هل حزنا ... هل أسفنا ... هل ظننا أننا تهنا ... هل ركظنا في الصدور الخاوية ... و جرينا بعيدا ... بعيدا ... تاركين خلفنا البيوت تأكلها النار ... و ينزل عليها وجوم ليل الرماد ليدفنها للأبد ...
إنني و من مكاني المتواضع هذا ...أتساءل حقا ... ما فعل الرجال الشيوخ و ما يفعلون ...
هل يبيتون و يصبحون محاولين إقناع النفس أنهم على الحق و أن من سواهم ... كل من سواهم هم كأمثال أبي بن كعب وأبي جهل و أبي لهب و أم جميل ... في جاهلية جهلاء و عن سوء نية و مكابرة و كنود ...
لقد مات لنا الكثير ... مات أبناؤنا و ماتت بناتنا ... فهل نظن أنهم شهداء و شهيدات أم أنهم دفنوا ليحيا من خضب لحيته بالسواد و أخذ منها من هنا و ههنا و فر نحو ليبيا ... و من وجد نائما في شقة و الشباب تسيل دماؤهم محاولين أن يردوا بحرارة إيمانهم برودة ماسورات الجند الآثم .
في البداية كرهنا وصول الشيوخ نصف الملتحين للكرسي الخدعة ...
و لكننا فيما بعد و خاصة بعد تهاطل سيول الدماء الطاهرة الفتية ... حزنا أيما حزن ... و انكمشنا و ارتكسنا ... و أحبطنا ... و مثلما كان يعايرنا أخ كريم من واتا ... وسعتنا ملابسنا ووسعت كلماتِنا أفواهُنا و لم تضق عقولنا عن أفكارنا الكثيرة المتوثبة عبر فضاء السطور النترانية
فرسان بلا سيوف و لا بأس و لاقتال و لا رأي رشيد ...
إنها سنة نحزن فيها و نرتاب ...
إنها سنة نصمت فيها و نـنـزوي ...
إنها سنة لا بد أن نجد فيها أنفسنا ... و دربنا ... و حلمنا ... و مبتغانا ... الذي ضيعه طيش و خطل و سفاهة رأي ترغب عن ملة النبي المصطفى و تبتدر أية ملة وأية ديانة... و أي منهج .
و أما الذين يرفضون حكم الإسلام ... من الفئات المنعمة الرشيدة التي ثقفها ماركس و آدم سميث و مايكل جاكسن
و يزعمون أنهم يحبون رسول الله عليه السلام ...
لقد مقتونا و خرج البغض نارا متأججة من أفواههم و عيونهم , و بطشت أياديهم و جبذت زناد كل رشاش كره دفين ...
إلى أي حد و أي بعد و أي مدى يكرهوننا ...
نحن الذين نحب لهم الخير و الرشد و نحب أن يدخلوا الجنة ... و ندعوهم إليها ...
و نحمل إليهم أنوار الإسلام ساطعة دافئة ذات غنى و فائدة ...
و يأبون إلا أن يتدحرجوا إلى النار المستعرة يجرهم إليها الغرب الأعمى ...
إن الإسلام ليس كلمة تقال يقولها لسان يلبس كما يلبس الغرب و يأكل كذلك و يشرب و ينام ...
و يفرح كما يفعل الغرب و كذلك يحزن ...
و يتزوج كذلك وكذلك يربي الولد و البنت ...
كذلك يحيا و كذلك يموت و إلى ذلك يتحاكم ... ثم يقول إنه مسلم ...
و يقبلون من الدين بصور لعبادات مفرغة من كل معنى و جدوى ...
و إلا فلماذا يبغضون كل من يحدثهم عن تحكيم الإسلام ...
لسبب واضح ظاهر ...
قاله سيد رحمه الله من قبل ...
إذ ينبغي أن نسأل فعلا ...
عن حقيقة إسلامهم ...
المفضلات