أتعَب
شيموس هيني
ترجمة نزار سرطاوي



أتعبُ من مقابلة

الناس المذهِلين،

تلك النفوسِ المضيئة

التي تجعل من هذه الكرة الصغيرة،

مكاناً نعتزّ به.

أتعبُ من معرفة

إنجازاتهم

من شخصياتهم،

من تأثيرهم

في أولئك الذين التقوا بهم،

أولئك

الذين أحبوهم.

أتعب من القيام بهذه الاكتشافات،

من معرفة هذه

النفوس ذات المكانة العالية

حين يكون قد فاتني

أن تسنح لي الفرصة

أن أصافح أيديهم،

أن أتبادل معهم الحديث،

أن أسمع أصواتهم

أن أشاهد مواهبهم،

بينما هم يستنشقون الهواء عينَهُ،

في المكان عينِهِ

الذي أقيم معهم فيه.

اتعبُ من العيش

ومعرفةِ تلك الحيوات

التي عاشها معظمهم

بعد أن توقفوا عن الكينونه.

أتعب.......

--------------------------------------


I Tire
Seamus Heaney




I tire of meeting

Amazing people,

those luminous souls

that make this tiny ball,

a place to cherish.

I tire of learning of

their accomplishments

of their personalities,

of the effect they had

on those they met,

those

they loved.

I tire of making these discoveries,

of learning of these

treasured souls

when it is far too late

for me to ever have the chance

to shake their hands,

to share a word,

to hear their voice

to witness their gift,

while they draw in the same air,

in the same space that

I inhabit with them.

I tire of living

and learning of those lives

most lived

after they have ceased to be.

I tire.......

-----------------------------------------

نعى شعراء العالم في أواخر شهر آب / أغسطس المنصرم الشاعر والكاتب المسرحي والمترجم والمحاضر الأيرلندي الحاصل على دائزة نوبل للآداب عام 1995 شيموس هيني. فقد وصفته صحيفة الإندبندنت بأنه ربما يكون أعظم شاعر في العالم. وقالت كارول آن دافي أميرة شعراء المملكة المتحدة إن شيموس قد أصبح بالنسبة لإخوانه وأخواته من الشعراء مقياساً ومثلاً، وإنه لا يمكن لأحد أن يحل محله. أما أندرو موشن، مدير أرشيف الشعر، فقد وصفه بأنه شاعر عظيم وإنسان يتمتع بألق وذكاء استثنائي. وأشاد الشاعر دان باتترسون به قائلاً إن موت هذا الرجل المحبوب قد أحدث على ما يبدو شرخاً في اللغة نفسها، بينما وصفه ماتيو هوليس محرر الشعر في دار فيبر أند فيبر بالشخصية الأبوية. أما الشاعر الإيرلندي بول مولدون فقد فال في تأبينه إن هيني "قد ساعدنا جميعاً أن نطور طاقاتنا التخيلية."

ولد شيموس هيني في مقاطعة ديري، أيرلندة الشمالية في 13 نيسان / إبريل عام 1933 لعائلة تعمل في الزراعة. حصل على منحة للدراسة قي كلية سانت كولمب في ديري، حيث بدأ بممارسة العمل الأكاديمي، مما مكّنه أن يعمل في جامعة كوينز في بلفاست، حيث كتب أولى مؤلفاته الشعرية. ومن هناك انطلق ليعمل استاذاً للبلاغة والخطابة في هارفارد وأستاذاً للشعر في أكسفورد.

تعتمد شهرة هيني إلى حد كبير على الموضوعات التي عالجها، والتي تتعلق بأيرلندا الشمالية الحديثة بمزارعها وريفها ومدنها التي يسودها الصراع، وبثقافتها واللغة التي يسيطر عليها الحكم الإنجليزي. فقد تناول هيني المشاكل أو الصراعات السياسية التي عصفت بالبلاد، إذ كانت كثيراً ما تتسم بالعنف. وقد حاول الشاعر أن يرى هذه المشاكل في سياقها التاريخي من منظور إنساني .

أصدر هيني العديد من الدواوين الشعرية، منها موت رجل واقعيّ (1966)، باب نحو الظلام (1969)، الخروج شتاءً (1972)، الشمال (1979)، قصائد مختارة 1965 – 1975 (1980)، قصائد مختارة جديدة 1966 – 1987 (1990)، تخيُّل أشياء (1991)، الضوء الكهربائي (2001)، المنطقة والدائرة (2006)، سلسلة بشرية (2010)، كما أصدر في عام 1999 ترجمةً حديثةً للقصيدة الملحمية الإنجليزية القديمة بيوولف.

بالإضافة إلى نوبل حصل هيني على العديد من الجوائز، منها جائزة جيفري فيبر التذكارية (1968)، جائزة إي إم فورستر (1975)، جائزة القلم للترجمة (1985)، جائزة الإكليل الذهبي للشعر (2001)، جائزة تي إس إليوت (2006)، وجائزة ويتبريد مرتين (1996 و 1999). كما حصل في عام 1912 على جائزة جريفن ترَسْت للتميز عن أعماله الشعرية الكاملة.