سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
اللت والعجن: مفردتان متداولتان في أحاديثنا اليومية، فحيثما ذكرنا الّلتّ أتبعناها بالعجْن.
تقول لمن هو معروف بكثرة الكلام:
"...شو بلِتّ وبعجن"!!
"هات الصافي، بدون لتّ وعجن".
ولدينا في العالم الفضائي قنوات متخصصة في "اللت والعجن"، والشبكة العنكبوتية مليئة بمواقع "الدردشة" و "التواصل الإجتماعي" يغلب عليها "اللتّ والعجْن".
ساعد التقدم التقني في عالم الإتصالات، في انتشار ظاهرة "الّلت والعجْن"، والمستفيد الأكبر: شركات الإتصالات.
ويبدو أن ثقافة الّلت والعجْن سائدة في حياتنا على كافّة المستويات، ففي كثير من مناقشاتنا في المجالات المختلفة، وخاصة تلك المتعلقة بالقضايا ذات الصبغة الإجتماعية والسياسية نجد أنفسنا منغمسين بـ "الّلتّ والعجْن" دون الخروج برؤية واضحة، وقرارات صارمة، ننتقل بعدها إلى الفعل الحضاري.
سؤالنا:
ما هو التأصيل اللغوي لاستخدام "الّلت والعجْن" بالدلالة المذكورة؟!
بانتظاركم.
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
حياكم الله أستاذنا الكريم .. حقاً كل كلام هذه الايام ومعظم كتاباتها ( لَتٌ وعَجن !!؟؟) ، وتعبير عن إفرازات لقناعات مصلحية شخصية أو فئوية أو حزبية بعيدة كل البعد عن المنافع العامة للأمة !؟ .. فحسبنا الله ونعم الوكيل .. ونتمنى وكل أملنا أن تكون سحابة عابرة ، تأخذ معها إلى غير رجعة كل أمراض هذا الزمن الرديء .
* اللًت : بحسب المعاجم .. هو (السحق أو العجن ) .
* ويُقال : لَتً الشيء .. أي سحقه وفَتًه .
* لَتً .. يلُتُ .. لتاً ... والمفعول ملتوت .
* ولَتً الشخص بمعنى : تكلم كلاماً غير مفهوم أو مفيد .
* و يلُتُ ويعجن : تُقالُ للثرثار المُكرر لكلامه ، كالإسطوانة المشروخة .. وما عندنا من هؤلاء حدث ولا حرج .
ولَته حقه : بمعنى أنقصه ... تقول الآية 14من سورة الحجرات ( بسم الله الرحمن الرحيم .. وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلِتْكُم أعمالكم شيئاً .. صدق الله العظيم ) .
* في قريتنا يسمون الوعاء الخشبي الذي يهرسون به تبغ الأرجيلة ونسميها نحن ( الَمدَاعة ) ، يسمونه ( الْمَلَتْ ) ، وعندما يُطلب من أحد تحضير التبغ ، يُقالُ له ( لُتْ التبغ ) يافلان .. لكن هذه الكلمة هناك في قريتنا لا تُستعمل إلاً في هذا الموضع فقط .. وفي وصف ( الثرثار .. العجان في الكلام !!؟) .. أخلص التحيات لاستاذنا العزيز أحمد المدهون.
*
اللت والعجن بين عاجن الدقيق وعاجن الكلام ...
أخي الكريم
"اللت والعجن" (تشبيه تمثيلي) لا يقصد به "كثرة الكلام" فقط، بل هو تشبيه لصورة (عاجن الكلام) بصورة (عاجن الدقيق)، وتشبيه لحال هذا بحال ذاك، وتشبيه لكلمات (عاجن الكلام) الكثيرة التافهة المتشابهة والمكررة بحبات الدقيق من حيث كثرتها الملفتة وتشابهها الممل.
فعاجن الدقيق يلت الدقيق (أي يبسه بالماء أو بالسمن أو بغير ذلك) وهو يعجن ذلك الدقيق بشكل عشوائي من دون تنظيم ولا ترتيب، وهو يكرر نفس هذا العمل الممل والرتيب على وتيرة واحدة طوال عملية اللت والعجن، وعاجن الكلام أيضا يتعامل مع الكلمات بالشكل نفسه، فهو يتكلم بكلمات تافهة متشابهة في الغالب، وهو يكرر ويعيد ويزيد في هذه الكلمات بشكل عشوائي وغير منتظم، فلا فائدة منه، ولا طائل تحته.
ودمتم
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
أساتذتي الكرام سؤال جميل وجواب بليغ ورائع دمتم بخير دوما
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالواحدهواش
حياكم الله أستاذنا الكريم .. حقاً كل كلام هذه الايام ومعظم كتاباتها ( لَتٌ وعَجن !!؟؟) ، وتعبير عن إفرازات لقناعات مصلحية شخصية أو فئوية أو حزبية بعيدة كل البعد عن المنافع العامة للأمة !؟ .. فحسبنا الله ونعم الوكيل .. ونتمنى وكل أملنا أن تكون سحابة عابرة ، تأخذ معها إلى غير رجعة كل أمراض هذا الزمن الرديء .
* اللًت : بحسب المعاجم .. هو (السحق أو العجن ) .
* ويُقال : لَتً الشيء .. أي سحقه وفَتًه .
* لَتً .. يلُتُ .. لتاً ... والمفعول ملتوت .
* ولَتً الشخص بمعنى : تكلم كلاماً غير مفهوم أو مفيد .
* و يلُتُ ويعجن : تُقالُ للثرثار المُكرر لكلامه ، كالإسطوانة المشروخة .. وما عندنا من هؤلاء حدث ولا حرج .
ولَته حقه : بمعنى أنقصه ... تقول الآية 14من سورة الحجرات ( بسم الله الرحمن الرحيم .. وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلِتْكُم أعمالكم شيئاً .. صدق الله العظيم ) .
* في قريتنا يسمون الوعاء الخشبي الذي يهرسون به تبغ الأرجيلة ونسميها نحن ( الَمدَاعة ) ، يسمونه ( الْمَلَتْ ) ، وعندما يُطلب من أحد تحضير التبغ ، يُقالُ له ( لُتْ التبغ ) يافلان .. لكن هذه الكلمة هناك في قريتنا لا تُستعمل إلاً في هذا الموضع فقط .. وفي وصف ( الثرثار .. العجان في الكلام !!؟) .. أخلص التحيات لاستاذنا العزيز أحمد المدهون.
*
أستاذ عبد الواحد هواش،
أشكرك جزيلاً لهذه المشاركة الرصينة بما حوته من تفصيل وتأصيل.
لا عدمناك أيها الأديب.
فائق تقديري ومودتي.
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
موضوع رائع , واختيار نابه , وسأتحول به تحولا بعيدا عن التحليل اللغوي لأقترب من وضعنا هنا في (واتا) , فلا شك أن واتا فيها كثير من اللت والعجن وأعني باللت ما يفعله البعض من إضافة المواضيع التي تعجبه في مواقع أخرى هنا في واتا ينقلها نصا وفصا وبكثرة ويشير إلى أنه منقول , وأتساءل ما الذي أضافه إلى محتوى الشبكة غير التكرار , نعم الدال على الخير كفاعله , لكن لو خُصص موضع لمن يريد أن يدل على هذا الخير من ( المختارات ) , وتركت المساحة لمن يريد أن يكتب موضوعا ذاتيا يعبر به عن فهمه لموضوع ما أو رأيه في موضوع آخر وكان غالب ما يُكتب في واتا في هو طرح العقول وليس مستحسنات النقول = لو تمَّ ذلك لكانت مطالعة واتا أكثر متعة وأشد جذبا وإثارة للنقاش . وأما العجن فأعني به هذا الذي يسرق المقال من هنا أو هناك ثم يتعمد تشويهه ببضعة كلمات فارغات لتصح نسبتُه إليه فهو يعجن ما يسلبه ويخلطه بشيء من عنده , وهذا والحمد لله هنا قليل .
أعجبني تقسيم في موقع متميز لإخواننا الليبيين يقوم موقعهم على عمد ثلاثة , عمود للمختارات تنقل فيه الموضوعات المتميزة من الشبكة وتختار بعناية ويشار إلى موقع النقل الأصلي , وعمود ثان للمتن وفيه طرح عقول كتاب الموقع وزبدة أفكارهم وسجل خواطرهم ومواقفهم , وعمود ثالث للمختارات من كنوز التراث وفيه ما يصيده الباحثون من طرائف الكتب التراثية القديمة أو مقالات المفكرين والأدباء المرموقين , وبهذا اتضحت الرؤية وتحقق الهدف وخلا الموقع من اللت والعجن .
ورمضان كريم وتقبل الله منا جميعا صالح الأعمال .
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
شكرا اخي ابو هواش
يقلون: لت اللقمة - لته كف .كما يقولون: لت حقه ، يتضح والله اعلم ان اللفظة لها علاقة بالاخذ السريع كتطور دلالي .
وشكرا
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
وفي بعض ( الّلتّ والعجْن ) ترويحٌ عن النفسِ:
http://www.youtube.com/watch?v=jfeZjJDkKw0
رد: اللت والعجن بين عاجن الدقيق وعاجن الكلام ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش
أخي الكريم
"اللت والعجن" (تشبيه تمثيلي) لا يقصد به "كثرة الكلام" فقط، بل هو تشبيه لصورة (عاجن الكلام) بصورة (عاجن الدقيق)، وتشبيه لحال هذا بحال ذاك، وتشبيه لكلمات (عاجن الكلام) الكثيرة التافهة المتشابهة والمكررة بحبات الدقيق من حيث كثرتها الملفتة وتشابهها الممل.
فعاجن الدقيق يلت الدقيق (أي يبسه بالماء أو بالسمن أو بغير ذلك) وهو يعجن ذلك الدقيق بشكل عشوائي من دون تنظيم ولا ترتيب، وهو يكرر نفس هذا العمل الممل والرتيب على وتيرة واحدة طوال عملية اللت والعجن، وعاجن الكلام أيضا يتعامل مع الكلمات بالشكل نفسه، فهو يتكلم بكلمات تافهة متشابهة في الغالب، وهو يكرر ويعيد ويزيد في هذه الكلمات بشكل عشوائي وغير منتظم، فلا فائدة منه، ولا طائل تحته.
ودمتم
أخي العالم الجليل د. منذر أبو هواش حفظك الله ورعاك،
توضيح جميل، وإثراء عميق.
دائماً تأتينا بالمفيد.
بارك الله فيك.
تحياتي.
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
السلام عليكم
لا يمكنني أن أكتب شيئا أمام الإفاضة التي قدمها أساتذتي الكرام
و لكن عندي فائدة صغيرة أريد ذكرها و هو أن سبب تسمية الآلهة التي كانت قريش تعبدها و هي اللات و هو أن رجلا كان يعجن العجين فوق صخرة و يقدمه للفقراء و لهذا عظموا ثم عبدوا تلك الصخرة التي كان يلت عليها العجين
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شكرا للأخ أحمد المدهون الذي يتيح لنا باستفساراته اللغوية والبيانية أن نستفيد من علم أساتذة أفاضل ويحفزنا على البحث عن مفردات أو عبارات نرددها دون أن يخطر ببالنا دقة مدلولها أو أصولها .. شكرا للجميع .. وقد لفت نظري مشاركة الأستاذة أم آيات؛ فقد يكون معنى اللّت والعجن تطوّرت دلالته من هذا الأصل وهو اللات الذي كان يعجن العجين فوق صخرة ثم يقدمه للفقراء والمعروف أن التاريخ الدلالي للكلمة يسفر عن استخدامها استخدامًا محسوسًا ماديًّا ملموسًا أولا ثم يتطور إلى الجانب المعنوي غير المحسوس.. ومنها المادة اللغوية أذن من الأذُن.. وآذنه بالأمر أعلمه.. ومنها قول الله عز وجل: فأذنوا بحرب من الله ورسوله.. وقل آذنتكم على سواء أي أعلمتكم.. و الأذان إعلام بحلول وقت الصلاة، ومنها أيضا قول الشاعر آذنتنا بببينها أسماء رُبّ ثاوٍ يُمَل منه الثّواءُ، ومن كلام العرب: لكلّ جابه جوزة ثم يُؤذن، الجابه: الوارد، وقيل: هو الذي يرد الماء وليست عليه قامة ولا أداة، والجوزة: السقية من الماء، يعنون أن الوارد إذا وردهم فسألهم أن يسقوه ماء لأهله وماشيته سقوْه سقْية واحدة، ثم ضربوا أُذُنه إعلامًا أنه ليس عندهم أكثر من ذلك أي يُؤذن بمعنى يُعلم بعرك أُذُنه.. وكانت العرب تعرك أذن البعير الذي يقود جماعة الإبل إعلامًا لها بانتهاء ورودها للماء فينفر وتنفر الجمال وتتبعه.
وأشكر للأخ منذر هواش مداخلته، لكن "لت وعجن" أو "اللت العجن" استعارة تمثيلية يا أستاذنا الكريم وليس تشبيهًا تمثيليّا؛ لأن التشبيه التمثيلي يوجد ركناه في التعبير من المشبه والمشبه به ووجه الشبه يكون صورة منتزعة من متعدد كقول الله عز وجل: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبة .. وكقوله تعالي: مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا.. فيما الاستعارة التمثيلية يحذف أحد طرفيها المشبه أو المشبه به وهي تقع في الحكم والأمثال كقولهم: إنك لا تجني من الشوك العنب أو أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى .. والله أعلم.
شكرا للجميع
رد: سؤالٌ يتعلّق بـ ( الّلتّ والعجْن ) !!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه
وأشكر للأخ منذر هواش مداخلته، لكن "لت وعجن" أو "اللت العجن" استعارة تمثيلية يا أستاذنا الكريم وليس تشبيهًا تمثيليّا؛ لأن التشبيه التمثيلي يوجد ركناه في التعبير من المشبه والمشبه به ووجه الشبه يكون صورة منتزعة من متعدد كقول الله عز وجل: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبة ..
استخدام مصطلح الاستعارة التمثيلية أصوب ...!
شكرا للتنويه والتفصيل وجزاكم الله عنا كل خير ...