((أطياف))
ما تزال الحيرة تقتلع السكون من جذوره المتصلة بنا
لا تزال الغرابة تدور في أرجائنا فتجعلنا كالدمى المتحركة نختلس النظر فيها من خلال النظر لذواتنا لحظة اكتئاب!
للألم ميثاق خالد يفتح لنا الجرح الخالد!
تهبني الوحدة ذاتاً جديدة لا تتقبل المألوف، تهبني أشجاراً بحجم الهواجس ورياحاً تعتقل سكون الليل المريب
ما ألذَّ هدوءي عندما تقتحمني الأخيلات فتهتف لي أحزاني وتدعوني للاستيقاظ من ضجري
كيف يمكن للحيرة أن تكتب سيرتي
كيف يمكن للعتمة أن تكتب عن رياحي وعن فوضى ما أحسه وما أشعر به
الولاء للعتمة إنها مهد تصوراتنا التي تستولي على شقائنا المتيبس
وتداهم شتى أحاسيسي لتولد من تضاريسها الحالكة ذكرى امرأة حزينة وصامتة ..
ذاك الحب الغامض الذي ينتابنا في زمن النسيان كيف له أن يهدأ..!!
هو حب عنيد غريب الطباع يعلمنا البكاء رغم جفاف الأحداق ويسير كالنمل الأسود على دفاترنا ويتسلل بين شقوق الجدران الساخنة كقلوبنا المتعبة في آخر المحطات الوداعية الوادعة
لكل الأشياء حريتها في الولوج لقيعان التساؤل ..
لكل الأطياف رغبتها في التحرر من أوهام البشر وذاكرتهم
وللفصول الأربعة حريتها في إنجاب فصول جديدةمن تلقاء رغبتها
ولهذا السواد اتساع وهمي ورحابة متسخة ببقع الكآبة ورغبة مديدة في غزو الأعماق...
ولكي تولد الذاكرة العاشقة كم تحتاج لتترسخ رغم طغيان الوقت
ولكي تجد الأحلام مقاعدها المخصصة في مفاضلة التقدم لطلب الحياة أين ستختبأ ساعة الإنفجارات الطويلة الأمد
كي تجد الطيور أعشاشها بعيداً عن موطئ الأفاعي كيف يمكنها أن تتأهب لاجتياح الشمس كي تأخذ كبريائها من هذا الفضاء
كيف بإمكان الأطفال أن يطاردوا شبح الحروب و المجاعات وهم غارقون ومحاصرون بالوحل في طرقات المخيمات.!!
كيف يمكن للعالم أن يستقيل من قطاع الخوف والإرهاب
كيف يمكن للحب أن يكتب سيرته النزيهة مع الإنسان دون أن يكون بحاجة لأي قلم...
لتساؤلاتنا طموحات، ولهواجسنا أطماع..
التساؤلات أكبر منا لا لرغبتها في العثور عن إجابات إذ سرعان ما تتحول الإجابات لذرائع للكسل حين يتم اقتناصها بسهولة!!!
Rêber
المفضلات