آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دور المرأة في الحياة العامة في العراق القديم

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي دور المرأة في الحياة العامة في العراق القديم

    دور المرأة في الحياة العامة في العراق القديم

    دياكونوف[1]

    ان مسألة مشاركة المرأة في المجالس النيابية في بلاد وادي الرافدين وحضورها والجلوس في المجلس تم تجاهلها من قبل الباحثين ولا يوجد هنالك أي دليل يؤيد مشاركتهن ولربما يعود ذلك إلى الغموض في المعلومات . وهنالك كتابة بابلية تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد تتضمن تعبيراً ينص على أن المرأة تكشف أعمال المجلس وهذا يعني أن المرأة كانت حاضرة في المناقشات وبصورة واضحة إن المرأة أعلمت نفسها بما جرى بطرق أخرى ولذلك فإن مسألة مشاركة المرأة في المجلس تبقى مسألة ليست لها أية إجابة . إن المجالس التي هي موضوع حديثنا تمثل المدن إلا أن التقسيمات الفرعية في المدن لها نفس التنظيمات كما أن الأحياء في المدينة تتمتع بسلطة قانونية ، ومن الواضح أن سكانها اجتمعوا في أوقات معينة لاتخاذ قرارات ، وعلى سبيل المثال نجد في قوانين حمورابي ان الحي هو الذي يقرر عفة المرأة بعد إجراءات الطلاق (المادة 142) أو أن يحذر رجل ما بأن حيواناته تمثل خطراً عاماً (المادة 251) .

    ويعد هذا البحث مقتبساً من دراسة موسّعة حول السكان في مدينة أور البابلية القديمة حوالي سنة 1800 ق.م. وبصورة أدق تتمحور الدراسة حول مجموعة عائلية عاشت في بيوتات عثر عليها ليونارد وولي وفريقه من الآثاريين . ورقم الأرشيف هو U16826 إلى U16830 ويعود ذلك إلى مجموعة من بينهم Imliknm Attaia ، Adablbani .

    وتركّز الدراسة على مسألة النساء في أور حيث هناك (300) اسم امرأة تم تسجيلهن في الأرشيفات ، ولابد من أن نشير أولاً إلى النساء اللاتي يرجعن إلى أكثر المجموعات شهرة ومن اللواتي كنّ تحت ظل السلطة الرجالية من الآباء والأزواج والأخوة اللواتي لهنّ الحق في الظهور في المواقف الرسمية بصحبة الابن الأكبر بالنسبة للأرامل . وهكذا نشير إلى Nuttuptum زوجة رجل الأعمال Imlikum، وعلى الرغم من أنها كانت تمارس أعمالاً عديدة فإنها كانت تنجز هذه الأعمال بموجب تخويل من زوجها .

    كما ان الأرامل كنّ يصاحبهن ابنهن الأكبر وكنّ يستطعن الدخول والمشاركة في أعمال أو علاقات اقتصادية أو رسمية مع شخص ثالث . ولدينا معلومات تشير إلى قدرة المرأة على إقامة علاقات تجارية مع طرف ثالث ولكن يصاحبها زوجها أو ابنها الأكبر في حالة وفاة زوجها .

    وورد ذكر نساء في مجال الميراث وربما تكون هؤلاء النساء من الكاهنات . أما البنات الأخريات فقد استلمن صداقهن من الأموال المنقولة مثلما هي الحال في المثال الخاص بـ (Rubatum) . ولكن يبدو في حالات معينة أن الكاهنات يمكن أن يتزوجن ، لذلك من الممكن أن تكون Ningallamassi التي ورد ذكرها في النصوص كانت من الكاهنات .

    أما فيما يتعلق بالتبّني فإن النساء يظهرن مع أزواجهن وهذا أمر طبيعي وهناك أمثلة كثيرة حول الموضوع منها تبني (Sin belili) من قبل (Ibassiili) و (guda) الكاهن مع زوجته Ningalremet من Im gur Sin وزوجته (U16826) Daqqatum والتبّني من قبل الاثنين للبنت Idiglatummj من شخص Erraimitti وزوجته Ahassnnu . وغير ذلك من الأمثلة .

    وباختلاف القاعدة المألوفة الخاصة بالمرأة تحت ظل السلطة الأبوية نجد في الأرشيفات والوثائق ثلاث مجموعات من النساء :

    1. في حالات معينة تظهر النساء طرفاً مستقلاً في عقد قانوني أو اتفاقية قانونية حيث توجد حالتين : إما أن تكون المرأة كاهنة ذات مرتبة عالية (entum) وهكذا en-Anedz. Entum تقدم زراعة النخيل إلى موطن المعبد . أو أنها فقيرة دون أي أقارب مثل Baburisat . وهناك حالات أخرى تقع بين الحالتين المذكورتين وهي طبقة من النساء اللواتي يتعاملن مع المرابين والاقتراض منهم ، وهكذا فإن Simaahati (الاسم يعني هي فقط [أي عشتار] هي أختي) اقترضت 3.5 شيقل من الفضة ، وقامت Nanaiaremet باقتراض 0.5 شيقلات من الفضة من الإله Nanna.

    1.هناك نساء ضمن القضاة في محكمة المعبد .
    2.هناك نساء يعملن كشاهدات .
    من هم النساء اللواتي ليس لديهن سلطة أبوية ؟ على أقل تقدير النساء البنات اللواتي ارتكبن " خطايا " ولذلك بقين في بيوت آبائهن . ففي مجتمع منظّم مثل المجتمع البابلي القديم لا توجد أية مكانة في بيت العائلة للبنت الكبيرة غير المتزوجة سواء أكانت بنتاً أم خادمة كبيرة من اللواتي ارتكبن الخطايا . فإذا لم تستطع البنت الزواج في سنتها الثانية عشرة أو الرابعة عشرة فإنها سوف تصبح معتمدة على والدها أو بالأحرى تعتمد على قدرة والدها في إعطائها مهر كافي ، أو كاهنة في إحدى الفصائل المختلفة أو (harimtum) ، وفي الحالتين لا تعود بأي حال إلى السلطة الأبوية وقد ورد ذكرهن في الوثائق وكذلك 178 – 182 من قوانين حمورابي وهناك معلومات قيّمة وردت في ملحمة ايرا Erra . وهناك صورة واضحة لحياتهم في ملحمة كلكامش .

    ويُذكر ان كاهنات المعبد هنّ أزواج أو صاحبات الآلهة . ففي المعابد الكبيرة والرئيسة هناك طقوس يتم تنفيذها حيث نجد أن الملك أو الكاهن الأعلى يقوم بدور الإله أو الإلهة وغالباً ما يكون مرتدياً للقناع وقد حدث ذلك ليس فقط في Inana-Dumuzi في أثناء طقوس الوركاء ولكن ربما في جميع المعابد .

    وتقوم الكاهنات في المعابد بوظيفة حيوية ولا عيب في ذلك من الناحية الأخلاقية علماً أنهن يمارسن دوراً مهماً وسلطة واسعة داخل البيت . وهنالك مجموعة من النساء من اللاتي يعرفن بسلوكيات معينة ربما لا تكون أخلاقية ولكن في منزلة دون الكاهنات وهنّ تحت رعاية Istar-Inanna في حين ورد في ملحمة كلكامش ان هؤلاء النسوة كنّ تحت رعاية الإله الرئيس الخاص بالعدالة إله الشمس هو الذي أخذ على عاتقه حمايتهن . وربما كان لهنّ طقوسهنّ الخاصة بهنّ من أجل حمايتهنّ وإضفاء السمة الشرعية لعملهنّ أو لتجارتهنّ ، وفي حالات معينة هناك اختلاف بين الكاهنة والمرأة الدنيوية التي تعرض جسدها حيث يتم دفع صداق (مهر) للكاهنة ومبلغ لا تستطيع كل عائلة تقديمه . وحسب قوانين حمورابي يحق للمومسة أن تأخذ مهرها من والدها .

    وفي بعض الحالات نجد أن هؤلاء المومسات لهنّ علاقات مع الشباب بحيث تأخذ شكل الزواج وهناك إشارات لهذا في ملحمة كلكامش . وحسب قوانين Pit Eshtal (27) يجب على الرجل الذي ينجب أو يُرزق بولد (طفل) من مثل harimtum أن يعطي نفقات مثلما تمنح للأم الأرملة أو البنت المؤجرة .

    وفي حالات عديدة يمكن أن نجد أن harimtum يمكن اعتبارهن مثل المومسات الأغريقيات حيث تقوم هؤلاء النسوة بتسلية ضيوفهنّ بالكلام والغناء والموسيقى ، ومن هؤلاء النساء نجد المغنيات والراقصات والموسيقيات وهناك صور عديدة تعكس ذلك. فإنهن يعودون إلى عبادة أو طقوس عشتار . وفي الشعر الآشوري – البابلي الذي يفترض علاقات متساوية بين الشباب والبنات فإنه مكرّس للمومسات.

    هناك ذكر لهؤلاء النساء في السومرية har-kid وفي الأكدية harimtum " الذي يتخفى " وتختلف وظيفة الكاهنات من مدينة إلى أخرى ومن معبد إلى معبد . إن أعلى مرتبة للكاهنة هي en (ewen) بالسومرية و entum (بالأكدية) ومرتبتها مساوية للرجل وتقترب مرتبتها من المرتبة الملكية . أما المرتبة الأخرى فهي Sum . وتتم ترجمة nin-dingir بالأكدية الى entum وهذه تسمية للكاهنات الآلهة المهيمنة . وبعد ذلك تأتي مرتبة nin-dingir التي تترجم كلقب بالأكدية kababtum أو ukbabtum ويبدو أن وظيفة هذه المرتبة تختلف من مكان إلى آخر ، ويبدو في آشور أن الإله آشور له عدة القاب ukbabtum وهذا يعني أن المرأة التي تحمل هذا اللقب هي صاحبة ولا ترتقي إلى درجة الزوجة . ولكن لا يوجد دليل يشير إلى وجود كاهنة في طقوس آشور أعلى من درجة ukbabtum .

    أما كاهنات ناديتم فهن عاقرات لا وجود لهنّ في كل المدن . في سيبار هناك الوصيفات أو الخادمات في الأديرة لـ (Aia) وفي معبد مردوك في بابل كان عليهن واجبات أو التزامات محددة تجاه الإله وباستطاعتهن الزواج ولكن لا يستطعن إنجاب الأطفال . وتترجم كلمة ناديتم naditum إلى السومرية بـ lukur ولكن هذه الكلمة السومرية في الألفية الثالثة شيء مختلف عن ناديتم في سيبار أو في بابل . وفي سلالة أور الثالثة هناك فصيلة من النساء تسمى lukur-kaskal أو lukur الطريق وهنّ صواحب الملك الذي يتم تأليهه . وهناك تقليد ينص على أنه إذا لم يتم تأليه الملك تختفي الصواحب إلى الأبد .

    أما المرتبة الأخرى الموجودة ضمن النساء فتعرف بـ nu-gig وبالأكدية qadistum " المقدسة " أو المكرّسة نفسها ، وكذلك kezertum " المرأة التي لها ضفيرة أو جديلة " . وكانت Istar-Inana هي nu-gig سماوية أو إلهية ، وعلى هؤلاء الإلهات أن يقدّمنّ أجسادهنّ إما للإله أو للغريب . وقد ورد ذكر هذه الفصيلة عند عشتار وغيرها حيث كنّ يقمن بوظيفة مقدسة وكان يحق لهنّ الزواج .

    إن قسماً من الكاهنات ربما كانوا يتزوجون ، وقد ورد في النصوص أن الأشخاص الذين يحملون أسماء أمهاتهم وليس آبائهم في أور هم أبناء إما harimtum أو nin-dingir . وذُكر أيضاً عند فولكنشتاين ان enetum كان لهنّ أولاد في الالفية الثالثة قبل الميلاد .

    ومن النساء الست اللواتي نعرفهن من أرشيفات Imlikum وأقاربه (U 16826-16830) هناك ما لا يقل عن اثنتين منهن كاهنات nin-dingir . وهناك ربما بنات ليس لهنّ أسماء ربما يكونون كاهنات nin-dingir أما Ningalremet ، زوجة الكاهن (Ibassiili) ربما تكون كاهنة في العبادة التي لا تتطلب كاهنات غير متزوجات

    [1]( I.M. Diakonoff: Women in Old Babylonia Not Under Patriarchal Authority, Jourral of The Economic and Social History of The Orient, Vol. XXIX, Part III, October, 1986 )


    ترجمة شهامة الدباغ
    عن الديار اللندنية رئبسة التحرير : سميرة التميمي


  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: دور المرأة في الحياة العامة في العراق القديم

    شكراً أخي الغالي الأستاذ "محمد عبدالوهاب الجبوري".
    موضوع قيّم يسلط الاضواء على الدور الإيجابيّ للمرأة العراقية
    في المجتمعات القديمة لبلاد الرافدين.
    تحيتي و احترامي و تهنئتي بالعيد السعيد.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •