الألم الإنساني

كم من الأشرطة والأفلام صوّرت مآسي العالم .. من الفقر المدقع إلى الحروب .. عمالة الأحداث والمتاجرة بهم في عالم الجنس والرذيلة .. وكأنّها موجّهة لفئة من البشر منحرفة السلوك .. أصبحت تتلذّذ الألم الإنساني ..
كم من مساحات الورق طوت الصحف والمجلات .. لتسرد قصصا وروايات .. وتسيل حبرا بحجم الآفات التي تمحق المجتمعات كسفينة تمخر عباب البحر ؟..
كم من الأسئلة تطرح نفسها لتقول :" ..
-كثيرة هي المشاهد والصور التي استعرضتها وتستعرضها وسائل الإعلام .. تضع تشخيصا مكثفا للمأساة الإنسانية .. لكن هل هو قدر أن تبقى الأشياء والإنسان مجرد عرض حالة للنقاش ..مع إدراكنا الواعي .. بمبدأ السببية .. الدين ..العرف والقانون؟.

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل عيسى حديبي...

الألم الإنساني مرتبط ارتباط وجود بالشر...و الفرح الإنساني مرتبط ارتباط وجود بالخير...مع فارق جوهري كوننا لا ندرك حقيقة الخير كلية و لا حقيقة الشر كلية...

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي

بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديب الفاضل عيسى حديبي...
الألم الإنساني مرتبط ارتباط وجود بالشر...و الفرح الإنساني مرتبط ارتباط وجود بالخير...مع فارق جوهري كوننا لا ندرك حقيقة الخير كلية و لا حقيقة الشر كلية...
و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

---

أخي الكاتب الكريم سعيد النويضي ..الذي لا يبخل بردوده الموضوعية والمشحونة بنبل العواطف .. ككلّ مرّة أجد ردودك لمعظم مشاركات الإخوة في المنتديات ..وهذا دليل على نشاطك المتيّز .. الهادف إلى ما تطمح إليه منتديات واتا الحضارية ..
أخي سعيد شكرا على مرورك الجميل ..
وتقبّل احترامي ومودّتي

[

	COLOR="Indigo"]بسم الله الرحمن الرحيم... سلام الله على الأخ الفاضل عيسى حديبي... لكن هل هو قدر أن تبقى الأشياء والإنسان مجرد عرض حالة للنقاش ..مع إدراكنا الواعي .. بمبدأ السببية .. الدين ..العرف والقانون؟ يقول الحق جل و علا: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54 ولقد وضَّحنا ونوَّعنا في هذا القرآن للناس أنواعًا كثيرة من الأمثال؛ ليتعظوا بها ويؤمنوا. وكان الإنسان أكثر المخلوقات خصومة وجدلا.[التفسير الميسر]. هذه حقيقة علمية لا نقاش فيها و الدليل الملموس على ذلك هو ما تفضلت به في مقدمة الإشكالية التي طرحتها على بساط الفكر الوتاوي للنقاش من كون الألم الإنساني هل هو قدر أم ضريبة العيش على هذا الكوكب... و حتى يأخذ عرض هذا الألم الإنساني طريقة منهجية في التحليل...أعتقد أن كل ظاهرة مرتبطة بالإنسان هي ظاهرة لها شروط تنتجها و تؤسس حضورها في الواقع الفعلي و من تم تنتج ميكانيزماتها المتجددة باستمرار كلما توفرت الشروط...انطلاقا من مبدأ السببية...المبدأ الذي يقره الدين الحق و العلم معا في تحليل ومعرفة أية ظاهرة... فمن المعروف أن كل ظاهرة من الظواهر الطبيعية سواء كانت بشرية مرتبطة بالإنسان أو مادية محضة تقوم على أسس ثابتة قد لا تتغير على مر الأزمان و كل ما يتغير فيها هو شكلها الخارجي...في حين أن جوهرها يظل ثابت كما تنص على ذلك الآية الكريمة... {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62 سنة الله وطريقته في منافقي الأمم السابقة أن يؤسَروا ويُقَتَّلوا أينما كانوا, ولن تجد -أيها النبي- لطريقة الله تحويلا ولا تغييرًا.[التفسير الميسر]. {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23 سنة الله التي سنَّها في خلقه من قبل بنصر جنده وهزيمة أعدائه, ولن تجد -أيها النبي- لسنة الله تغييرًا.[التفسير الميسر]. فالإنسان مند خلقه الله عز و جل لم تتغير خلقته و لا طريقة تكوينه و لا وظائف أعضاءه مند خلقه الخالق جل و علا و سيظل على ذلك إلى أن يشاء الله جل و علا...و هذه حقيقة علمية أخرى ثابتة لا مجال للشك فيها... لكن ما يتغير عند الإنسان هو ما يحمله في أعماقه و ما يشكل سقفه المعرفي و ثقافته العقلية و الوجدانية التي تشكل إلى حد ما شخصيته و بالتالي ردود فعله اتجاه ذاته و اتجاه محيطه... و من هنا يجد سؤالك مشروعيته كبحث قد تكتب فيه المجلدات...و هذا من باب التأكيد أن العديد من المؤلفات قد كتبت في هذا المجال و العديد من المقالات...و هذا من باب واقعية الآية الكريمة... وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً]... و الجدل لا يقتصر على الكلام و القيل و القال بل يتعدى ذلك إلى الكتابات و النقاشات الجادة التي قد تصل بالمتحاورين إلى حقائق كانت بفعل الصمت راكدة تحت اللسان و تعلوها طبقات من الصمت... فهل الألم نتيجة أم سبب أم كلاهما معا...؟أي أن السبب يتحول بفعل قانون السببية إلى نتيجة و تتحول النتيجة بدورها إلى سبب بفعل قانون التحول الموجود في طبيعة الأشياء المادية و المعنوية...؟ و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...[/COLOR]

	بسم الله الرحمن الرحيم... تتمة... ليس ببعيد أن يكون الحب سببا للألم كما قد يكون سببا للسعادة...و ليس بقريب أن تكون العداوة هي أصل الألم الإنساني...فهل الإنساني عدو بطبعه...و معتدي بتطبعه؟ و أن المجتمع بمؤسساته المتعددة و المتنوعة هي التي تشكل طبعه العدواني على الطريقة التي يصبح فيها سلوكه مقبولا اجتماعيا و من تم لا يكون في دائرة منتجي الألم بقدر ما يكون في دائرة إما منتجي السعادة و الأمل أو منتجي الصبر و التصبر و الاصطبار؟ و من تم يكون التطبع مدخل من المداخل المؤدية إلى تطوير العدوانية أو ترويضها...؟ و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

الفاضل والأديب المبدع سعيد نويضي..
ماذاتريدني أن أقول بعد الذي قلت يا أخي سعيد..
انت إنسان رائع وحضورك تحتاج إليه كل المنتديات ..
لأنك كريم ومعطاء لا تبخل بالمعرفة ولا يتعبك البحث..
تجد المتعة في خطاب الآخرين رسالتك واضحة وصبرك جميل..
بورك فيك يا سعيد
محبتي

بسم الله الرحمن الرحيم...
تتمة...
ليس ببعيد أن يكون الحب سببا للألم كما قد يكون سببا للسعادة...و ليس بقريب أن تكون العداوة هي أصل الألم الإنساني...فهل الإنساني عدو بطبعه...و معتدي بتطبعه؟
و أن المجتمع بمؤسساته المتعددة و المتنوعة هي التي تشكل طبعه العدواني على الطريقة التي يصبح فيها سلوكه مقبولا اجتماعيا و من تم لا يكون في دائرة منتجي الألم بقدر ما يكون في دائرة إما منتجي السعادة و الأمل أو منتجي الصبر و التصبر و الاصطبار؟ و من تم يكون التطبع مدخل من المداخل المؤدية إلى تطوير العدوانية أو ترويضها...؟

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

هذه كلمات الأستاذ الأديب سعيد نويضي
وننتظر منه متابعة الحوار الجميل ..
كيف يكون الحب سببا للألم ؟
وهل الانسان عدو بطبعه ومعتدي بتطبعه ؟ وهل المجتمع بمؤسساته المتعددة و المتنوعة هي التي تشكل طبعه العدواني على الطريقة التي يصبح فيها سلوكه مقبولا اجتماعيا و من تم لا يكون في دائرة منتجي الألم بقدر ما يكون في دائرة إما منتجي السعادة و الأمل أو منتجي الصبر و التصبر و الاصطبار؟ و من تم يكون التطبع مدخل من المداخل المؤدية إلى تطوير العدوانية أو ترويضها...؟!!
وكيف يكون كل ذلك ؟

تقديري للجميع ،،

	بسم الله الرحمن الرحيم... سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب... كيف يكون الحب سببا للألم ؟ الحقيقة أن حالة الأمة و حالة الإنسانية و حال واتا خير إجابة على السؤال المطروح... أين يكمن فتور هذا الحب...؟ أليست الخيرية الموصوفة بها هذه الأمة خير دافع و باعث على الحب...؟ أليست الثقافة مساحة للحوار بين الحب و اللاحب...؟بين النقد و نقد النقد...؟ أليس الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يطلع الآخر كيفما كان هذا الآخر عن الألم الذي يعتريه كلما اختل ميزان الإنسانية...؟ أم هو أفول فضاء الثقافة بصفة عامة و حالة واتا حالة خاصة...؟ كيف غاب عنها الأحبة الكرام...؟ تاريخها يشهد لها بالعطاء بالصمود...لكن حالها مند مدة يشهد لها بالخمول و لا أقول بالأفول... أليست هذه حالة من الألم الإنساني... تحيتي و تقديري...