تغريدة الفجر ......صفية أكطاي الشرقاوي

تغريدة الفجر
في ذهول تأملت ليلة البارحة عشقا جارفا يتدفق من شلال الذات نحو المقام العالي:رأيتني وصلت القبة الشريفة وبها أطوف في انبهار..يعود إليَّ جزء بسيط من الصحو وتهدهد يد ساخنة على كتفي..تبشرني بقرب تاريخ السفر إلى الديار المقدسة.. أواصل طقوس العشق للعودة لضم(سين) وإخوته..وكل الأهل والأصدقاء..وتتنازع في دواخلي احتمالات لعشق كبير للحياة أوزعها بلا حساب على الكون..على أطفال بلا ثدي ولا مأوى، في بلدان عربية قوية كانت.. أواصل السير حافية القدمين ولا أعبأ بالشوك كما لما كنت طفلة في عطلة الصيف نقضيها في الزاوية وكنت أخرج للنزهة مع طفلات في سني في متنزه عبر حقول فيحاء لا يحدها الوادي..وقت الحصاد في فصل الصيف، وكنا نتمتع بأطول عطلة زمنية:ثلاثة أشهر..تستوقفني عشتار مالكة الشعر، ونوارس صديقتي أمينة غتامي وشعراء كثر..ع.ا بانتظاري..بمقهى المنظر الجميل.. أتوجه إليها برداء صيفي وقبعة على الرأس.. أرى الطريق الطويل يتحول بحرا هادئا تعلوه أمواج علقت بها ورقة..تتقدم نحوي تترجانيأتلقفها وأرفض..قلت لها في نبرة تصدح بالحنين.. أنت أمانة.. لدى قلم أصيل.. تحتويني عن بعد سواعد لظاه تنصهر في جرح المسافات تضمده..لا تبرحي مكانك..هناك..حتىأعود..ويعود لي تماهي الكتابات يبتكر مداه .


نص من كتاب ذاكرة حج ، الذي صدر مؤخرا في طبعته الخامسة

يبدو النص لي مقتطعاً من سياق ، له ماقبله ومابعده ، ولذلك فإن الحكم عليه لن يكون منصفاً ، لكن اللغة جميلة وأسلوب الكتابة يشي بمعرفة جيدة لآلياتها .. تحياتي .