البلاغة لا في الرياضيات التي تستعمل البرهان.
لست فيلسوفا لكنني أشتم روح السخرية في قولة الفيلسوف الفرنسي الذي جعل القياس معكوسا فقد بدأ بالفصل قبل الجنس وانتهى إلى هدم العلاقة الرابطة بينهما فالعادة أن ينتهي الاستنتاج إلى تأكيد المقدمة لكننا هنا شهدنا الاستنتاج يؤول إلى نتيجة عكسية فإذا كان قد افترض عقلانية "الإنسان" فإنه نفاها عن الناس وهذا طبعا تهشيم للمنطق الأرسطي الذي بني على القياس.
و لعل الفيلسوف الفرنسي قصد بطرح هذه القولة إلى تهشيم القياس الأرسطي الذي ينبني على كثير من المغالطة و "الاستبلاه" وينتهي إلى بناء علاقات لا منطقية باعتماد إحدى آليات المنطق، أقول لعله و انا في الحقيقة لست متأكدا ولا تربطني بالفلسفة جذور كبيرة.
لك مودتي واحترامي على طرح الموضوع
أخي الأستاذ الأديب منير الرقي،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير الرقي
يا سلام عليك !! ... إذن ، فجوهر المسألة في العبارة يكمن في بنائها اللغوي الشرطي، وهي تقدم قياساً أرسطياً معكوساً في البلاغة. .. وتقول أنه لا تربطك بالفلسفة جذور كبيرة.
رائعة هذه المناقشة العميقة التي أعطت للعباراً مذاقاً مختلفاً.
أشكرك ، وأعتذر لهذا التأخر غير المقصود.
لك المودة كلها.
الأستاذ الموقر / أحمد المدهوناقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون
تحية طيبة مباركة ، تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام ...
أشكرك أولا على اتاحة الفرصة لنا بالنقاش وسماع مداخلاتنا لتعم الفائدة ونستفيد من بعضنا البعض ...
راقت لي مداخلات الإخوة والأخوات حفظهم الله ...
ماهو العقل ياترى ؟ هل هو شيء محسوس ؟ وأين موقعه ؟ هل هو في الرأس أم في القلب ؟
قال تعالى : ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ ...
إذا جوهر الانسانية هو العقل الموجود في القلب ...
فإذا صلحت القلوب صلحت العقول ... والعكس صحيح ...
وهنا نعود لعبارة الفيلسوف " إذا كان الإنسان عاقلا فالناس ليسوا عقلاء "
سؤال : هل فعلا أن الانسان يملك قلبا عاقلا لا يزل أبدا ؟ فإن وجد فالناس عقلاء
وإن لم يوجد فالناس ليسوا مأهلين لأن يكونوا عقلاء <<< تبقى وجهت نظر ...
تحياتي ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة رعبوب
الأستاذة المكرّمة سميرة رعبوب،
بداية أرجو المعذرة على تأخر الرد؛ فقد سهوت عن المناقشة فترة طويلة.
أتعلمين ؟ لقد أثرتِ نقطة جوهرية تتعلق بمفهوم (القلب) كمستقر لـ (العقل)، بالإستناد إلى الحقيقة القرآنية التي أوردتِها في مداخلتك. وإليكِ هذه الدراسة التي تعالج هذه المسألة: أين مكان العقل ؟ [ ... الرابط ].
ولي عودة بعد الفراغ من قراءتها لاستكمال المناقشة.
أشكرك،
وبارك الله في جهودك.
تحيتي.
أشكرك أستاذ أحمد على الرابط استفدت منه كثيرا
في حياتنا نجد أناس يتمتعون بمقدار كبير من الذكاء والفطنة
ولكن قلوبهم جدا قاسية ولا تقبل الحقيقة مطلقا
وبالمقابل نجد أناس بسطاء جدا لا يتعمقون في تفاصيل الحياة ، قلوبهم بيضاء صافية ..
من ياترى يكون العاقل فيهم ؟
وهل يستلزم الذكاء والدهاء أن يكون الانسان عاقلا ؟!!
أتعلم : وصلت لهذا الرأي من خلال تتبع سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم : ألم يكن من أعقل الناس !؟
فالعاقل من أتصف بصفات النبي صلى الله عليه وسلم ... وليس الكل يستطيع ذلك إلا من وفقه الله تعالى ..
وتأمل أبو جهل كان يطلق عليه أبا الحكم لرجاحة عقله في الجاهلية ، ولكنه لم يقبل الحق فأسماه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا جهل ..
أعتذر لو ابتعدت عن النقاش ويبقى رأي محل صواب أو خطأ
أنتظر الإنتهال من ينبوع علومكم والله يرعاكم ،،
الله يكرمك يا أستاذة سميرة، وكل التقدير لمتابعتك المناقشة،اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة رعبوب
أعتذر لطول الإنقطاع عن هذه المناقشة التي أفدت منها، وفتحت آفاقاً رحبةً في الحوار.
نعم كان الرسول عليه الصلاة والسلام أكمل الناس عقلاً وأنقاهم سريرة وأحكمهم وأعدلهم، لذلك استحق أن يكون القدوة والمثال. وأنا أتفق مع ما وصلت إليه من اجتهاد ذي صلة بالمناقشة.
بارك الله فيك،
ولك فائق تقديري.