آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: التستر السياسي والمجاملات النفعية

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية كاظم فنجان الحمامي
    تاريخ التسجيل
    22/12/2008
    المشاركات
    1,084
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي التستر السياسي والمجاملات النفعية

    التستر السياسي والمجاملات النفعية


    كاظم فنجان الحمامي

    تفاقمت عندنا في السنوات الأخيرة ظواهر التستر بجميع تصنيفاتها السياسية والقبلية والفئوية والحزبية والمذهبية والطائفية, وتصاعدت وتيرتها في كنف المجاملات الانتهازية, ثم تكاملت حلقاتها في أجواء المآرب النفعية الضيقة, فظهرت لها أنياب تنهش, وقرون تنطح, ومخالب تشطح, وكتائب مجندة لتكميم الأفواه, وطوابير فئوية مدربة للذود بالدفاع عن الفاشلين والمقصرين والمهملين والفاسدين والمجرمين, حتى بات من الصعب التصدي بالنقد والتقريع لأي مشروع متعثر, وصار من المتعذر علينا التحدث بصراحة لفضح مساوئ المسؤول الفاجر أو المبذر أو المستهتر أو المتبطر.
    ثم تكاملت حلقات التستر, وتحصنت في العراق بتطبيقاتهم الخاطئة لشعار: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً), فعادوا القهقرى للبحث في مزابل الشعوب البدائية المناصرة للباطل, ولم يعثروا على شيء سوى نظريات جدباء متصحرة, نضجت خلف مرايا الوهم في بوادي التخلف السياسي.
    أفكار بليدة منطوية على تمجيد الصنمية, وتأليه الذات البشرية, وتقديس أصحاب النفوذ, حتى جاءت أيام المحاصصة الطائفية لتعود بالعراق إلى المربعات البدائية, فشهدنا ملامح السنوات الخدّاعات, التي يؤتمن فيها الخائن, ويخوّن الأمين, ويصدق فيها الكاذب, ويكذَّب الصادق, في ظل سياسة التستر والتنصل من المسؤوليات. ولم يعد لدينا أي أمل في النهوض نحو إرساء قواعد التوصيف الوظيفي النوعي, لاختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.
    صار الشيخ فرهود مثلهم الأعلى بنظرياته العشائرية الشجرية المنشأ, التي تقول: (الشجرة التي لا تفيء على أهلها يستوجب اجتثاث عروقها من باطن الأرض), أو قولهم: (لا خير في الشجرة التي لا تحمي أهلها), متناسين قوله تعلى (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة).
    فهل اتسعت دوائر الحصانة لتشمل كل المحسوبين على الكيانات السياسية المتسلطة ؟. وهل تبرقعت وجوههم بأقنعة الولاءات الزئبقية المائعة ؟, وهل عادت بنا عقارب الزمن إلى عصور التفسيرات المطاطية, التي ظلت تردد شعار (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) منذ اليوم الذي استحوذ فيه أحفاد الطلقاء على الملك العقيم بالقوة, وحتى زوالهم بمقتل آخر ملوكهم في الشام عام 750 للميلاد على يد أحفاد الدوانيقي.
    يقول فلاسفة التبرير: أن شجرة الحق بلا أوراق, لكننا نرى أننا في أمس الحاجة الآن لمواجهة الباطل, وفضحه بكل الوسائل المتاحة, فكلما تعالت كلمات الباطل, انغرست جذور أشجار الحق في باطن الأرض, وتسامقت أغصانها في عنان السماء.
    ويبقى السؤال الأزلي يطرح نفسه في زمن التستر السياسي وفي كل زمن: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) ؟؟, ثم متى نبدأ بتنفيذ المشروع النبوي التصحيحي, الذي حمل شعار (من رأى منكم منكراً) ؟؟.
    ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم فنجان الحمامي ; 25/11/2013 الساعة 05:49 PM سبب آخر: correct

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •