أوباما وفي جولته بأفريقيا وعلى خطوات كنيدي الذي أزعج مركزه الحقوقي المغرب في الصحراء، قام بخفض المساعدات العسكرية الموجهة إلى المغرب، حيث ستكون زيارة العاهل المغربي إلى واشنطن تجاوزا لما يعيق العلاقات الثنائية في مرحلة بناء إستراتيجية أمريكية جديدة في غرب أفريقيا والساحل، وقد ألحقت أفريكوم مشكل الصحراء إلى نفس خانة مالي في مراقبة جوية واستخبارية واحدة. لكن فيما تدعو فرنسا لإبعاد شباط وبن فليس لتخفيف التوتر بين المغرب والجزائر.
فالجنرال البشير الصحراوي يهدد بحرب ضد المغرب، ويدافع عن هذا التوجه داخل الإدارة العسكرية الجزائرية إلى إدارة حرب تكتيكية في الصحراء ‘الغربية’ ولا يمكن أن تخرج عن نطاقها، حيث يرغب الجيش الجزائري في الهجوم على أراضي 1979 (التي كانت تابعة لموريتانيا في اتفاقيات مدريد) وتمكن البوليساريو منها في خطة عسكرية لتنفيذ مشروع طرحه بوتفليقة على الأمم المتحدة ويقضي بتقسيم الصحراء، لكن ما خفي من رسائل التصعيد الجزائري- المغربي يؤكد وجود خطط سرية تستبعد الحرب.
فدخول إسبانيا على الخط من خلال زيارة العاهل الإسباني إلى المغرب، حيث كشف تقرير أمريكي أن تصريحات حزب الاستقلال باستعادة مدن على الحدود المغربية الجزائرية دون المطالبة بسبتة ومليلية يؤكد على وجود خطة دولة، وهو ما يفسر أن 6 تقارير إسبانية تؤكد على أن ملف سبتة ومليلية مغلق في عهد فليبي دي بربون فخروج حزب الاستقلال إلى المعارضة ووقوفه إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي الداعي لطرد بعثة الأمم المتحدة من الصحراء ‘الغربية’ تكريس لحل راديكالي لإدماج الإقليم في المملكة بمساعدة إسبانية على أساس إغلاق ملف سبتة ومليلية مع الملك خوان كارلوس وولي عهده فليبي في خطوة تسبق خطوة قريبة لانتقال العرش الاسباني. فطرد الأمم المتحدة من إقليم الصحراء ‘الغربية’ لا تستدعي حربا إسبانية على المغرب، لكن جزائرية ‘محدودة’ تدخل في إطار ‘الاحتمالات القوية’ حسب الجيش الأسباني، كما سيكون سيناريو الطرد غير مستساغ والمغرب عضو- غير دائم- في مجلس الأمن، كما لا يمكن إعلان هذا القرار وهو بعيد عن مجلس الأمن.
فدخول أمريكا القوي في الصحراء ‘الغربية’ عبر توصية تحفظت عليها إسبانيا للحفاظ على الاستفتاء حلا نهائيا للمشكل المذكور، وجاء أساسا لمنع المغرب من طرد بعثة الأمم المتحدة من الإقليم، وفعلا فهمت الرباط أن استقرار’المينورسو’ جزء من المسار الأممي، فمساعدة المغرب لتقدم إسبانيا إلى الشريك الأول أو الاقتصاد الأول في المملكة العلوية شيء محقق، بعد إلغاء ملف سبتة ومليلية من الأجندة الثنائية ودفاع مدريد عن استقرار الأوضاع في الصحراء ‘الغربية’ لا يفيد فرصة جديدة للحل في الصحراء الغربية حسب الأمريكيين، فإسبانيا لا تهتم للتقدم الديمقراطي بالمملكة، لأن الديمقراطية المغربية، يقول الجيش الاسباني تثير ملف سبتة ومليلية، كما تعرقل الوصول إلى الاستفتاء في الصحراء، فيما تقف الأحزاب الأسبانية والجيـــش على تقدم الشركات الأسبانية في المغرب والتعاون الاقتصادي بين المملكتين، فإسبانيا حاسمة في إدارة الضغوط مستقبلا على المغــــرب، بموضوع الصحراء الغربية ولن تكون المقاربة الأمريكية جزءا منها، لكن الحسابات الجزائرية تريد إنهاء حسابات في ملف الصحراء الشرقية. لكن التطورات في ملف الصحراء ‘الغربية’ ليس قضية جزائرية- مغربية فقط، بل أمريكية – فرنسية، و لا يزال غرب أفريقيا مفتوحا على إعادة رسم خرائطه، وعلى الكبار وحدهم تقسيم الأدوار للآخرين.
نزار القريشي