آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما

    لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما..


    لم يصدق محمد، اللبناني المقيم في مدينة صيدا بجنوب لبنان عينيه. محمد الملقب بـ«الوحش» رأى فجأة سجانه السابق الذي كان ينكل به في السجون السورية واقفا أمامه على هيئة «لاجئ» هرب إلى لبنان من الأحداث الجارية في بلاده.
    أتت الفرصة أخيرا لـ«الوحش» لكي ينتقم من حكمت السجان السوري المسؤول عن حماية أبواب سجن صيدنايا في سوريا. تحول المكان حيث التقيا في أحد الشوارع الداخلية لمدينة صيدا في جنوب لبنان إلى ساحة عراك، حيث استطاع «الوحش» أن يباشر انتقاما حلم به طوال 19 سنة، فتصاعد الصراخ والسباب في المكان. أهل الحارة وأصحاب السيارات المتوقفة يتجمهرون في وسط الشارع، يشاهدون بترقب وحماس كيف ينتقم وحش الحارة من سجانه، بعد أن تلقى أسوأ أنواع التعذيب على يديه خلال اعتقاله في السجون السورية لمدة سنتين.

    يتدخل أحد الغرباء عن المنطقة ويقول لصديق الوحش: «بالله عليكم لماذا لا تتدخلون لفض العراك؟! سوف يقتلان بعضهما وأنتم تتفرجون؟!
    فيجيبه علي: لقد انتظر الوحش 19 عاما ليأخذ ثأره، دعه يلقنه درسا من العذاب». يقصد محمد دكان صديقه علي الواقع في صيدا لشرب عصير الغريب فروت الذي يصنعه له بشكل خاص بعد إصابته بالسكري.
    يروي علي لـ«الشرق الأوسط» لحظة رؤية محمد لسجانه في دكان العصير: «كنا نتحدث وفجأة تسمرت عينا محمد على حكمت. وهو رجل سوري الجنسية، قدم أخيرا من سوريا بسبب اشتداد المعارك واستأجر منزلا يقيم فيه وحده، دخل الدكان وألقى التحية، إلا أنه عند رؤيته لمحمد تغير لونه ففتح الباب وهرب مسرعا فلحقه محمد وبدأ العراك».

    لقب محمد بـ«الوحش» بسبب انضمامه لصفوف التنظيمات الفلسطينية منذ الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1980 التحق بصفوف حزب البعث العراقي. اقتيد إلى السجون الإسرائيلية حيث بقي لسنة ونصف السنة ثم أطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى. وبعد عودته تم اعتقاله مجددا وسجنه في سوريا.

    يختم علي حديثه بعجلة فهو لا يريد أن يفوت شيئا من العراك «المنتظر»، يدير وجهه ويراقب الوحش كيف يضرب غير آبه لما قد يصيب حكمت من جروح خطيرة. صراخ محمد على خصمه يرافقه ضرب ودموع يئست من الحياة، يحدث سجانه بكلمات لا يفهمها إلا من عانى تجربة الاعتقال في السجون السورية وأدوات القتل التي لا ترحم. «طقيتلي ضهري (كسرت ظهري) بالكرسي الألماني.. ما تركت دولاب ما حطيتني فيه».. يقول محمد منفعلا غاضبا، بينما لا يملك حكمت إلا أن يجيبه قائلا: «أنا عبد مأمور لا علاقة لي»، ويتوسله أن يتركه بسبيله.

    بعد أن تعب من ضربه، ترك محمد سجانه اللاجئ إلى لبنان، ليجلس على رصيف الشارع يبكي على حياته التي ضاعت في أقبية السجون والتعذيب الذي لا تزال آثاره تؤلمه حتى الآن.

    عيون الجميع تحدق بمحمد، بينما ينادي علي، صاحب الدكان، عددا من الشبان لمساعدته على إدخال «الوحش» إلى دكانه، حيث يبدأ الأخير باستعادة شريط ذكريات مؤلمة. يلتقط أنفاسه تدريجيا ثم يرتشف العصير ليستذكر سنوات عذابه في السجون السورية: «عذبوني بطرق لا إنسانية، لأنني وقفت بوجه الوجود السوري في لبنان». يصمت قليلا وكأنه يريد أن يستجمع قواه للتحدث ويروي قصته مع المخابرات السورية: «كنت عضوا في حزب البعث العراقي ودعمت حرب العراق ضد إيران. وعند عودة النفوذ السوري مجددا إلى لبنان في أوائل التسعينات، لم أتحمل الوضع فواجهت بكل الطرق، الغزو السوري لبلدي ولكن بالطرق السلمية. في أحد الأيام فوجئت بمداهمة الاستخبارات اللبنانية منزلي واقتيادي أنا و11 شخصا إلى ثكنة محمد زغيب بصيدا. وفي صباح اليوم التالي سلمنا إلى فرع المخابرات السورية في دمشق للتحقيق معنا على خلفية اغتيال المعارض العراقي طالب السهيل التميمي المعروف بولائه لسوريا».

    بعد التحقيقات، سجن محمد في سجن صيدنايا لمدة سنتين. ولم ينس محمد لحظة رقم زنزانته، الزنزانة رقم 10، المعروف أن من يدخلها يعني أنه يدخل إلى «جهنم الحمراء»، على حد قول محمد، الذي يضيف: «طول الزنزانة ثلاثة أمتار ونصف المتر وعرضها ثلاثة أمتار، ويوجد فيها 58 شخصا».

    ويتابع بأسى: «كنا نجلس القرفصاء، بحيث يحق لكل سجين بلاطة ونصف البلاطة من مساحة الزنزانة فقط. أصبنا بحالات جرب وامتصت دمي الحشرات».

    شغل حكمت في تلك الفترة مهمة المسؤول عن حراسة زنزانة محمد ورفاقه. لم يسمح لهم بكتابة الرسائل ومكالمة أهلهم إلا مقابل المال فكان سعر الزيارة 10 آلاف ليرة سورية، هذا إذا كان السجان بمزاج جيد، بحسب محمد، الذي يشير إلى أن حكمت كان مقامرا من الدرجة الأولى وكان متزوجا من امرأتين واحدة سورية والثانية لبنانية من إقليم الخروب. يستعيد محمد محطات التعذيب: «كل ساعتين نستدعى إلى كرسي العذاب الألماني، وهو من أسوأ أدوات التعذيب التي تعرضت لها، كناية عن كرسي يلوى فيه العمود الفقري إلى الخلف فتشعر بألم لا يمكن وصفه أبدا».

    وعن اعتقاله في إسرائيل، يقول: «لقد سجنت وعذبت أشد العذاب في إسرائيل لمدة سنة ونصف السنة إلا أن العذاب الذي تلقيته في السجون السورية مضاعف مئات الأضعاف عن عذابي بسجون الصهاينة». عاد محمد من السجون السورية إلى لبنان «معطوبا». لا تزال مشاهد التعذيب والقتل ترافقه في نومه حتى اليوم على الرغم من مرور 30 عاما عليها، إلا أن ألمه لا يمحوه الزمن.

    «لقد سلبوا مني حقي بالعيش في أمان، فأنا حتى اليوم ما زلت أحلم بالكوابيس وأشاهد نفسي معتقلا وأضرب وأعذب بالكرسي». يدخل شاب عشريني الدكان ويقاطع حديث محمد صارخا: «لقد شاهدنا حكمت يهرب مع أغراضه بسيارة تاكسي، إنه حقير فعلا». يجيبه محمد: «هو حقير ولكن لا يزال هناك من هو أحقر منه بكثير يحرسون أبواب السجون في سوريا».

    عن الشرق الأوسط


  2. #2
    مدير عـام الصورة الرمزية مصطفى الزايد
    تاريخ التسجيل
    21/08/2008
    المشاركات
    1,382
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما

    ما أغرب الدنيا وأصغرها! حقا كما قيل : الطائر يأكل الدود، وحين يموت تأكله الدود، فالظروف قد تتغير. وها هي تغيرت ولقن محمد سجانه حكمت درسا ولا نقول انتقم منه وأخذ ثأره لأن ساعات التعذيب تقويا بالسلطة على من هو أشجع منه وأقوى منه ولحظات الإذلال لا يفيها حقها ضرب في لقاء عابر!

    أنـا الـحــرّ الــــذي أفـنـى تـلادي
    وقـوفي حـيـث يـرتـقـب الـرجـال

  3. #3
    اعيان القيسي
    زائر

    افتراضي رد: لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما

    اللبناني طبيعي انتقم لانه ذاق المر والعذاب والهوان على يد السجان

    شكرا لكم

    التعديل الأخير تم بواسطة نايف ذوابه ; 04/03/2014 الساعة 12:22 AM

  4. #4
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: لبناني ينتقم من سجانه السوري بعد 19 عاما

    إن الأنظمة المجرمة هي التي صنعت هؤلاء الوحوش ودربتهم على القسوة والفظاظة ونزعت منهم إنسانيتهم .. لم يدعوا لهم خيارا أن يكونوا بشرا ولم يسمحوا لهم أن يعيشوا كبشر بمشاعر إنسانية تهتز للظلم وترتعد لتعذيب الأبرياء .. إن مهنة السجان لا يقبل بها إنسان فيه حرارة الرجال ومروءة الأحرار .. إنها مهنة لا يرتاض عليها ويقوم بها إلا الأنذال وأشباه الرجال ممن فقدوا إرادتهم وأصبحوا مجرد أدوات صماء لا تملك قرارا ولا إرادة ولا مشاعر .. وليس من ذاق كمن سمع وعاين ..

    كيف سنغفر لهؤلاء المجرمين الذين عذبونا دون رحمة ولم يرقبوا فينا تقوى الله أو حتى أخلاق الرجال التي تأنف أن تعتدي على أسير وسجين مقيد لا يملك أن يدافع عن نفسه بل إنهم فوق ذلك يتجمعون ويستعدي بعضهم بعضا (أفراد الأجهزة الأمنية) على سجين مقيد ويوسعونه تعذيبا وتنكيلا جسديا ونفسيا .. قاتلهم الله وأقر الله عيوننا بهم أذلاء ..

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •