صفحات مشرقة من تاريخ البحرية الإسلامية العثمانية التي جعلت البحر المتوسط بحيرة عثمانية إسلامية .. حال المسلمين اليوم يوهم الجاهل الغافل بأنهم لم يكونوا سادة الدنيا يومًا ولم تشرق شمس العز فوق بلادهم ولم يتذوقوا طعم نصر .. وكأن حياتهم سلسلة هزائم حتى استمرؤوا الهوان والفرقة والذل، فيما الحقيقة الساطعة والخبر اليقين أنهم كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها وشاغليها..
إن ما تمر به الأمة الإسلامية من محن وخطوب تصدع القلوب وتدمي العيون قد جرأت العملاء والخونة على الإسلام وعلى نظامه السياسي الذي كان يمثله حتى مطلع القرن العشرين من خلال دولة الخلافة الإسلامية التي كان جيشها يومًا يلقب بالجيش الذي لا يقهر حقًّا لا ادعاء وعظمة جيشها وبحريتها تشهد لها البحار والموانئ كما تشهد لها الميادين في البر التي كان يخوض فيها جيش الخلافة المعارك ويحقق الانتصارات المؤزرة على جيوش العالم .. وا أسفاه على حال المسلمين الذين أصبح العالم يشهد على فرقتهم وهوانهم وأصبح الكافر المستعمر يصنع الأحداث في عقر بلادهم بعد أن كانوا شهودا على الناس و كانوا يصنعون الأحداث في الدنيا ويشغلونها بعظمتهم وعظمة فتوحاتهم وأخلاقهم التي لم تنفصل عن جهادهم في ميادين الجهاد كمسلمين مجاهدين يبتغون أن يخرجوا الناس من ظلام الكفر وعبادة العباد إلى نور الإسلام وعبادة الله ..
لقد قرأت هذا الموضوع وقد جاشت نفسي بمشاعر متناقضة .. فخر بماض عريق مؤثل وحزن شديد على حاضر مذل مهين يعيشه المسلمون ...
إلى كل من يعادي الخلافة الإسلامية ويتنطع بإنكار أن الخلافة هي نظام حكم سياسي لم يعرف المسلمون غيره لأنه مستنبط من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع صحابته رضي الله عنهم .. نقول لهؤلاء الجهلة أو الأعداء .. هذه صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي وجيش الخلافة المظفر.. صفحات من تاريخ البحرية الإسلامية في العهد العثماني تتحدث بنفسها عن نفسها .. يوم كان للمسلمين خلافة ويوم كان للمسلمين خليفة ويوم كان لهم جيش يمثلهم .. لم يصل المسلمون لحالة الهوان والذل التي يعيشونها أيتامًا على مآدب اللئام في ظل حكام مجرمين خونة ساروا مع الكافر المستعمر في ترويض شعوبهم وإذلال أمتهم واحتلال بلادهم ..
المفضلات