المتهم بتفجيري طرابلس يعترف بتكليفه من قبل مخابرات الأسد
بعد مضي 21 ساعة من التحقيقات والأسئلة الذكيّة تمكن المحققون في شعبة المعلومات (قوى الآمن الداخلي) من تثبيت تورّط الشيخ أحمد الغريب وعدد من أفراد عصابة بشار الأسد الذين يعملون في لبنان، وتحديداً في طرابلس، تحت حساب جماعة رفعت عيد (العلوية) التي تقيم إمارتها في جبل محسن شرقي مدينة الفيحاء، أما من أفشى السرّ ووشى على الغريب فهو معاونه والذي أصبح مخبراً عليه مصطفى حسون.
وبحسب مصدر أمني من وزارة الداخلية اللبنانية أكّد أنه "بعد الإستجواب الثالث لكل من الشيخ والمخبر مصطفى حسون في تفجيري طرابلس نهار الجمعة الفائت، وخلال عزل كل منهما على حدى في غرفة مستقلة، وبعد جمع الأجوبة والتحريّات، إعترف الغريب بأنه كان مكلفاً من أجهزة تابعة لنظام بشار الأسد وجماعة حزب الله والذين يوظفون لحسابهم بعض العائلات السنيّة في الشمال، لوضع المتفجرتين".
وبحسب المصدر "الغريب إعترف بأن هذه الجهات طلبت منه وضع المتفجرتين في هذا اليوم أولاً لدرء الأنظار عن جرائم الأسد الكيماوية بحق شعبه الأعزل في سوريا وإلصاق جميع الجرائم التي تحصل هنا وهناك بالمعارضة السورية، وثانياً لربط بين جريمتي طرابلس مع حادثتي التفجير في الضاحية الجنوبية، خاصة أن الفترة الزمنية بين الحادثتين أقل من إسبوع، وبذلك تثبت التهمة على الجيش الحرّ وعلى المعارضين السوريين أنهم يقومون بجرائم في سوريا ولبنان، ما سيؤلّب الرأي العام ضدهم".
أما تفاصيل القبض على الغريب يرويها المصدر الرفيع المستوى وهي كالتالي "بعد تفحّص كاميرات المراقبة التي كانت موجودة أمام مسجدي التقوى والسلام، أي مكان الجريمة والتي أودت بحياة 45 ضحيّة و530 جريح أثناء صلاة الجمعة، وعند الغروب من ذات اليوم تم التنبّه من خلال إستعراض الصور إلى وجود أحمد الغريب في مكان الحادثة الأولى، بينما كان يتحدّث بهاتفه والنيران خلفه، فتم إستحضاره إلى شعبة المعلومات في سرايا طرابلس وتم التحقيق معه".
ويضيف المصدر "التناقض في إفادات الغريب وأجوبته المغايرة بين جلسة إستجواب وأخرى، إضافة الى الوقائع الظرفية، وتحليل حركة إتصالاته الهاتفية وكشف حركة عبوره الحدود في اتجاه الأراضي السورية ذهاباً وإياباً، كلها خيوط أدّت بمجملها إلى كشفت تورّط الغريب بالتفجيرين، ويبقى امام القضاء العسكري الذي سيتسلّمه موقوفاً التوسّع في التحقيقات لتبيان دوره الفعلي ومدى تورّطه، خاصة بعدما ثبت أنه كان على علاقة بالمخابرات السورية وعلى معرفة بالمتفجّرات وبنك الأهداف".
وبحسب المحققين في الشرطة العسكرية وبحسب المعطيات لديهم، فقد أظهرت التحقيقات أنّ "مصطفى حسون كان على خلاف مادي كبير مع الغريب كونه نفّذ له مخططات كمراقبة المناطق ودرسها جيداً، وكان في وقت سابق يعمل على تهريب الأسلحة التي تأتيه من جماعة حزب الله ومكتب للمخابرات السورية في المدينة، وهو عبارة عن مكتب سياحي للتمويه، وتوزيع الأسلحة على أبناء جبل محسن لمقاتلة أبناء طرابلس، وبعد ساعات من التحقيق أظهر حسون التناقض الواضح بين افادته وإفادة الشيخ الغريب، ليتبيّن أنّ المخبر فعلاً على خلاف مادي مع الشيخ إلّا انه يكذب في ما يتعلّق بالجوانب المالية بينهما".
أمّا الغريب الذي تمّ التناوب على استجوابه على عدة مراحل، فكان يُسأل في كل مرة الأسئلة ذاتها ولكن في صيغ مختلفة، وكانت أجوبته تختلف في كل مرّة ولا تتطابق مع إفاداته السابقة. وبعد مواجهته بالحقائق اعترف بأنه كان على علم مسبق بالتفجيرين وبوسائل التفجير وانّ الجهة التي تقف خلف العملية سورية.
تجدر الإشارة إلى أن الغريب وزمرته التي تنبح في بوق الأسد لم يكونوا أول من علم بخبر التفجير قبل حدوثه، فأيضاً الإعلامي التابع لبلاط المجرم الأسدي سالم زهران هو أيضاً من تنبأ بهذا الخبر قبل وقوعه بـ12 ساعة وذلك بالأدلة والمستندات، أبرزها ما أفصح عنه من معلومات خطيرة حين غرّد على موقعه على "التويتر"، فعند الساعة الواحدة ودقيقتين بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة (أي قبل وقوع الحادثة)، ظهرت هذه "التغريدة" للمدعو زهران ومضمونها الحرفي الموثّق بالتالي"غداّ يوم الجمعة من العبادة والصلاة إلى القلق والتفجير والتوتير، لبنان ع خط الجمعة بعد العراق، سورية، مصرأهلاً بكم في الربيع العربي".
وبما أنّ الزهران لا يعرف بأنّه اشتهر بقدرته على قراءة المستقبل أو أنّه من المنجمين الموهوبين، فإنّ علاقاته بأجهزة القمع الأسدية وأقبية المخابرات السورية تضعه في خانة من علم بالجريمة قبل وقوعها وصمت عنها، هذا إذا لم يكن مشاركاً أو مسهلّاً لمرتكبيها.
وقد دعا ناشطون لبنانيون اليوم مكتب "شعبة مكافحة الجرائم الإلكترونية" في لبنان بمراقبة صفحة زهران والطلب من المركز الرئيسي لمواقع التواصل الإجتماعي بإسترجاع ما كتبه زهران (عبر برنامج الأرشفة)، لتكون آدلة واضحة ضده وليتم إستدعاؤه إلى التحقيق لربما يقرّ هو الآخر بمعلوماته المخابرتية الأسدية الإيرانية.
عن أورينت نت - ربيع دمج
المفضلات