مفهوم التدريب في واتا/ رؤية وإستشراف لآفاق المستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم التدريب في واتا/ رؤية وإستشراف لآفاق المستقبل.
مقدمة
1. يرتكز التدريب في مفهومه العام علي تأهيل الفرد بالكيفية التي يؤدي بمقتضاها عملاً، أو يحل مشكلة أو مشاكل محددة، وبالتالي فهو هادف بطبيعته وموجه في أسلوبه ومبرمج في تخطيطه أو تنظيمه، لأنه يهدُف إلي إمداد المتلقي بمعلومات معينة لأداء عمل محدد، أو إمداده بإرشادات أو توجيهات تعينه علي النهوض بدوره وتحسين أدائه، ويعتبر مستوى التدريب في أي مؤسسة أو مرفق عام أو جهة خاصة، هو المقياس الحقيقي لقدرات هذه الجهة وكفاءة أعضائها، ولما كان العمل هو المختبر الحقيقي لكل نظريات وأساليب تجويد الأداء ورفع المستوى المهني، فمن الطبيعي أن يكون الهدف الأول للتدريب هو: الأعداد الفكري وصقل الأفراد بقصد رفع معدل الكفاءة والجهوزية تمهيداً لإحداث التغيير المطلوب والأرتقاء بالأمة.
تعريف التدريب
2. التدريب مفهوم واسع تتعدد تعاريفه، إلا أنها في مجملها العام، تتأطر في كونه تحسين لقدرات الفرد وتنمية مهاراته وسلوكياته، مما يجعله قادراً علي أداء مهامه علي الوجه الأفضل ووفقاً لما هو مطلوب، والتدريب هو تمكين الفرد من الألمام بإستخدام التقنية الحديثة ومهارات الحاسب (الكمبيوتر)، وما يستجد من فنون العمل وأساليبه، والتدريب لا يقتصر علي إكتساب الخبرة والمهارة في مستوى معين، بل قد يشتمل علي إكتساب المهارات البسيطة وتطويرها إلي مهارات علي مستوى عالي، ولذلك فهو عملية متواصلة تمتد طوال حياة الفرد العملية.
3. التدريب هو عملية منظمة ومستمرة، محورها الفرد، تهدف إلي إحداث تغييرات سلوكية وفنية وذهنية لمقابلة إحتياجات محددة - حالية أو مستقبلية- يتطلبها الفرد والعمل الذي يؤديه، والمنظمة التي يعمل فيها والأهداف والخطط الموضوعة لمسار العمل.
4. يعرَفه بعض المشتغلين بعلوم الإدارة بأنه التطور المنطقي المستمر للمعلومات والخبرات والمهارات والتصرفات التي تقع بين مختلف طبقات العاملين، ويساعد علي تقدمهم وتقدم الإدارة التي يعملون بها، وبالتالي يمكن تعريفه بأنه عملية منظمة تحقق الكفاءة عن طريق التعليم بأنواعه المختلفة، ويشمل ذلك التعليم عن بعد، والندوات والمحاضرات، والأجتماعات والدورات، والتوجيهات التنسيقية والأسئلة الأستفسارية.
التدريب في واتا
5. هو عملية فن أو مهنة أو وظيفة، من عالم متمكن منها إلي طالب لها، وذلك عن طريق الأشراف والتدريس النظري والعملي والتمارين عن بعد، وبالتمرس والمحاكاة والإبتكار، والمشاركة الحقيقية بالفكر والنقاش، والتدريب ليس المقصود به فئة خاصة من الجاهلين أو غيرهم، إنما هو للجميع، المتعلم وغير المتعلم، وهدفه ليس التعليم إنما غرس المهارة والإدراك في الأعضاء لتمكينهم ومساعدتهم للقيام بوظيفتهم ودورهم الحضاري بصورة أحسن وفعالية أكثر.
6. إن الجهود الإدارية والتنظيمية التي تقوم بها واتا وتؤدي إلي إمداد الأعضاء بالتعليمات والإرشادات والمعلومات، التي تمدهم بالمهارات العلمية والفنية والمهنية والسلوكية، لتغيير أتجاهات الأعضاء وسلوكهم بما يساعد علي الرقي العام وتحسين الأداء وصقل القدرات، يجب أن توظف لصالح مقابلة أهداف الجمعية وتحقيق غاياتها.
أهداف التدريب في واتا
7. يهدف التدريب بوجه عام إلي رفع الكفاءة الفنية والمهنية للفرد، وهذا يقود إلي رفع كفاءة المؤسسة أو الهيئة التي يعمل بها الفرد، بإعتبارها جسماً يعمل بالروح الجماعية للأفراد الذين يكوّنون هذا الجسم، كما يهدف التدريب داخل واتا إلى تحقيق الأغراض التالية:
أ- تزويد الأعضاء الجدد بأساليب العمل في الجمعية.
ب- تطوير مهارات الأعضاء المعرفية والثقافية وإدامة المعلومات.(الورش والمسارد والنقاشات والدورات- ومتابعة ما يُكتب داخل الجمعية كمثال)
ج- تقليل الحاجة إلى الرقابة مما يساعد علي تخفيض العبء الإداري والإشرافي وأستغلال الزمن الذي يتوفر من ذلك لصالح الجمعية وأهدافها.
د- التعريف بالوسائل والأساليب المستخدمة في العمل (كما حدث عندما تم شرح عمل وأستخدام قاعة المؤتمرات)
هـ - تحقيق التعاون بين الإدارة والأعضاء.
و- تهيئة الأعضاء لتولي مسئوليات أعلى.(مشاريع التقييم والترفيع والتكريم وتوجيهات الإدارة)
ز- زبادة الأنتاج الهادف وفق الخطة العامة للجمعية كماً وكيفاً (محاضرات- ورش عمل- أجتماعات- ندوات- مقالات- مشاريع توأمة وتعاون مع مراكز مشابهة...إلخ.)
ح- تهيئة وإعداد المنتديات والأقسام والفرعيات والزوايا الخاصة بما يناسب التوسع المعرفي والزيادة المضطردة في الأعضاء.
ط- رفع مستوى الأشراف لتحقيق سيطرة حازمة ومستمرة علي الأقسام.
ي- التصحيح ومتابعة الأخطاء اللغوية والتقليل من اللغات - اللهجات- العامية فيما عدا الأقسام المخصصة لذاك.
ك- متابعة النتائج النهائية المطلوب الوصول إليها، والتي يجب إن تعبر عن المتطلبات الحقيقية والواقعية لخطة الجمعية وحاجاتها وأهدافها.
التخطيط للتدريب
8. تقع علي عاتق رئيس الجمعية مسئولية تحديد وأختيار الأولويات والأهداف..
9. يجب أن يكون التخطيط للتدريب مبنياً علي تقدير ما يمكن الوصول إليه، ويقود لإختيار أولويات واقعية للحصول علي أفضل ما يمكن بما هو متوفر، حيث أنه وبناء علي تلك الأولويات نتوصل لمعرفة المتطلبات الضرورية لكل نشاط يدور داخل أروقة واتا..
10. علي المسئولين الإدنى رتبة في مجال التدريب أو – المسئول عن التدريب بواتا- التعرف علي المبادئ التدريبية، والتي تتضمن الأساليب الفنية والعلمية لكل أنواع التدريب، والطريق إلي ذلك هو القيام بالبحوث المستمرة في مجالات التدريب المختلفة لضمان الآتي:
أ- معرفة المطلوب من التدريب ونوعية المستهدفين.
ب- التدريب الهادف الموجه والمركز نحو نتائج محددة للحصول على أفضل أستغلال للوقت والمصادر المتوفرة.
ج- تحديد نوعية التدريب المطلوب لتمكين الأعضاء الجدد من الأنخراط بمسئولية وكفاءة وتجويد مشاركاتهم وتوجيه عطائهم.
د- العناية بالأعضاء القدامى المداومين للإحتفاظ بهم أو زيادة مشاركاتهم.
إسلوب التدريب
11. إسلوب التدريب هو الطريقة التي يتم بها تنفيذ العملية التدريبية بإستخدام الوسائل والإمكانات المتاحة، وتتعدد وتختلف وسائل وأساليب التدريب وتتداخل عوامل كثيرة لتحدد الإسلوب الأمثل، ويتوقف إختيار الإسلوب على عدة عوامل أهمها:
أ- الأهداف المراد تحقيقها.
ب- الزمن المحدد للتدريب والوقت المتيسر.
ج- الإمكانات البشرية والكوادر المؤهلة.
د- عدد المدربين.
هـ - توفر المعينات.
كيفية التدريب
12. فن التدريب يتطلب المزج السليم بين الطرق المختلفة وبما يناسب الفئات المستهدفة الكبيرة ومستوى من هم تحت التدريب من الأصاغر والمواءمة بين الطرق والأساليب التدريبية مثل:
أ- المحاضرات. (سرد- شرح)
ب- المؤتمرات والندوات والسمنارات واللقاءات. ( القاعة)
ج- دراسة الحالة.
د- المناقشة. ( المنتديات والمسارد)
هـ - الدورات.
و- الوسائل السمعية والبصرية. (الروابط- الأفلام- المقالات- التوجيهات)
ز- المحادثة.
ح- الكتابة.
خاتمة
13. التدريب هو نشاط لتزويد الفرد ( العضو) بالخبرات والمهارات التي تجعله صالحاً ومثمراً، وهو أقصر الطرق تعويضاً للتخلف وتحقيقاً للتقدم، وإن الإهتمام به يعتبر مرآة لواقع الحال داخل المنظومات والمؤسسات، ويساعد علي بلوغ الغايات المرجوة.
والله من وراء القصد.

الأستاذ المحترم ..ابراهيم..
صار في عالم التكنولوجيا التراكمية ؛المتسارعة ..
التدريب لاكتساب مؤهلات العصر ..
من أهم أولويات التغيير ..
وتحقيق التقدم المنشود..
هذا علم وافر منك هام للأمة ..
شكر الله سعيك ووفقك إلى ما يحب ويرضى ..
بالغ تقديري..

الأستاذ والأخ المكرم معروف محمد آل جلول
أشكر لك القراءة الواعية لهذا المقال وصبرك عليه.
ولكم كنت أود أن يجد هذا الموضوع حظه من القراءة والإطلاع، ولكن أرى ان أعضاء المنتدى لا يميلون إلى القراءات الجافة والخالية من بديع الشعر والكلم المموسق.
وأشكرك على التعليق وإشارتكم لنقطة هامة تستدعى أن نسارع إلى تسليح أنفسنا بالتدريب النافع لمجابهة التسارع التكنولوجي في هذا العصر، خاصة وأننا نفتقد الكثير من أدوات التأهيل ونحتاج إلى الكثير من المقومات، فالحاجة للتدريب هي الأساس الذي تستند عليه جميع عناصر العملية التدريبية، وعادة ما تعرف الحاجة بأنها الفجوة أو النقص بين ما هو موجود فعلاً وبين ما يجب أن يكون عليه الموجود أصلاً، ومن هذا المفهوم فإننا محتاجون إلى الإبتعاد عن التدريب الذي يستند على أسلوب الحاجة الاعتبارية الآنية وأسلوب الحاجة التي تفرزها المشاكل، بمعنى عدم حصر التدريب لمعالجة أسباب ظرفية دون اللجوء إلى النظرة الكلية للتطوير،أتمنى أن يأخذ التدريب شكل وأسلوب الحاجات التطويرية والتي تكون ضرورية عندما تكون هنالك سياسات واتجاهات جديدة لتحقيق نتائج أفضل.
لك ودي وتقديري

أخي ابراهيم..
عدتلأشكرك على الاهتمام ..
ولألح على أهمية المقال ..ووجوب قراءته تدبر معانيه ..
التدريب في كافة المجالات التأهيلية صار من أوجب الواجبات ..
هذه رسالة حقيقية في الأمة ..تنتهي ممارستها / التدريب / إلى بعث نهضة حقيقية منتظرة ..
أرجو من الأعضاء لاهتمام بالفكرة لأولويتها ..
أرجو أن تواصل رسالتك التذكيرية يا أخي ..
وأنت تعلم بأن المجتمعات المتخلفة ؛عادة هي متخلفة لأنها لاتعرف كيف تتعاطى مع الأفكار النيرة ..
جزاك الله خيرا ..
خالص تحياتي أيها المجاهد..

الاستاذ ابراهيم عقيل

شكرا من القلب على هذا المقال الرااائع عن التدريب فالتدريب شيءاساسي في حياة الافراد والمنظمات

التي تسعى الى التقدم والتطور المستمر واللحاق بركب الدول المتقدمة اداريا ومهنيا ولكن ينقص المنظمات الوعي الكافي لهذه المهنة او هذه المهمة التي قد يعتبرها البعض شيء كمالي والبعض الآخر يعتبرها ترفيهي للموظفين او هروبا من واقعهم العملي فما التدريب الا صقل للكثير من المهارات او زراعة هذه المهارات وخلقها في افكار الموظفين فهو استثمار لصناعة الانسان الذي يقود منظمات الاعمال على كافة الأصعدة
فلا بد ان يأتي يوم وتهتم بها كافة المنظمات قاطبة بدون استثناء لا سيما ان بعضا منها آخذا منحى الاهتمام بها

كل الشكر لك اخي على هذه الزاوية الرااائعة

نتمنى ان نثريها بما هو مفيد لكافة اعضاء واتا اداريا ومهنيا

دمت بكل الخير

د. سميرة

جزاك الله خيرا اخى

على هذا المقال المفيييد
واتمنى ان يكون التدريب على اقسام كل حسب توجهه ليستفيد الكل وتتركز الجهود وتعم الفائدة يمكن تقسيم الاعضاء الى مجموعات اكاديمية حسب نوع تخصصهم واشكرك ثانية على هذا المجهود الراائع.