ما قالَهُ ذعذاعُ في حكايات ألف كارثة وكارثة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
حسن رحيم الخرساني

1 ـ


ذهبَ لبيدُ بن ربيعة العامري
إلى إنّ أمزجةَ العراقيين تتعارضُ وبشدة مع الحكمة
في قصيدته ِ المشهورة :
( ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ
وكلَّ نعيم ٍ لامحالةَ زائلُ)

لهذا قررَ الإنسحاب من أصحاب المعلقات السبعة
حتى يتفق العراقيون على الحفاظ على وطنهم وأنفسهم
وفي بيتِ الحكمة ِ تحديداً..!


2 ـ


من بين أصابع السياب نهضت ْحمامةٌ
ثم جلستْ في قلبِ الحبْ،،
كأنها عشتار.
وفي كلِ يوم
راحتْ تعزفُ بهديلها العذب
قوانينَ حمورابي
وترقصُ..،
وعلى ملامحِ الصباح
فرشتْ ألوانَ قوسِ قزح
كي تغسلَ الدجلتين
في محراب الروح.!
........................
من بين أصابع السياب
تساقطتْ أنهارُ دموعِها
حتى غابتْ السماءُ
وتفتحتْ نوافذُ المآذن
في صهيل قلمي..!!
إنها أسرارُ الكارثةِ
تعصرُ زبدَ التأريخ
وتقول:
(( الشمسُ أجملُ..))
لكن الظلامَ لَهُ عيون.!!


3 ـ


في لجةِ المؤامرةِ
أتصلَ سيبوية بأستاذهِ الفراهيدي قائلاً لهُ:
وأنا مابين عينيّ الكسائي تذكرتُ غيثَكَ النحوي وهو يزرعُ في ترابي بذورَ كلام الله، وكنتَ أنتَ ذلكَ الفلاح الذي تركّ حقائبَ الدنيا ليتخذَ لهُ في جناتِ تلكَ اللغةِ
بيتاً يتلألأُ بما لذّ وطابَ من أسرارِها..!
وفي تلكَ اللحظةِ وأنا مازلتُ بينَ عينيّ الكسائي أدركني ملكُ الموتِ ثمَ همسَ في أُذنيّ : أذهبْ بعيداً عن مسجدَ هذا الكسائي هناكَ سألتقيكَ في وادٍ مقدس وسنصلي معاً، بعدها سأرفعُكَ إلى الشمس كي تبقى معها مشرقاً بالوجود.!
قالَ ذعذاعُ: بعدها
أنقطعَ الإتصالُ فجأةً،ثم تلاشى سيبوية..!!
ألتفتُ إلى اليمن
فإذا بتابوتٍ فارغٍ يدمدمُ ..!!
قلتُ في نفسي:
لقد وقعتْ الواقعة!!

4 ـ

صعدتُ إلى القمةِ!
كانتْ المدينةُ لم تُدركْ سببَ نهاياتها بعد.
في كلِ مكان
أقدام ٌ لها ذيولٌ طويلةٌ
ومقوسةٌ..!!
ثمةَ كروشٌ
عليها رؤوسٌ مثلثةٌ
وأخرى مربعةٌ
وثالثة مستطيلة ُ الطرق!
أما الأصابعُ فهي دائريةُ المعنى
وبأشكالٍ لاتتفق مع أقطارها من حيث المساحة
فإنها تتخذُ شكلاً بحجمِ الهدفِ المبرمجِ لها!!
المدينةُ لم تُدرك سببَ نهاياتِها بعد!
عناكبُ جاهزةٌ في كلِ الزوايا.
اللعنةُ عليكِ أيتها الحدود
أنتِ فقط
تمتلكينَ حقَ العبور
وبجوازٍ أمريكي..!!
لا لن أقولَ لأحدٍ
رأسي في زنزانة ٍ ضيقةٍ
وعشراتُ الحرس بين عيوني
كما إنني كذبتُ عليكم
لم أصعدْ إلى القمةِ!!
بل هي من صعدتْ إليّ!
في ساعةٍ متأخرةٍ
بعدما جلستْ الأقدامُ
والتي لها ذيولٌ طويلةٌ
ومقوسة!
جلستْ
وكأنها جدارُ الصين!
جلستْ جميعُها
فوقَ
رطبِ النوافذ
وفاكهةِ النهر..!!


5 ـ


مؤسسة الجبن الأصفر تمنح الفئران أصحاب الشهادات العليا لقبَ
((الجرذ الكبير في علوم السياسة والتفكير))
ليس هذا إكراما للفئران
بل دعاية ً إلى الصناعة الوطنية للقوارض..!

6 ـ

بملامحِها صورٌ من محافظة ميسان
قفزتْ وكأنها نشوةُ خمرٍ
في رأسِ الحسن بن هاني!!
ميسانُ
تلكَ الطفلةُ اليتيمةُ
التي منحتْها شمسُ محافظِها
لقبَ أميرة الجنوب!
وذلك بسبب ميزانِ الحق المشرق
من قلبِ هذا الحاكم النبيل،
لهُ كرم حاتم الطائي،
وشجاعة الصحابة .
......................

وكأنها نشوةُ خمرٍ
هذهِ النشوةُ جاءتْ بهِ ـ أبن هاني ـ
إلى هارون الرشيد
كي يقذفَ إليهِ بما حملَ وتَحَمْلَ
من أسئلة ٍ
بدأتْ تتصارعُ في ذلكَ الرأسْ.!
قالَ الحسن بن هاني:ـ
سيدي: ( هارون الرشيد)
لماّذا بغدادُ اليومَ مرقشةً بثقوبِ الغرباء
وعلى جبينِها
تفرشُ الصحراءُ
بما تشاءُ من الرمالْ
كما إنّ على جسدِها
من كلِ حدبٍ وصوبٍ
يهرولونَ وكأنهم بغالْ..؟؟
وأنتَ تعلمُ ـ سيدي ـ بالحالْ!!
لقد نسيتُ أيضاً أن أقولَ لكَ
أنّ ثيابَها سُرقتْ
وليسَ لها من دستورْ
ثابتٌ وقويٌ كي تثورْ
ولا رجالٌ تحرسُها
وتخرجُها من الظلماتِ
إلى النورْ.!
وهنا
توقفَ الحسن بن هاني عن الكلامْ
ثمةَ دموعٌ أطاحتْ بصوتِهِ
فأطبقَ الظلامْ.!!
في هذهِ الساعة
والتي هي حبلى بصمتٍ عنيدْ
نهضَ فيها هارونُ الرشيدْ
تاركاً كرسيَهُ المطيع
وغادرَ المجلسْ.!!
ولم يبقَ أمامَ أبن هاني
إلاّ خيالُ حاكم ٍ أخرسْ..!!
قالَ ـ أبو نؤاس ـ
ميسانُ هي الوطنْ
بغدادُ في ذاكرتي هواءْ
وفي خاصرتي بكاءْ..!!
وهنا
توقفَ ذعذاع ٌ عن التواصلْ
ترنحتْ حروفُه ُ
وغابَ في الصراخِ
والحريقْ..!!


7 ـ

بحجمِ الإشارةِ إليه
قطفَ لهُ صمتاً
ثمَ كتبَ ببياض الليل
لغة َ السواد.!!
حينها قالَ لنا:
أنا أحمدُ بن عبد الله التنوخي
قبلَ أكثرَ من زمن
كنا معا ً... في الرطب
أنا وقصائدُ السياب
كانتْ البصرةُ حبلى بالملح
ولما جاءتْ مريمُ
لم نتساقط ْ.!!
بل
قالوا كيفَ نكلمُهم وهم رقود؟!
قالتْ بغدادُ:
لم تأكلْهم الحربُ!!
إنهما نهرانِ
يلتقيانِ في الحبِ
ولا يلتقيان.!!
وبحجمِ الإشارةِ إليه
قطعوا لسانَ بدر شاكر
وكفيّ المعري..!!
كذلك جاءوا بقميص الفاو
بلا أزرار.!!
ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ : ـ
((..أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ..)).!

حينئذٍ جاءتْ سيارةُ
وصاحَ يعقوبُ :ـ
يا ذعذاع
يا..، يا...، يا
فيرجعُ الصدى
كأنّهُ النعاس
إنكم لسارقون!!
ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ : ـ
لقد أمسكَ بالهور
حتى أبتسمَ الطينُ!!
عندئذٍ
كي يبقى بصيرا ً
لم يُسالْ يوسفُ
عن الجبْ!!


8 ــ


قبلَ أن نتفرقَ
ونفخخَ بعضَنا بالموت
لابدّ لنا نقفُ جميعاً كعراقيين
كي ننحني إلى شهداءَ
على مراكب أرواحهم
تطوفُ أفئدةُ الأمهات
ببكاء أطفال يتامى!!
اليومَ
في شوارعِ عيوننا ـ أيضا ً
قوافلُ جديدة،ومتجددة
من شهداءَ رحلوا ببقايا حقوقِهم!!
وهم الآن في نواح ٍ دائمٍ على أطرافِهم الغائبة.
إذن
لابدّ لنا جميعا
كعراقيين
أن نُعيدَ لهم شرفَ النور
ـ في أحسن تقويم ـ
اليومَ
يتراكضُ في رؤوسِنا
رصاصٌ،وغازات سامة،وجيوش من الثأر،
كذلك ظلامٌ دامي في مناطقَ عمياء!!
قبلَ أن نتفرقَ
لابدّ لنا أن نقفَ أمامَ رؤوسِنا
ونطالبُها بالتخلي عنا
أو عند رماد التأريخ، وإلا
سنبقى ندور في براكين جائعة.
أخيرأ
قبلَ أن نتفرقَ
ونفخخ بعضَنا بالموت
يجب علينا أن نصلي
إلى عراقٍ
كانَ يتيما ً
ومازالَ يتيما ً
ونحنُ بهِ ميتون..!!


9 ــ

مازالَ الغسقُ يبكي حتى أطبقَ الليل
السماءُ تغتسلُ بدموع الملائكة..،
والأرضُ فرشتْ ترابَها بالسواد!
لم يكنْ لسانَهُ يابسا ً،
ولابطنَهُ في نعاس
قررتْ شفتاهُ أن لا تقف عن ذكر الله
وقلبُهُ أن ينبضَ بالتسبيح.
ينامُ المكانُ والزمانُ إلا هو
يعيشُ في حدائقَ التوحيد!
شاهدَ رأسَهُ قبلَ أن يموت
حينها دفنَ المسافات،
ثم قالَ إلى الحجاج:ـ
أنتَ زبدّ البحر
وأما ما يمكثُ، وأشارَ إلى نملة ٍرشيدة ٍ
يُقاسمُها خوفُها على قومها
(يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يَحطِمَنَّكُم سليمان و جنوده وهم لا يشعرون)
أشتعلَ الغضبُ في رماد الحجاج، صرخَ بهِ:

(( الحجاج: ما اسمك؟ سعيد: سعيد بن جبير.
الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
سعيد: بل أمي كانت أعلم باسمي منك.
الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك.
سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى.
سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا.
الحجاج: فما قولك في محمد.
سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى
الحجاج: فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟
سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت.
الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟
سعيد: لست عليهم بوكيل.
الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟
سعيد: أرضاهم لخالقي.
الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟
سعيد: علم ذلك عنده.
الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي.
سعيد: إني لم أحب أن أكذبك.
الحجاج: فما بالك لم تضحك؟
سعيد: لم تستوِ القلوب وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار.))
في هذه الساعة
تغيرتْ المعادلاتُ في أنفاس الحجاج
قالَ إلى أبن جبير، ماذا تقول لو منحتكَ ما تقرُ به عيونك من الدنيا؟
قرأ لهُ سعيد : (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .))
الحجاج: هل تريد أن اعفو عنكَ؟
سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر.
الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.
سعيد: يضحك!
الحجاج: ما أضحكك؟
سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك!!
...... ....... .......

مازالَ الغسقُ يبكي حتى أطبقَ الليل
في الليل
ثمةَ منارةٌ بلا جسد
تنظرُ إلى العراق
هناكَ في كلِ نوافذ العيون
رؤوسٌ بلا وطن
وأجسادٌ على ترابِها
آثارُ القتلة.!!
قالَ ذعذاع: ـ
في هذا اليوم
شاهدتُ أبوابَ جهنم تعوي
وشاهدتُ الجنة َ تغسلُ الطريقَ إلى الشهداء
10 ـ

على عيون العراقيين مارثون للكراسي الحالمة بكعكة الغد!!
كراسي لاتحب (( الضوء ولا الماء ولا الخدمات التي يتمناها المواطن الناخب))، بل تحبُ فقط أسرار الكعكة المصنوعة محليا ، وأمريكيا

11 ـ

من بعيد
فإذا بشيخٍ على ملامحه ِ تشرقُ الأنوارْ!
دخلَ إلى المحراب مابينَ النهرين،
ثمَ سجدَ إلى العزيز الجبارْ.
شاكراً لهُ نعمةَ الوصولْ
طالباً منهُ أنْ يفتحَ لهُ
أبوابَ العلمِ والتأويلْ!
على ما شاهده ُ في هذا المكانْ
من عجائب الزمان!
هناكَ جيوشٌ من الأرانب تعوي
ليسَ لها من مجيبْ!
وفئرانٌ
تقرضُ حتى الجدرانْ
تأكلُ الأخضرَ واليابس
ولها في كلِ نافذة ٍ حارسْ!
كما شاهدَ شيخُنا ـ مابينَ النهرين ـ
سلاحفٌ
تقودُ الصغارَ والكبار
بفتاوى يذوبُ منها الحديد
ولها جاذبية ُ أثواب العيدْ!
وفي منتصفِ تلكَ الكارثة
ثلة ٌ من حمامْ
تُحي الليلَ بالصلاة ِ والإستغفار
وفي النهارِ تنامْ!
قالَ الشيخُ :
بينما أنا في هذا الغبارْ
سرقني نعاسٌ جبار
إلى سفرٍ غريبْ
وحدي بلا حبيبْ!
إذ وقفَ بي
عندَ نخلة ٍ أرملة ْ
على جسدِها قبورْ!
وليسَ لها من رأس ٍ
كي أفهمَ منها ما يدورْ!
ثم عادَ بي
إلى نفس المكان!
فأستيقظتُ من رحلتي في الغيبْ
وحمدتُ اللهَ
على ما منحني من إلهامْ
وكشفَ لي
ما حدثَ
وما سوفَ يحدثُ
في بلاد النهرين ِ
من حلال ٍ وحرامْ!!
قالَ ذعذاع ُ :
من بعيد
فإذا بي أنا بلا ملامح!
أمشي إلى الرمالْ
وفي فمي أمة ٌ
حبلى
بمليون، ومليون
سؤالٌ، وسؤالْ!!


12 ـ

في سريرِ كلماتِنا
جرائمُ شرفٍ تتباينُ بأختلاف البطون المثلثة
والمربعة
والمستطيلة
أما البطون الدائرية الشكل
لا شكلَ لها!
كما إنّ أكبر الجرائم
تقودُها أصابعُ لها
عيونُ الليل،وآذانُ الصبح،وأفواه ُ الشفق!
وكذلك لها أقدامُ الذباب حينَ تجلسُ على الدم
ولا يهتزُ لها رمش!

في كلِ ثانيةٍ
على سريرِ كلماتِنا
يتفجرُ المعنى وبصمت!
وذلك بسبب تيارات الكراسي التي تتمشى بخفة ِ قطٍ شرس
تجردَ من جاذبيةِ الجوع نحو جاذبية الفريسة!

قالَ الدستورُ:
البلدُ يسيرُ والديمقراطيةُ تنبح!
أما عنترةُ بن شداد فقد ظلَ كأي مقاتلٍ نبيل ٍ يدافعُ عن القبيلةِ
وهم لهُ ناكرون!

قالَ الوطنُ:
لم ينزعْ أحدٌ منهم نعليه!
بلْ أقتلعوا أثوابي
ثم باعوها بثمنٍ بخس
حتى أورقتْ عيونُهم بجرائم التأريخ!

قالَ طفلٌ يتيم:
برحيل أبي وأمي
فقدتُ زهرةَ الحب
ونورَ الطفولة!

قالَ الزمنُ:
أحتاجُ إلى قليلٍ من النوم
أقلقني صراخُ الموتى!

قالتْ قبورٌ فارغة ٌ:
نرفضُ أن نستقبلَ تلكَ الجثث
والتي بلا رؤوس!

ضحكَ مجنونٌ وهو يغني:
كلنا مشينا بلا وطن
حتى ندافع عن ـ شرف ـ
ضاع الوطن!
ضاع الشرف!
محبوبته
محبوبته!


13 ـ


كلما يقفُ
تتساقطُ الزوايا
من رأسي،
تركضُ الكلماتُ.
فأنا بحرٌ
لغتي أمواج ٌ مدللة ٌ
تعترضُ أحيانا على أنفاسِ الريح
أثوابُها الداخليةُ أعمقُ من الصراخ!
قبلَ أن أعودَ للحرب
أشترتْ لها فلتراً
كذلكَ
قمصانَ تحت سقيفة ٍ أمريكية
كي لاتغصَ بسياسي التكسياتْ!
القمصانُ لايعني بالضرورة ما يغطي الجسد ،،ربما يعني
ـ حينما يقرر النهر أن يغني ـ هذا ما قالَه ُ العام 2003
إلى العام الذي لم يولد في رحم بغداد.
ثانية ً يركلُني قلمي
لغتي أمواج ٌ مدللة ٌ
الكلماتُ تركضُ
أقولُ لَه ُ ( قلمي)
عليكَ برائحة ِ الحطب
في تلكَ الدوائر تعطشُ السمكات.
لم يقلْ لي شيئاً
بل خلعَ أمزجة َ التراب
وجاءَ بتنور ..ثم جلسَ
وراحَ يكتبُ بطين سومر
يكتبُ عن نخلة ٍ
أصابها الطوفان ُ في رأسٍ
وبلا شك
هو رأسي
الذي بلا زوايا!