منتدى علم اللغة يدعوكم لمناقشة "البحث التجريبي"

يبدأ الفصل الذي نناقشه بتقديم أمثلة للأسئلة التي قد يثيرها الباحثون الذين يستخدمون مناهج تجريبية. ومن بين هذه الأسئلة:
هل يؤدي تعليم الطلاب طرق القراءة التي يستخدمها القراء في اللغة الثانية إلى مساعدتهم على تحسين فهمهم لما يقرأون؟
وهل طرق تدريس المجموعات الصغيرة أكثر كفاءة من الطرق التقليدية التي يؤدي فيها المدرس الدور الرئيسي فيما يتعلق بتعلم اللغة الثانية؟
وكيف يؤثر السياق الذي تتم فيه هذه المهمة في عمليات الكتابة؟

ثم يفحص الفصل المدخل التجريبي للبحث بشكله الذي يستخدم في فحص قضايا تتعلق بالتعلم في إطار مؤسسات رسمية وفي قاعات الدرس0

ويقدم الجزء الأول من الفصل تعريفا مختصرا للبحث التجريبي، ثم يناقش في الأقسام التالية بعض استخدامات البحوث التجريبية، ثم يشرح الملامح الرئيسية لتصميم البحث التجريبي0 ثم يتناول معايير تقويم الدراسات التجريبية، ويستخدم هذه المعايير في فحص عينة دراسية من هذا النوع تتمثل في دراسة تأثير المهام الوظيفية المتعلقة باللغة الثانية في استخدام اللغة الإنجليزية وتطورها لدى طلاب ناطقين بالأسبانية0

ويحيطنا الفصل علما أنه في البحث التجريبي، يهدف الباحث إلى التوصل إلى علاقة بين السبب والنتيجة فيما يتعلق بظاهرتين وإثبات أن مغايرا ما، وهو المغاير المستقل، يسبب تغيرات في مغاير آخر، وهو المغاير التابع. ثم يقدم لنا نماذج من البحوث التجريبية، منها:

(1) بحث تجريبي في الكتابة
شهد عقد الثمانينيات من القرن العشرين قدرا هائلا من الاهتمام بالبحث في الكتابة والإنشاء في اللغة الثانية. وركزت المناقشات على موضوعات مثل أوجه التشابه والاختلاف في عمليات الكتابة باللغة الأولى أو بلغة أخرى، وعلى طبيعة المداخل التي تتسم بدرجة عالية من التفاعل، ومدى فاعليتها، وعلى طبيعة استجابات المعلم والأقران للكتابة باللغة الثانية، وتوقيت هذه الاستجابات، وعلى العوامل الثقافية.

(2) بحث تجريبي في التعلم التعاوني
كان التعلم التعاوني ومازال حركة كبرى في تعليم اللغة الثانية بقاعات الدرس والتعليم الثنائي اللغة. غير أنه لقي أيضا بعض المقاطعة على أساس أنه غير عملي ويركز على النواحي العرقية الخاصة ببعض السياقات الثقافية. ولكن إلى أي حد تُعد المداخل التعاونية فعالة مقارنة بالمداخل الأكثر تقليدية، والمداخل التي تتعامل مع قاعة الدرس بوصفها وحدة واحدة؟

(3) بحث تجريبي في استراتيجية التعلم
أجريت بحوث مفيدة في مجال فحص استراتيجيات تعلم اللغة الثانية.كما رأينا أيضا أن الباحثين استخدموا المداخل التناظرية لفحص العلاقات بين استخدام استراتيجيات تعليمية معينة والنمو في اللغة الثانية. وعن طريق البحوث التجريبية في قاعات الدرس، فحص باحثون آخرون تأثيرات تعليم استراتيجيات معينة تعليما صريحا في تعلم الطلاب للغة ثانية وأدائهم فيها. وعلى سبيل المثال، فقد وجد أومالي وزملاؤه أن الأداء اللغوي لطلاب المدرسة الثانوية فيما يتعلق بإعطاء تقارير شفوية قد تحسن تحسنا ملموسا نتيجة لتعميم الاستراتيجيات المحددة اللازمة لأداء هذه المهمة.

(4) البحوث التجريبية في القراءة
وتمثل قيمة تدريس استراتيجيات معينة في القراءة موضوعا للبحث أيضا.

(5) البحوث التجريبية في التفاعل التفاوضي
انتهج بيكا، وينج، ودوتي خطا من البحث حول فوائد التفاعل التفاوضي فيما يتعلق باكتساب اللغة الثانية.

(6) بحوث تجريبية في الجوانب الذهنية للنحو
يمكن للتجريب الذي ينطوي على الاستنطاق, وإصدار الأحكام النحوية، أو التحكم النحوي أن يكون مفيدا في دراسة الظواهر الذهنية واللغوية التي من شأنها ألا تتضح في الكلام الطبيعي أو الكتابة.

ثم ينتقل الفصل إلى فحص النظرات المتعلقة بتصميم البحث التجريبي وكيفية إجراء دراسة تجريبية مقارنة.

ثم يتناول الجماعة، وعينة الدراسة، والباحث:

الجماعة. معظم الذين يجرون البحث المسحي يختارون عينة للدراسة المباشرة بقصد تعميم النتائج على الجماعة الأكبر موضع الاهتمام.

عينة الدراسة. كما هي الحال في البحث التناظري وفي غيره من البحوث الكمية فإن الأشخاص الذين يُختارون للدراسة في بحث تجريبي يشار إليهم بوصفهم "العينة" وليس المشاركين.

دور الباحث. يختلف الدور التقليدي للباحث التجريبي اختلافا واسعا عن دور الباحث الإثنوجرافي. إذ إن الباحثين التجريبيين ينشئون الأوضاع ويتحكمون فيها، ولكنهم عادة ما يتراجعون إلى دور الملاحظ.

وينتقل الفصل إلى الحديث عن الصدق الداخلي والظاهري فيقول إنه عند تفسير بحث تجريبي وتقويمه يجب أن نأخذ في الحسبان هدفين عامين للتصميم التجريبي: الصدق الداخلي و الصدق الظاهري. ويتمتع بحث تجريبي ما بدرجة عالية من الصدق الداخلي إذا كان المرء يستطيع أن يدعي أن المعالجة كانت هي السبب في الفرق الملاحظ في المغاير التابع. أما مفهوم الصدق الظاهري فإنه ينطوي على إمكانية التعميم.

ومن الملامح المهمة في هذا الفصل أنه يقدم معايير تقويم بحث تجريبي يتعلق في اللغة الثانية، فنرى أنه عند قراءة تقارير حول البحث التجريبي يمكننا أن تستخدم أسئلة معينة دليلا للتقويم. وسوف تساعدنا الإجابات على تقويم نوعية البحث التجريبي، وفهم نواحي قصوره، وعلى التوصل إلى نتائجنا الخاصة حول قيمة الدراسة والمعاني التي ستمثلها لنا.

ثم يقدم الفصل عينة لدراسة تجريبية حول تأثيرات تدريس الأقران لمواد المحتوى، ويطبق هذه المعايير على عينة لبحث تجريبي أجري في قاعة الدرس. والعينة عبارة عن دراسة أجرتها المؤلفة لفحص استخدام اللغة الإنجليزية واكتسابها لدى الأطفال الناطقين بالأسبانية.

بقيت الإشارة إلى اثنتين من الهنات:

(1) كان البحث التجريبي ومازال، بجميع أشكاله المتعددة، أحد المداخل الرئيسية للبحث في اللغة الثانية. ويستخدمها (وصحتها: ويستخدمه) الباحثون في اكتساب اللغة الثانية وعلم اللغة التطبيقي استخداما واسعا، كما يستخدمها (وصحتها: ويستخدمه) الباحثون التربويون

(2) عينة الدراسة. كما هو (وصحتها: هي) الحال في البحث التناظري وفي غيره من البحوث الكمية فإن الأشخاص الذين يُختارون للدراسة في بحث تجريبي يشار إليهم بوصفهم "العينة" وليس المشاركين.