آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ستة وتسعون عاماً على وعد بلفور .. وعْد مَن لا يملك لِمَن لا يستحق

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي ستة وتسعون عاماً على وعد بلفور .. وعْد مَن لا يملك لِمَن لا يستحق

    ستة وتسعون عامًا على وعد بلفور.. وعد من لا يملك لمن لا يستحق

    كثير من الناس يظن أن بلفور وزير خارجية بريطانيا الذي أهدى الوعد المعروف باسمه إلى اليهود وممثلهم رئيس الجالية اليهودية في بريطانيا روثشيلد – يظنون أن بلفور هو الذي صاغ الوعد وكتبه فيما أن الحقيقة أن من كتب الوعد المشؤوم هم اليهود أنفسهم وقد أشرف على صياغة النص اثنا عشر مستشارًا من المنظمة الصهيونية، عدا أن زعماء اليهود في مختلف أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة قد اطلعوا عليه وأشرفوا على تدقيقه وصياغته ولم يستغرق نص في التاريخ إعدادا وصياغة وتحضيرا ما استغرقه نص وعد بلفور الذي استغرقت كتابته عامان اثنان؛ فقد أشرف على كل كلمة فيه، ووضعت في مكانها المناسب وقد جاب النص شواطئ الأطلسي من أوروبا إلى أمريكا، وجرت دراسته دراسة معمقة متأنية، وجرى التركيز على عبارة "تأسيس وطن قومي لليهود"، وهذا الأمر الذي تركز عليه إسرائيل اليوم وهو يهودية الدولة الإسرائيلية مما يؤذن بطرد الفلسطينيين خلف الخط الأخضر المقيمين في فلسطين 48، وقد صدر الوعد المشؤوم بعد هزيمة الدولة العثمانية وتقسيم أملاكها وفق اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا، وهذا يعني أنه ما كان لبريطانيا أن تقدم على خطوتها الآثمة إلا في ظل غياب دولة الخلافة الإسلامية التي ناضلت للحيلولة دون قيام وطن قومي لليهود في فلسطين على الرغم من كل الإغراءات التي قدمها اليهود للدولة العثمانية لسداد ديونها وللسلطان عبد الحميد من رشوة شخصية له، وقد طرد رحمه الله المليونير اليهودي من حضرته عقب تقديمه هذا العرض.
    وقد رد السلطان عبد الحميد -كما جاء في مذكرات هرتزل نفسه: انصحوا الدكتور هرتزل بأن لا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت إمبراطوريتي يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي، وهذا أمر لا يكون، إنني لا أستطيع أن أوافق على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة.
    أما العبارة المشهورة التي رافقت صدور وعد بلفور وذاع صيتها وانتشرت كرد بليغ على الوعد المشؤوم، وهي عبارة: وعد من لا يملك لمن لا يستحق فإن كثيرين يجهلون أن قائل العبارة العريقة البليغة هو الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله. وبمرور ستة وتسعين عامًا على وعد بلفور فإننا نؤكد أنه لم تكن لترتفع لليهود راية في فلسطين لولا التآمر الذي سبق صدور الوعد وفيما بعد قيام دولة إسرائيل – على دولة الخلافة العثمانية وإسقاطها، وعلى أنقاض دولة الخلافة قام لليهود وطن في فلسطين قامت الدول العربية التي نشأت على أنقاض دولة الخلافة بالحفاظ على وجود إسرائيل والسهر على أمنها من شعوبهم وترويض الرأي العام في البلاد العربية والإسلامية لقبول إسرائيل في المنطقة والصلح مع يهود والتطبيع معهم، وقد غدا ذلك ممكنًا بهمة حكام الدول العربية ثم منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن كان ذلك مستحيلا، وإن كان ما زال هناك بقية من أنفاس تعارض وتناضل للحيلولة دون تحقيق وعد بلفور بتأمين قيام الوطن اليهودي وتحويل إسرائيل إلى "دولة يهودية"، وعلى رأي الأفّاك بوش الابن "تنبض بالحياة" .. طبعا لماذا لا تنبض بالحياة ما دامت فلسطين يتيمة وما دام حكام الدول العربية ودولهم يتآمرون عليها ويتبارون فيما بينهم على استرضاء يهود وها هو ذا بشار الأسد يدمر الترسانة الكيماوية من أجل الفوز بثقة يهود والتقرب إلى قلوبهم ليكون حليفهم الأقوى هو وطائفته –طبعا- بعدما دمروا سوريا وحولوها إلى أنقاض لا تقوم لها قائمة، وقد شاركهم في الجريمة والخيانة النظام القطري والسعودي، والخائن أردوغان الذي حرض الشعب السوري على الثورة وكل ما قدمه للثورة مخيمات للجوء قضى فيها الأطفال والنساء والشيوخ من البرد وسوء الخدمات ..

    أطماع اليهود لم تقف عند حد فلسطين .. وها هو الغرب قد دمر العراق وسوريا ومصر على المشرحة ليدمر ويبيد القوى الحقيقية في الشرق الإسلامي التي يمكن أن تقود المنطقة للوقوف في وجه الغرب وطرده من المنطقة التي سيطر عليها إثر زوال الخلافة الإسلامية وقيام أوطان سايكس بيكو التي تحولت إلى حرّاس للتجزئة والحيلولة دون وحدة المنطقة، وساهمت في إذكاء الصراعات فيها خدمة لأهداف الكافر المستعمر للحيولة دون نهضتها وعودتها أمة مسلمة إلى المشهد الدولي ..

    إننا لنؤكد في الذكرى السادسة والتسعين لوعد بلفور ومرور خمسة وستين عامًا على قيام إسرائيل – أن عدونا اللدود هو الغرب الذي اخترع لليهود وطنًا في أرض الإسراء مهوى أفئدة المسلمين، وقد تمت سرقة فلسطين في جريمة تزوير ظاهرة لا تحتاج إلى محام بارع ليكتشف خيانة الإنجليز وحقدهم على الإسلام والمسلمين، وقد نقلوا هذا المكر وهذا الدس وهذه الخيانة إلى الأمريكان لتكون أمريكا حاضنة هذا الكيان الغريب في فلسطين .. إن صراعنا مع الغرب هو صراع حضاري، وهذا الغرب ما زال يتآمر على أوطاننا ويدس أنفه في شؤونها للحيولة دون وحدتها ونهضتها .. وعلى المسلمين أن يوقنوا أن زوال إسرائيل لن يكون إلا بزوال الغرب من المنطقة وطرده منها وهذا لن يكون إلا بعودة الإسلام إلى المشهد وتسيّده في المنطقة؛ فما ضاع بغياب الخلافة لن يعود إلا بعودتها .. وكما قال سيدنا عمر: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ...

    أما الأمر الآخر الذي أحب أن أؤكد عليه فهو أننا لن ننسى ثأرنا مع الإنجليز الذين هدموا خلافتنا وقسموا بلادنا وهم أيضا الذين أشرفوا على قيام إسرائيل وطنًا لليهود وهيأوا لهذا الكيان كل أسباب الحياة حتى شب متسلحًا بكل الظلم والإجرام والغدر مستندا إلى الشرعية الدولية الظالمة التي أقرت قيام هذا الكيان المسخ في عقر ديار الإسلام واتخذ من القدس -حاضرة الإسلام- عاصمة له، في تحد صارخ لمليار ونصف مسلم نائمين خاضعين خانعين يقودهم أبالسة أكدوا بكل أفعالهم أن سيوفهم مع يهود على شعوبهم وأنهم أوفياء ليهود ولأسيادهم في الغرب الذين صنعوهم ..

    التعديل الأخير تم بواسطة نايف ذوابه ; 04/11/2013 الساعة 08:10 PM
    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •