آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الليبرالية ترفض الإسلامي وتغازل الإخوان

  1. #1
    مدير عـام الصورة الرمزية مصطفى الزايد
    تاريخ التسجيل
    21/08/2008
    المشاركات
    1,382
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي الليبرالية ترفض الإسلامي وتغازل الإخوان

    «الليبرالية» ترفض «الإسلامي» وتغازل «الإخوان»

    مصطفى الزايد


    «المعارضة الليبرالية»: نسعى لإقامة دولة ديمقراطية تتناسب مع تنوع ثقافة الشعب السوري بعيدا عن المنظور الأحادي الضيق. زمن الحكومات الدينية ولى.

    «المجاهدون»: خرجنا مضحين بأنفسنا في سبيل الله نريد إقامة حكم إسلامي، ولن نكون مطية لغيرنا. من يريد التحكم في شكل الدولة المقبل فلينزل ويحررها.

    «العوام»: تجربة «مصر» علمتنا أن الديمقراطية خدعة، وأمريكا لا تسعى لتربية الاسد.


    سورية هي الوجع الذي يقض مضجع بني إسرائيل، لكن جرحها الفادح لم يوقظ الأمة المخدرة التي لم تستطع رغم كل تطورات الأحداث تكوين رؤية عربية تتخذ موقفا عمليا دون غطاء غربي «أمريكي»، مع علم الجميع بأن تدويل القضية السورية سيخرجها من يد العرب وأيدي الشعب السوري؛ فأمريكا إن دخلت فلن تخرج دون تعيين حكومة تنوب عنها لا تختلف عن النظام المزاح إلا في الوجوه، ولنا في العراق عبرة.

    ولكي لا نتخادع وندفن رؤوسنا في الرمل علينا أن نكون أكثر شجاعة في مواجهة مصير اخترناه، واختيار مستقبل نصنعه بالثبات والتضحيات، لا يرسمونه لنا باستسلامنا ورضوخنا لكل ما يطرحون من حلول.
    ولعل أقسى ما نواجهه في ثورتنا هو التشرذم والخلاف الذي سيكون مبررا لهم- بغطاء عربي- لفرض «وصاية» علينا وكأننا أطفال يتامى.
    وكلما برزت ظاهرة توحيد بين فئتين عظيمتين دق بينهما إسفين الخلاف بأيد ليست خفية لكنها تعرف كيف تتلاعب بالنفوس.

    ولعل أبرز مظاهر الخلاف تبدو لنا من خلال الاتجاهات الإسلامية «السنية» الموجودة في سورية المتمثلة في السلفية والصوفية والتبليغ والإخوان، بينما التشكيلات الإسلامية الجهادية خليط وإن بدت أو أبديت على أنها سلفية محضة.
    وقد استلمت قطر ذات الاتجاه الإخواني ملف القضية السورية قرابة السنتين، لكنها لم تستطع إيصال الثورة إلى حل لأنها كانت في أوج فورتها مقابل تعنت النظام الذي أصر على رفض كل معارضة غير التي صنعها في الداخل بمسمى «المعارضة الوطنية».

    فاستلمت الملف السعودية وسعت مباشرة إلى دعم الائتلاف بواجهته الجديدة المتمثلة ببعض اللبراليين. وخلال هذه الفترة انشغلت السعودية بالملف المصري، لكن يبدو أن هناك تنسيقا مع الائتلاف ووعدا بدعم جيد، لأنه نشط أخيرا بصورة واضحة ورسم صورة للثورة ومستقبلها على أسس محدودة بما يرضي الغرب ويزيل قلق إسرائيل، ورغم رفض الداخل للصورة فقد حظيت بقبول غربي استحصل الائتلاف من خلاله على وعود بالتدخل في إطار تنسيق مع دول المنطقة.

    تزامن ذلك كله مع تقدم الكتائب المجاهدة بقوة حققت لها انتصارات جيدة ووضعت يدها على أسلحة نوعية، ما دفع النظام إلى ضرب الكيماوي إشارة إلى وصوله مرحلة الخطر، فجاءت الفرصة وبدأت علامات التحرك الدولي للتنفيس عنه بالتدخل تحت شعار «تأديب النظام»، والحقيقة غير ذلك تماما؛ فهي فرصة لتأديب الكتائب التي رفضت الائتلاف، إضافة إلى كتائب قيمتها أمريكا بأنها إرهابية.
    وفهم المجاهدون اللعبة فانسحبوا من مواقع وتفرقوا تحسبا للأمر، وبذلك نفسوا للنظام فاستعاد أنفاسه التي كادت تكون الأخيرة.

    فرأت أمريكا أن يبقى سيفها مصلتا لتمنع الكتائب من التقدم من جديد، ويبقى احتمال تدخلها واردا في أية لحظة بناء على الاتفاق الدولي وإن انسحبت منه بعض الدول، فقررت لكسب الوقت عرض المشروع على مجلس الشيوخ. وهي ستتدخل سواء أوافق المجلس أم رفض، لكنها ستختار الوقت المناسب حين تستكمل تنسيقها مع النظام والائتلاف على حد سواء.

    ونظرا لعدم توافق رؤية ليبراليي المعارضة التي تهدف إلى إقامة حكومة خارج الإطار الديني، مع الاتجاهات الإسلامية عموما في الداخل والخارج، وإصرار الداخل على إقامة حكومة إسلامية جاهدوا وضحوا من أجلها، ويرفضون أن يكونوا مطية لليبرالية التي تصدرت المشهد السياسي مع أنها لم تقدم شيئا في الداخل، بينما انكشفت لعامة الشعب خدعة الديمقراطية ما يدفعهم لرفض تكرار تجربة مصر في سورية، لذا فقد تكفلت أمريكا بالقضاء على إسلاميي الداخل أو إنهاكهم في الوقت المناسب بعد فترة استنزاف، أما المعارضة الإسلامية في الخارج فهي غير منظمة ولا تمتلك تشكيلات وقيادات سياسية وأوراق عمل، عدا جماعة واحدة هم «الإخوان المسلمون»، وهكذا وجد الليبراليون أنفسهم في مواجهة معهم، فهم الغريم الوحيد الذي يخشونه على الساحة السياسية. وبعد التجربة المصرية عرفت أمريكا أن المسلمين مهما اختلفت اتجاهاتهم وانتماءاتهم فسوف يقفون صفا واحدا في القضايا المصيرية، ويؤازرون أي اتجاه إسلامي في مواجهة العلمانيين أو الليبراليين، لذا رأت أن تدفع الائتلاف للتنسيق مع «الإخوان» للوصول إلى اتفاق بإشراكهم في الواجهة السياسية لكسب القاعدة الشعبية في الداخل من خلالهم.

    والآن الكرة في ملعب المسلمين، وعلى قياداتهم السياسية والفكرية والعلمية والثورية أن ينسقوا فيما بين الجماعات الإسلامية ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم، وأخص السلفيين الذين يمثلون كثرة غالبة في الداخل والخارج، ويمتلكون - ربما - أكبر تأييد شعبي في الداخل، ومع ذلك يرفضون التشكيل السياسي وينابذون التحزبات، فترك الساحة السياسية فارغة ليصول بها الليبراليون والعلمانيون جريمة أكبر من إثم التحزب «المؤقت» لتحصين المجتمع الإسلامي من التهميش وسحب البساك من تحتنا. فعلى الجميع أن يجتازوا اختبار توحيد الصف وجمع الكلمة، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون يد على من سواهم»، فنحن في مرحلة أحوج ما نكون إلى هذا التلاحم، والجميع يقفون على ثغور الإسلام، فلا نعط عدونا فرصة الاستحواذ على السلطة، فنحن جميعا في نظره «مسلمون» بغض النظر عن اتجاهاتنا الفكرية ورؤانا السياسية.

    الرياض - السبت - 1 - ذو الفعدة - 1434
    مصطفى الزايد

    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الزايد ; 08/09/2013 الساعة 09:36 PM
    أنـا الـحــرّ الــــذي أفـنـى تـلادي
    وقـوفي حـيـث يـرتـقـب الـرجـال

  2. #2
    اعيان القيسي
    زائر

    افتراضي رد: الليبرالية ترفض الإسلامي وتغازل الإخوان

    استاذنا العزيز
    مع الاسف الشديد عندما اعتلت الاحزاب الاسلامية سدة الحكم في البلاد العربية لم نشهد ابدا هكذا فشل وصراعات ونزاعات بل ان البلاد العروبية تعيش بفترة عصيبة جدا ثلاثة سنوات من نزاع وثورات ومع اننا مع اي ثورة تلبي طموحات الشعب لكن مع الاسف تسلق هذه الثورات بعض السفهاء ومن يعمل على تنفيذ اجندات غربية وصهيونية لهذا نرى ان الدولة المدنية سوف تكون كفيلة لطموحات اي شعب عربي لانها سوف تضم كل الاطياف والملل انها دولة المساواة والعدل شكرا لكم على المقال الرائع


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •