المثقف العربي والمجتمع العربي أصفار
الدكتور عزت السيد أحمد
المثقف العربي والمجتمع العربي أصفار
يكاد لا يصدق المرء أبداً أن ما أن أشد دعاة الحرية والديمقراطية في عالمنا العربي قبل الربيع العربي هم اليوم أشد أعداء المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية...
شي مثل الكذب
منذ أكثر من ربع القرن كتبت أكثر من مرة أن كثيراً من هذه القامات الفكرية والسياسية والثقافية ليست إلا هياكل جوفاء صنعتها الأنظمة... أصفار أخرجتها الأنظمة من الحاويات ونفخت فيها فيها الشهرة وسلمتها قياد المؤسسات الثقافية والحراك الثقافي
ولكن نحن شعب نهوى أن ننخدع
هناك قامات فكرية عملاقة يتم تداول أقوالها على أنها حكم تتجاوز الأزمان في الثورة والحرية والديمقرطية ونقد الأنظمة الاستبدادية في حين أنها عناصر مخابرات، كانت تختفي عدة أيام في ليال حمراء مع الفراريج المحمرة، وتروج أنها كانت قيد الاعتقال وقد تم الإفراج عنها بمعجزة إلهية
لقد أثبت المثقف العربي أنه أعجز عن أن يكون قدوة وغير جدير أبداً بأن يكون قدوة.
إن المجتمع العربي الراهن الذي تحركه الراقصات والمسلسلات ومباريات كرة القدم أكثر ألف مرة مما تحركه دماء الشهداء المنسفحة على ربوع سوريا شعب لا يمتلك من العقل ما يكفي للتفكير السليم، شعب تحكمه الغرائز البهيمية أكثر مما يحكمه الوجدان الأخلاقي أو الإنساني.
كيف يمكن أن أثق في أنَّ مثل هذا الشعب العربي الراهن يمكن أن يكون له أي مستقبل مشرق وهو يرى أهله هو لا أهل غيره يذبحون ويحرقون وويشردون في العراء تحت المطر والبرد والرياح... وهو بضميره المرتاح يسوح مع السياح، ويلهو ويعلب وتأخذه الراقصة ومبارة كرة القدم أكثر بألف مرة مما يمكن أن تشغل باله معاناة أهله هؤلاء؟؟؟؟
هزلت كلمة قليلة على مثل هذا الحال.
إذن ليس من المبالغة أبداً القول: لقد أثبت الشعب العربي حتى الآن أنه غير جدير بالديمقراطية والحرية في ظل وعيه الاجتماعي الراهن
المفضلات