آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: ماذا قالوا في موت الإسكندر المقدوني

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي ماذا قالوا في موت الإسكندر المقدوني

    ماذا قالوا في موت الإسكندر المقدوني




    رجع الأسكندر " إلى العراق فمات في طريقه بشهرزور بعلّة الخوانيق، وكان عمره ستّاً وثلاثين سنة في قول ، ودفن في تابوت من ذهب مرصّع بالجوهر وطلي بالصبر لئلا يتغيّر وحمل إلى أمه بالإسكندرية .
    وكان ملكه أربع عشرة سنة ، وقتل دارا في السنة الثالثة من ملكه ، وبنى اثني عشرة مدينة، منها : أصبهان ، وهي التي يقال لها جَبّي ، ومدينة هراة ، ومرو ، وسمرقند ، وبنى بالسواد مدينة لروشنك ابنة دارا ، وبأرض اليونان مدينة ، وبمصر الإسكندرية .
    فلمّا مات الإسكندر أطاف به من معه من الحكماء اليونانيين والفرس والهند وغيرهم ، فكان يجمعهم ويستريح إلى كلامهم ، فوقفوا عليه ،
    فقال كبيرهم : ليتكلم كلّ واحد منكم بكلام يكون للخاصّة معزّياً وللعامّة واعظاً ، ووضع يده على التابوت وقال : أصبح آسر الأسراء أسيراً !! ،
    وقال آخر: هذا الملك كان يخبأ الذهب فقد صار الذهب يخبأه !!،
    وقال آخر: ما أزهد النّاس في هذا الجسد وما أرغبهم في التابوت !! ،
    وقال آخر: من أعجب العجب أنّ القويّ قد غلب والضعفاء لا هون مغترّون !!،
    وقال آخر: هذا الذي جعل أجله ضماراً وجعل أمله عياناً ، هلاّ باعدت من أجلك لتبلغ بعض أملك ، بل هلاّ حقّقت من أملك بالامتناع من وفور أجلك !!،
    وقال آخر: أيّها الساعي المنتصب جمعت ما خذلك عند الاحتياج إليه فغودرت عليه أوزاره ، وقارفت آثامه فجمعت لغيرك وإثمه عليك !! ،
    وقال آخر: قد كنت لنا واعظاً فما وعظتنا موعظة أبلغ من وفاتك ، فمن كان له معقول فليعقل، ومن كان معتبراً فليعتبر،
    وقال آخر: رُبّ هائب لك يخافك من ورائك وهو اليوم بحضرتك ولا يخافك ،
    وقال آخر: رُبّ حريص على سكوتك إذ لا تسكت ، وهو اليوم حريص على كلامك إذ لا تتكلّم ،
    وقال آخر: كم أماتت هذه النفس لئلاّ تموت وقد ماتت !! ،
    وقال آخر- وكان صاحب كتب الحكمة - : قد كنت تأمرني أن لا أبعد عنك فاليوم لا أقدر على الدنّو منك !! ،
    وقال آخر: هذا يوم عظيم أقبل من شرّه ما كان مدبرا ً، وأدبر من خيره ما كان مقبلاً ، فمن كان باكياً على مَنْ زال ملكه فليبك ،
    وقال آخر: يا عظيم السلطان اضمحل سلطانك كما اضمحلّ ظلّ السحاب ، وعفت آثار مملكتك كما عفت آثار الذباب ،
    وقال آخر: يا من ضاقت عليه الأرض طولاً وعرضاً ليت شعري كيف حالك بما احتوى عليك منها ،
    وقال آخر: اعجبوا مّمن كان هذا سبيله كيف شهر نفسه بجمع الأموال الحطام البائد والهشيم النافد ،
    وقال آخر: أيّها الجمع الحافل ، والملقى الفاضل لا ترغبوا فيما لا يدوم سروره وتنقطع لذّته ، فقد بان لكم الصلاح والرشاد من الغيّ والفساد ،
    وقال آخر : انظروا إلى حلم النائم كيف انقضى ، وظل الغمام كيف انجلى ؟
    وقال آخر: يا من كان غضبُه الموت هلاّ غضبت على الموت ؟!
    وقال آخر: قد رأيتم هذا الملك الماضي فليتعظ به هذا الملك الباقي ،
    وقال آخر: إن الذي كانت الآذان تنصت له قد سكت ، فليتكلّم الآن كلّ ساكت ،
    وقال آخر: سيلحق بك مَنْ سرّه موتك كما لحقت بمن سرّك موته ،
    وقال آخر: ما لك لا تقلّ عضواً من أعضائك وقد كنت تستقلّ بملك الأرض ؟
    بل ما لك لا ترغب عن ضيق المكان الذي أنت فيه وقد كنت ترغب عن رحب البلاد ؟ !
    وقال آخر: إنّ دنيا يكون هذا في آخرها فالزهد أولى أن يكون في أولها.
    وقال صاحب مائدته: قد فرشتُ النمارق ونضدت النضائد ولا أرى عميد القوم !!،
    وقال صاحب بيت ماله: قد كنت تأمرني بالادّخار فإلى من أدفع ذخائرك؟!! .
    وقال آخر: هذه الدنيا الطويلة العريضة قد طويت منها في سبعة أشبار ولو كنت بذلك موقناً لم تحمل على نفسك في الطلب.
    وقالت زوجته روشنك: ما كنتُ أحسب أنّ غلاب دارا يُغلب ، فإنّ الكلام الذي سمعت منكم فيه شماتة ، فقد خلف الكأس الذي شرب به ليشربه الجماعة ،
    وقالت أمّه حين بلغها موته: لئن فقدت من ابني أمرَه لم يُفقد من قلبي ذكره . "

    ابن الأثير في كتابه الكامل (1/243)

    عن موقع ملتقى الخطباء

    التعديل الأخير تم بواسطة نبيل الجلبي ; 12/12/2013 الساعة 02:21 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •