حريم الشيخ المراهق
حدوثة تنقصها الصراحة
بقلم / الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر

أستاذ جامعة بغداد / سابقاً
الجمعة 8/2/2013 / باتون روج / لويزيانه / أمريكا
************************************************** ************************************************** *************************************************
يحكى أن شيخاً مُراهقاً مَنَ الله عليه بالصحة والخير الوفير , فجمع في كنفه أربعة من النساء الجميلات وفق شرع الله تحت سـقـف واحد ,.. وجهز لكل زوجة غرفة عصرية تحوي أجود الأثاث ومخزن بما لذ َوطاب من خيرات ذلك الزمان ,..وكانت كل زوجة تضع راية تضعها فوق باب غرفتها مكتوباً عليها كتابة مميزة ليتعرف ( الحاج) على ساكنتها !
سارت حياة الشيخ المراهق وفق خريطة طريق ُرسمت بدقة متناهية ,..ألا أن بقاء الحال من المحال, فقد دبت أشاعةبين زوجاته مفادها:
أن الحاج قد شغف قلبه بحب صبية آية في الجمال, جاءت على ظهر دبابة أمريكية .. فأرتعبت الزوجات لخوفهن من أزاحة أحداهن!
ولذا عقدن أجتماعاً للحوار, وأتخاذ القرارات اللازمة لما يجب عمله للتصدي لهذه المؤامرة القذرة التي دخلت بيتهن من وراء الحدود,.. وهكذا تمخض الأجتماع بعدم السماح للحاج بالدخول الى صومعة أياً منهن في هذا اليوم عندما يحل المساء !, وقضي الأمر الذي كُنَ فيه يستفتين!
وما أأن أقترب موعد تشريف الحاج لبيته , كانت الزوجات قد أحكمن غلق أبواب غرفهن,..وهكذا نجحت خريطة الطريق لمواجهة عاصفة الصحراء , ألا أن ذكاء الحاج أفشل خطتهن, معتبراًعملهن أنقلاباً غيرمعترف به دولياً!
أعتادت كل زوجة أن تجهزللحاج حمام في فضاء الدارعند الفجر,.. لكي تبرهن لضراتها أن الحاج قد أتم عمله الثوري في تلك الليلة بالتمام,.. ولذا تراه يستحم لأزالة الجنابة والوضوء لتأدية صلاة الفجر !
حدس الحاج بوجود مؤامرة حيكت خيوطها بمهارة,.. وهذا أمر ليس بالغريب , وقال هذا من كيدهن أن كيدهن عظيم ,..ولذا توجه نحو المطبخ ونام ليلته بهدوء وسكينة, ورسم في مخيلته خطة للأيقاع بينهن !
نهض الحاج مبكرا قبل الفجر,..ً وأعد كل مستلزمات الأستحمام ,..وراح يستحم كالعادة في فضاء الدار! ,..وقد كانت الزوجات ترصد الجبهة في صحن الدار خوفاً من خيانة أحداهن من خرق المعاهدة وبعد دقائق دب الشك لدى كلاً منهن بحدوث خيانة وطنية لا يمكن السكوت عنها البته!,.. وهكذا هاجت العواطف, وحملت كلاً منهن السلاح الأبيض والخرطوش ,وراحت كل واحدة تتهم الأخرى بالخيانة العظمى وعدم الوفاء ,..وتبادلن ما لذَ وطابَ من الشتائم السوقية, وهددن بأستعمل الذخيرة الحية و المواد الكيمياوية والقذائف الصوتية !
نجحت خطة الحاج وغطس بالضحك عليهن ,.. مبدياً تأسفه على جهوده المضنية التي ضيعها مع تلك الزوجات المتخلفات وعلى قادة الأمة التي ترعى مثل تلك النوعيات من البشر الخانعة لشهواتها الجنسية كالبهائم لا نفع منهن سوى أرضاء ولي نعمتهن!
ترك الحاج داره وتوجه كسـائح نحو تونس الخضراء , الدولة العربية التي أندلعت فيها أولى ثورات الربيع العربي, فأزدادت ربوعها اخضراراً وعادت لمواطنيها الحرية والكرامة والعيش الرغيد !
تجول الحاج في تلك الربوع بمفرده متفحصاً وجوه الناس, آملاً التعرف على أحد ما من جيله,.. وبالصدفة وجد جمع من الناس يحيطون بشخص كان بالأمس مستبداً وصار اليوم ذليلاً يطلق عليه" زين الهاربين",...واقفاً يصغي لشاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابي :
أذا الشعب يوماً أراد الحياة = فلا بُدَ أن يصغي للجزيرة في قطر
شاهد الحاج شيخاً جليلاً وسأله عن سبب تغير لون هذه الحقول؟,..فقد كانت بالأمس خضراء وصارت اليوم مستنقعاً من الدماء الزكية الحمراء ؟
أبتسم الشيخ وقال :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى = حتى يراق على جوانبه الذمُ
تمعن الحاج بوجه الشيخ وقال هل (جنابكم) المتنبي؟.. فقل نعم بشحمه ولحمه ,.. فقال له الحاج ولمَ أصابنا الكدر وصرنا شَذَرَ مَذر؟ فقال : الظلمُ من شيم النفوس وأن = نجد ذا عفة فلعلة لا يَظلمُ
************************************************** ***