" لستُ ... لكنْ ..." شعر . د. شاكر مطلق

لستُ ... لكنْ ..." * "

د. شاكر مطلق

لستُ عُصفوراً لأبكي
فوقَ أغصانِ الحياةْ
كلَّ ما في العُمرِ فاتْ
من فصولٍ وثِمارْ ...

غيرَ أنّي سوف أبقى
أَمنَحُ العُصفورَ شِعري
ما تَبقّى في دِناني
كي نُـغـنّي للنّهارْ ...
===========

لستُ شَمساً في الأعالي
كيْ أنيرَ المَرحَلهْ
وأُغذّي الكائناتْ ...

غيرَ أنّي سوفَ أبقى
- كلّما باحَ يَراعي -
أَطرُدُ العَـتْمَةَ عنّي
وأُعرّي المَرحلهْ
من ضياءِ الوَمَضاتْ ...
===========

لستُ قدّيساً لأَبقى
دونَ إثمٍ أو خطايا
خائفاً يومَ الحِسابْ ...

غير أنّي سوفَ أبقى
كلّما ازدادتْ ذنوبي
آملُ العفوَ الجميلْ
وقليلاً من ترابْ ...
=============

لستُ دَيْراً في البراري
جامعاً عَبْـرَ الفلاةْ
لأُواسي المؤمنينْ
برغيفٍ أو صلاةْ ...

غيرَ أنّ القلبَ ، قلبي
صارَ عُشّاً للطّيورْ
وملاذَ الكائناتْ
كلّما أَطـعَمتُ طيراً
حَـطَـَّ طيرٌ في جواري
قام عنّي بالصّلاةْ ...
============

لستُ في التاريخِ اِسماً
لستُ نقْشاً من حَـجرْ
بلْ حُضوراً آدميّاً
كلَّ آنٍ يتَـجلَّى
في حروفٍ وسُطورْ
ثمَّ يَـتلوهُ انكسارٌ
مثلَما نورُ القمرْ
في المَواشيرِ انكَسرْ
وتدلَّى فوقَ قلبي
قطَراتٍ من ندى
وطّيوراً مِن حجَرْ ...
==============

لستُ " مَرْدوخَ " العظيمْ
سيّدَ الأربابِ في أبراجِ " بابلْ "
حامِـياً سودَ الرّؤوسْ ...

غير أنّيّ ، الآنَ ، أرنو
في انكسارٍ لا يُطاقْ
لإلهٍ من حديدٍ
مثلَ ذئبٍ ، في البروجْ
يَنهَشُ الرّبَّ السَّقيمْ ...
كيفَ لا تأتي بنارٍ
من يديهِ الصّاعقـهْ
كي تقومَ القارِعهْ
كلَّ يومٍ من جديدٍ
وهوَ في ذُلٍّ يَنوسْ ؟!...
============

لستُ ربَّ الطّـقسِ " بَعْلاً "
أو إلهَ البحرِ " يَمْ "
سيداً فوقَ الرِّياحْ ...

غيرَ أني في كُمونٍ
لمْ أجدْ بَعْـدُ انتمائي
في صِراعاتِ العناصرْ
بينَ طينٍ أو ضياءْ
فأغنّي للفـناءْ
كلَّ ألوانِ الغناءْ
علّني ألقى فضائي
عندما يعلو الصّباحْ
فوقَ حبلِ المِشْنقـهْ ...
=================


ليسَتْ " الأهرامُ " قَـبري
لا ، ولا " وادي الملوكْ " ...

إنَّ رَمْسي - آنَ أُمسي
في " رُقَيْمٍِ " سوف يُبنى
حاملاً منّي سلاماً
وكلاماً ، فيضَ نفسي
للظّلالِ القادماتْ ...
============

لستُ مَنذوراً لموتٍ
بينَ أنيابِ كلابي
مثلَما الُحسّادُ قالوا
في إشاعاتِ الوَ باءْ ...

غير أنَ الصّبحَ يدنو
كاشِفاً سرَّ ذِئابٍ
ربّما كانوا صِحابي
ذاتَ يومٍ ، في ثيابي
لستُ أدري ، صدّقوني
لمْ يكونوا مِنْ كلابي
فهيَ رمزٌ للوفاءْ ...
============

( * ) مختارات من مجموعة شعرية كتِبت في 4/2007 ، تُعَدُّ للإصدار .
حمص-سورية

لستُ قدّيساً لأَبقى
دونَ إثمٍ أو خطايا
خائفاً يومَ الحِسابْ ...

غير أنّي سوفَ أبقى
كلّما ازدادتْ ذنوبي
آملُ العفوَ الجميلْ
وقليلاً من ترابْ ...
الشاعر الكبير ....زادك الله حكمة ..سأرددها دائما ..لك الشكر.