بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله و سلام الله على الفاضل نبيل الجلبي...
كاريكتور معبر عن أوضاع الحرية الآيلة للدفن...لكنها على النعش...في طريقها إلى الزوال كما هو كل شيء لا ينفع الناس...
﴿أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17)﴾ [الرعد]
لقد استفاد الإنسان من حرية التعبير...لأنها من الأشياء التي تنفع الناس...و التعبير هنا المقصود به التعبير الصادق المرتبط بوجود الحق لا بغيره...
فهل حقا استفاد الإنسان من حرية التعبير أم أنه ركب اللغط و اللغو و صار يصيح هنا و هناك...المشكلة ليست في الموت و الحياة لأي قيمة من القيم التي استخلف الله عز و جل الإنسان عليها...المشكلة في ممارستها على وجهها الحق من طرف هذا الإنسان الذي حملها يوم حمل الأمانة...فالقيم في حد ذاتها لا تفنى إلا بفناء الكون...فهي مرتبطة ارتباط وجود و عدم....لكن الممارسة على الوجه الحق هو الذي يجعلها في حالة حياة أو في حالة موت أو في طريقها إلى الزوال ...
صورة تعكس مستوى الرقي القمعي الذي وصل إليه الإنسان في بقعة من بقع الأرض لا في الأرض كلها...فهناك الأخرس و هناك الأصم و هناك الأعمى و هنا العليل و هناك السقيم و هناك من يناقض هذه الآفات و هذه الابتلاءات في بقاع أخرى من متكلم و من سامع و من بصير و من صحيح و من فرح و غير ذلك...فالتوازن لا يحدث إلا بالأضداد التي تكمل بعضها البعض...لا تلك التي تفني يعضها البعض...
خذ على سبيل المثال لو أن العامة و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا اشتغل يالفلسفة فإلى أي حد سيحقق كلامه و نعبيره آثاره في الواقع ؟ و ما هي تلك الآثار؟ ما هو عدد الضحايا الذين سيقتفون أثره من العامة أنفسهم...؟
لو أن عالما رياضيا أتى بنظرية جديدة لم يسبقه لها أحدا...كم تحتاج من القيل و القال و التحليل و التمحيص من طرف الخاصة حتى يستوعبوها فما بالك من شأن العامة...؟!
الحقيقة أن الإنسان الذي كرمه الله عز و جل بالنطق و العقل و التاريخ و التأريخ هو الذي قتل نفسه باتباعه الهوى...فالله عز و جل سمح لإبليس اللعين بالكلام و الحوار من أجل تبرير "العصيان" لأمر الخالق الرازق الوهاب رب السموات و الأرض سمح له بالتعبير عن رأيه و الإدلاء بحججه لا لشيء و هو القاهر فوق عباده إنسهم و جنهم...ليضرب للإنسان المثال...المثال في الصبر من أجل الحقيقة...الحقيقة التي سيظل الإنسان يكتشف جزيئاتها كل يوم...و التي وضع سننها الله عز و جل في الكون...و خير مثال في القدوة من حيث هذه الإشكالية هو الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) أخرجه البخاري ومسلم .
فلو مات التعبير لبقيت الحرية فارغة من محتواها...فالتعبير هو الأساس أما القيمة فباقية ببقاء السماوات و الأرض...فليست هناك حرية التعبير هناك حريات...التعبير الاعتقاد التنقل إلى آخره...و كلها تختلف باختلافات الأمم و المجتمعات...مع العلم أن الإنسان هو الإنسان في أي زمان و في أي مكان...
تحيتي و تقديري...
{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
http://www.ashefaa.com/islam/01.swf
جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اختيار رائع ومعبّر أستاذ نبيل.
وكم وجدنا من أدعياء حرية الرأي والتعبير يضيقون ذرعاً بمخالفيهم، ومجرد أن تؤول الأمور إليهم ينقلبون عليها ويقتلون دعاتها الحقيقيين، ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
وكم أعجبني تعليق الأستاذ سعيد وخاصة هذه الفقرة:
"فالله عز و جل سمح لإبليس اللعين بالكلام و الحوار من أجل تبرير "العصيان" لأمر الخالق الرازق الوهاب رب السموات والأرض، سمح له بالتعبير عن رأيه والإدلاء بحججه لا لشيء وهو القاهر فوق عباده إنسهم و جنهم...ليضرب للإنسان المثال...المثال في الصبر من أجل الحقيقة...الحقيقة التي سيظل الإنسان يكتشف جزيئاتها كل يوم."
تحياتي.
" سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
فولتيـــر
الله يرحم حرية التعبير فالمنافقين والمتكبرين والذين يعيشون وهم الكمال وأنهم أفضل من غيرهم دائما تجدهم يمارسون كل وسائل وطرق القمع وتكميم الأفواه وللأسف نجدهم أبواق فيما يخدم صالحهم كما وصفهم الله تماما : وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين !!!! المضحك أنهم يرون أنفسهم صح وغيرهم خطأ هههههههه جنون العظمة معشش في رؤوسهم وإن تم كشفهم ونفض إدعائهم مارسوا وظيفة الكنس والشطب والحظر والإلغااااااااااء هههههههه مشكور ماقصرت صورة معبرة
لقد وهب الله الإنسان الحياة وكل الأدوات والمقومات الكفيلة بتوفير حياة كريمة له، ومن بينها حرية التعبير. لكن هذا المصطلح فضفاض وكثيراً ما يساء فهمه واستخدامه. إنني من المؤمنين بحرية التعبير التي لا تقمع الرأي الآخر دون مبرر ولا تفرض فكراً منافياً للقناعات الذاتية. أما التعبير الذي من شأنه أن يخلق بلبلة لا طائل لها على مستوى الأفراد والجماعات ويتسبب في تبعات لا تحمد عقباها فهو في تقديري إساءة لحرية التعبير ومن الأجدى الإحتفاظ به إلى أن يتحول إلى رأي سليم وجدير بالإفصاح عنه.
تحية للأستاذ نبيل وللجميع.
غاية الحياة معرفة الذات
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001775583670
http://www.swaidayoga.com
المفضلات