من هم الذين يقادون إلى الجنة في السلاسل ؟!
عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل
3010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاَسِلِ» صحيح البخاري (4/ 60)
4557 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، قَالَ: «خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاَسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلاَمِ» صحيح البخاري (6/ 37)
عجب الله: ذكرنا في دراستنا لعجب الذنب؛ أن العجب هو الدفع والإبعاد.
هل حقًا عَجْب الذنب الذي خلق منه الإنسان وفيه يركب.. هو عظم العصعص؟!
وهؤلاء ممن دفع الله عنهم النار والعذاب وأدخلهم الجنة.
من القوم : القوم لا يذكرون في القرآن إلا في سياق العداوة والمخالفة والعصيان، وهؤلاء من قوم معادين لدين الله ومحاربين للإسلام.
والقوميات لم تجلب للشعوب إلا الحروب والقتال وتمزيق الأمة الواحدة إلى شعوب متعادية.
من هم القوم ؟ ولماذا ارتبط الذم بهذه التسمية؟
يدخلون الجنة : أي أنهم ختم لهم الدخول في الإسلام، فكتبت لهم النجاة من النار، والدخول في الجنة.
في السلاسل : أي أن أخذهم بالسلاسل هو السبب في تعرفهم على الإسلام والإيمان به ودخلوهم في الإسلام.
والأمر لا يقف على الأسرى من الأعداء الذي يسلمون بعد ذلك، ومن أمثال هؤلاء ما لا يعد ولا يحصى في تاريخ الإسلام.
وهناك من أسلم في السجون من المجرمين لمخالطتهم مسلمين مسجونين معهم، فكانوا بعد ذلك دعاة لله تعالى.
ومن سجن وعذب بسبب إيمانه، في سجون الأعداء أو الظالمين؛ فإن مدة سجنه كالقائم ليلا ونهارا في عبادة الله، فإن المؤمن يؤجر على شوكة يشاكها، فكيف بمن كان في ضيق وحبس وحرمان وتعرض لألوان من العذاب بسبب دينه وقوله الحق قد يمتد سنوات طويلة أو عمره كله، فما يكتب له من أجر عظيم يدخله الجنة بسبب هذه السلاسل.
وهناك من قيدت يداه عن أفعال سوء كثيرة بسبب فقره وسوء حاله، أو مرضه، ولو أعطي القوة والمال والجاه لكان من المفسدين في الأرض، فتقييد يديه بالحرمان من المال أو الصحة أو الجاه، دفع عنه النار وأدخله الجنة.
ومن المغرضين من ضاق فهمه للحديث،
فتكلم في هذا الحديث مستنكرًا له،
وما كان كلامه إلا شهادة على جهله.
ونسأل الله تعالى حسن الخاتمة على ما يرضي الله عز وجل.
