Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
مقال حول (( التحمل البشري ))

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقال حول (( التحمل البشري ))

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    Neww مقال حول (( التحمل البشري ))

    التحمل البشري ( )
    اليك قصة امرأة المانية يرويها لنا الدكتور (هوبرت لانج) الذي كان طبيبها المعالج والمتتبع لأمراضها .. في مارس 1946 كانت السيدة (م) تشكو من سقوط الرحم مما جعل اجراء عملية رفع الرحم ضرورية. وفي 14 آب 1946 اضطرت ان تجري عملية حرف الرحم بالنظر لحدوث نزيف بعد عملية رفع الرحم السابقة. وفي 28 تشرين الأول 1946 اشتبه الأطباء بوجود ورم في الرحم فأجرت عملية استئصال الرحم والزائدة الدودية بنفس الوقت، ونتج من هذه العملية إمساك شديد نتيجة تشنج القولون (الأمعاء الغليظة)، كما أصيبت بشلل جفن العين مع ارتفاع ضغظ الدم. وفي 13 مايس 1947 اجريت لها عملية استئصال قسم من القولون، وفي 6 كانون الثاني 1948 اضطرت الى اجراء عملية استئصال جميع القولون بسبب انسداد الأمعاء على اثر العملية السابقة. وفي 4 شباط 1948 اصيبت بمغص حاد في المجاري الصفراء مما اضطرها الى اجراء عملية استئصال كيس المرارة حيث تبين اصابة كيس المرارة بإلتهاب حاد مع وجود حصو فيه.
    وفي 12 مايس 1948 اجريت لها عملية اخرى لوصل مجرى الصفراء مع الإثني عشري. وفي اشباط 1949 اجرى لها نفس الجراح عملية وهي سد ناسور المجرى الصفراء واستئصال ورمين معه. وفي 14 اذار 1951 – أي بعد سنتين- ظهر ورم غير خبيث في الثدي الأيسر فاستئصل بعملية اخرى. وبعد شهر في 4 مارس 1951 استئصل ورم مماثل للسابق في الثدي الأيمن. وفي 10 نيسان 1951 اصيبت السيدة بتخثر التهابي في بعض الأوردة مما اضطر الجراحين الى استئصال هذه الاوردة. وفي 3 تشرين الثاني 1951 اجريت لها عملية ربط مجرى الصفراء بالمعدة بالنظر لحدوث يرقان شديد من انسداد ذلك المجرى. وبعد 17 يوماً من ذلك التاريخ نقلت المريضة الى قسم الأمراض الباطنية من المستشفى لإصابتها بالتهاب الكبد. وفي سنة 1953 اصيبت بكسر في غضروف مفصل القدم الأيسر واضطرت الى لبس قالب الجبس لمدة اسابيع. وفي مارس 1954 اصيبت بدمل كبير في الإبط على أثر التهاب الغدد اللمفاوية فأجريت لها عملية صغيرة كذلك. وفي 29 ايلول 1954 اضطر الجراحين الى اجراء عملية فتح البطن لحدوث انسداد في الأمعاء الصغيرة.
    وفي 28 تشرين الأول 1954 اجريت لها عملية استئصال الاعصاب السمبثاوية كمحاولة اخيرة لمعالجة الآلام الناتجة عن التصاقات الأمعاء وانسدادها المتكرر. ويعلق الراوي على ذلك فيقول بأنها لا تزال حية لحد الآن... ولا يدري متى ستحدث الاصابة القادمة؟. ومع أنه يوجد بعض الأرتباط العلمي المنطقي لهذه المصائب المتلاحقة فإن هذا التسلسل والتقارب يعد من الحوادث الغريبة في تاريخ الطب. فقد بلغت العمليات الجراحية التي تعرضت لها ستة وعشرون عملية كبيرة وخطيرة بالإضافة الى الأمراض الباطنية الأخرى والعلاجات المتعددة. وأخيراً الحالة النفسية للمريضة، ترى ماذا كان شعور هذه المريضة؟ الم يتطرق اليأس الى قلبها؟، الم تفكر في التخلي عن حياة منغصة مزعجة؟ كلا، فإن قوة خارقة ساحرة كانت تزودها بطاقة الحياة والكفاح، وانها قوة متأججة تلك التي تكمن في النفس البشرية وفي ردهات المستشفيات وفي صالات العمليات، نجد هذه الروح وهي التي تبعث الحياة في أناس فقد الأمل فيهم الأطباء.
    توفي رئيس احدى الشركات الكبرى في بريطانيا عن عمر جاوز المائة سنة. فلما اجري التشريح على جثته وجد فيه مجموعة من الامراض المبعثرة في معظم انحاء جسمه بحيث ان كل مرض لوحده كان يكفي لأن يثقل على حياة الأنسان. فكيف اجتمعت كل هذه الأمراض ولم تستطع ان تزعج ذلك الرجل الذي عاش حياته بكل أوجه النشاط المعروفة؟. إنها تلك الروح مرة أخرى. وفي المجتمعات البسيطة نعثر على نماذج من التحمل البشري تثير العجب ففي الريف نجد المرأة مثلاً وهي حامل في الأشهر الأخيرة ومصابة بفقر الدم وسوء التغذية ومع ذلك فهي تقوم بأعباء يعجز عنها الرجال، ثم اذا وضعت حملها اذا بها تغادر الفراش لتواصل اعمالها الأعتيادية بعد بضعة أيام. وما أعمال فقراء الهنود من سحق الزجاج بالفم والمشي على النار والنوم على المسامير وكسر الصخور على الصدور إلا أمثلة أخرى للتحمل البشري وما يمكن أن يبلغ اليه التدريب والأحتمال. نشرت احدى المجلات نبأ الطيار الامريكي الذي اضطر ان يلقي بنفسه من طائرته المحترقة وهي على علو آلاف من الأقدام وكان يسقط بسرعة تفوق سرعة الصوت ثم اصطدم وهو بهذا الإندفاع الهائل بسطح البحر وكأنه اصطدم بصخر. ولقد انتشل بعدئذ من البحر وهو فاقد الوعي مشوه الصورة على شفا الموت، وبعد ستة أشهر رجع الى حياته العادية مع بعض التشويهات طبعاً. وهنا نلتقي مرة اخرى بنفس القوة السحرية في الإنسان فلا تعجب بعد ذلك إذا علمت بأن الإنسان اذا فقد احدى كليتيه فإن الكلية الأخرى تقوم بعمل الإثنين وأن الكلية الواحدة تستمر على عملها حتى لو مات ثلاثة ارباع مافيها من خلايا ... وهذا ما ينطبق على الكبد أيضاً. ولا تعجب إذا علمت أن إنساناً عاش عدة سنين ورصاصة مستقرة في شفاف قلبه لم يجرؤ الأطباء على استخراجها سابقاً وعاش كأي انسان إعتيادي. ولا تعجب إذا سمعت قصصاً أخرى من التحمل البشري، ففي كل خلية من جسم الإنسان وفي عقله وفي قلبه توجد تلك القوة المكافحة من أجل الحياة، فلنؤمن إذن بإمكانيات الطاقة البشرية ولنؤمن بأن الإنسان ممزوج بطاقة الكفاح والحياة ولندرك بألا يجب أن ندع اليأس يتطرق الى قلوبنا وللأمل أن يتلاشى في مشاعرنا لأن الطاقة البشرية هائلة ضخمة وهي قوة الأمل والكفاح ضد كل أذى وشدة، فإذا ما تراكمت العلل ولاح شبح الهلاك فلنتذكر هذه القوة في أعماقنا ... ولنعش على الأمل.


  2. #2
    شاعر
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية عبدالله بن بريك
    تاريخ التسجيل
    18/07/2010
    العمر
    62
    المشاركات
    3,040
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مقال حول (( التحمل البشري ))

    موضوعٌ هادف قيّمٌ و معزّز بالأمثلة الصارخة بالواقعية.
    يزود المتلقي بشحنات كبيرة من الأمل و التحدي.
    تحيتي و تقديري،أستاذنا"د.تميم فخري الدباغ"

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أستاذ بارز الصورة الرمزية تميم فخري الدباغ
    تاريخ التسجيل
    02/10/2006
    العمر
    60
    المشاركات
    214
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: مقال حول (( التحمل البشري ))

    السلام عليكم
    شكرا استاذ عبد الله على هذه الكلمات الجميلة بحق المقال ،رغم ان المقال كتب منذ اكثر من 30 عاما من قبل والدي الدكتور فخري الدباغ رحمة الله عليه ،ولهذا فقط اردت الاشارة انني هنا انقل وانشر من مقالاته لان المنتدى خاص باسمه هو وانا احاول جاهدا تثبيت كل ماقام بنشره رغم ان ذلك صعب جدا لانه قد كتب اكثر من 300 مقال .ولكني احاول جاهدا جعل ذلك صدقة جارية له .كما اني احببت الاشارة انني لست من حملة شهادة الدكتوراة بل انا بدرجة رئيس مهندسين في اختصاص هندسة الحاسبات في جامعة الموصل -كلية هندسة الالكترونيات .واكرر شكري وتقديري العميقين .خصوصا وانني الاحظ ان عدد المشاهدات للمواضيع التي انشرها كثيرة ولكن لاتوجد اية تعليقات سواء بالسلب او الايجاب .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •