بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
ربما كنت من أوائل من قرأ القصيدة، لكني كنت في قرائتي مستمتعاً في المرحلة الأولى، وهي مرحلة حسية، أما في المرحلة الثانية فأبدأ بالسؤال لماذا استمعت بالقصيدة؟ وهي مرحلة استقصاء وتعقل.
من حيث المبدأ في الصناعة والإتقان، لم يأت شاعرنا الكبير بجديد، فالمبدآن اللذان لازماه في قصائده السابقة وهما الإبداع والأصالة، يلازمانه. لكن الجديد الذي يظهر هنا للقارئ الذي لا يعرف الشاعر الكبير هلال الفارع، هو عمق أصالته، بحيث انطبق عليه وصف الله تعالى "أنعم الله عليهما"، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة: " وقال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين." ولا أريد أن أزيد على بلاغة هذا الوصف.
أما شاعريته الرومانسية المتدفقة وهي تضارع كبار الرومانسيين مثل شيللر وكيتس، فيحس بها كل من لديه أحاسيس بشرية، وليست جديدة على شاعرنا، بل المستهجن أن لا نراها، بل ونتلمسها ونستمتع بها في نثره ضمن ردوده العابرة على الآخرين.
القصيدة علاج ناجع وترياق مضاد لتدريب أمتنا الطويل على العجز، فهو لا يكل ولا يمل من المثابرة على تحريضه.
تحية وسلام لأخي الشاعر الكبير هلال الفارع.
وبالله التوفيق،،،
المفضلات